نقطة العبور بين أمريكا وأوروبا
الدنمارك تعزز الدفاع العسكري بعد عرض ترامب لشراء جزيرة جرينلاند
ردا علي عرض الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بشراء جزيرة جرينلاند أكد موتى إيجيدي، رئيس وزراء الجزيرة أن بلده ليست للبيع، رافضًا فكرة التفريط في الجزيرة التى تتمتع بالحكم الذاتي تحت علم مملكة الدنمارك . وقال إيجيدي: جرينلاند لنا، نحن لسنا للبيع ولن نكون للبيع أبدًا، يجب ألا نخسر نضالنا الطويل من أجل الحرية.
ومن جانبه، رفض مكتب رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، التعليق على تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن شراء جزيرة جرينلاند.
وأعلنت حكومة الدنمارك عن زيادة ضخمة في الإنفاق الدفاعي على جزيرة جرينلاند، بعد ساعات من تجديد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب دعوته إلى شراء المنطقة من كوبنهاجن. وقال وزير الدفاع الدنماركي ترويلس لوند بولسن إن المبلغ الذي تم زيادته يصل إلى 1.5 مليار دولار.
وكان دونالد ترامب قد أعلن عن تعيين كين هويري سفيرا لواشنطن لدى الدنمارك، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن ملكية جزيرة جرينلاند والسيطرة عليها تعد ضرورة مطلقة من أجل الحفاظ على الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم.
جزيرة الأرض الخضراء
تقع الجزيرة التي تبلغ مساحتها 2,1 مليون كيلومترًا مربعًا، وتُعد أكبر جزيرة في العالم؛ يقع نحو ثلثي مساحتها ضمن الدائرة القطبية الشمالية، ويُغطي الجليد ما يُقارب 80 % من أرضها، أي نحو 1.8 مليون كيلومتر مربع من إجمالي مساحتها.
ولا تغرب الشمس في المناطق الشمالية من جرينلاند في الفترة ما بين 25 مايو إلى 25 يوليو، وتبقى الشمس في كبد السماء طوال النهار والليل خلال تلك الفترة من السنة.
ويميل الطقس إلى التجمد والبرودة الشديدة في الجزيرة، إذ تبلغ درجات الحرارة في الصيف نحو 4 درجات مئوية، فيما تصل إلى 34 درجة تحت الصفر في فصل الشتاء.
وكانت جزيرة جرينلاند مستعمرة للدنمارك حتى عام 1953، ولا تزال جزءا من المملكة الدنماركية، لكنها حصلت في عام 2009 على الحكم الذاتي.
وتشكل جرينلاند التى يبلغ عدد سكانها، 57 ألف نسمة، موقعًا استراتيجيًا مهمًا للجيش الأمريكي في مجال نظام الإنذار المبكر بالصواريخ الباليستية، كما تستضيف قاعدة جوية أمريكية هامة في بيتوفيك، ويعتبر الموقع العسكري الأمريكي في الجزيرة نقطة عبور رئيسية للطائرات بين أمريكا الشمالية وأوروبا.
أهداف أمريكا التوسعية
وفي عام 1946، تحديدًا في عهد الرئيس هاري ترومان، عرضت الولايات المتحدة على الدنمارك 100 مليون دولار لشراء الجزيرة، وقوبل العرض بالرفض. كما عرضت واشنطن على كوبنهاجن مقايضة أراضٍ في ألاسكا مع مناطق استراتيجية في جرينلاند، إلا أنه قوبل بالرفض أيضًا.
وفي عام 2019، خلال فترة ولايته الأولى، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فكرة شراء جرينلاند، لكن الحكومة الدنماركية وسلطات جرينلاند رفضت الفكرة بشكل قاطع، ووصفت رئيسة الوزراء الدنماركية وقتها، عرض ترامب بأنه «سخيف»، ما دفعه إلى وصف رفضها للفكرة بأنه «مثير للاشمئزاز»، وقام بإلغاء زيارته إلى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن.
وعبّر ترامب مرارًا عن اهتمامه بالتوسع الإقليمي، ففي الأسابيع الأخيرة، طرح فكرة ضم كندا وتحويلها إلى ولاية أمريكية، دون أن يوضح مدى جديته في هذا الشأن.
كما هدد بإعادة السيطرة الأمريكية على قناة بنما خلال ولايته الثانية، قائلًا: إذا لم يتم اتباع المبادئ الأخلاقية والقانونية، فسنطالب بإعادة قناة بنما إلى الولايات المتحدة الأمريكية بالكامل، وبسرعة ودون سؤال، وهو ما أثار رد فعل قويًا من الرئيس البنمي.