صحفى لم يتكرر
الجورنالجى .. محمد حسنين هيكل كاتب القصة القصيرة لملك وسبعة رؤساء
الإسم: محمد حسنين هيكل
تاريخ الميلاد: 23 سبتمبر 1923
المهنة: صحفى
نال الصحفى الأشهر محمد حسنين هيكل ، لقب "الأستاذ" بعد 70 عاما من العمل في بلاط صاحبة الجلالة، عاصر فيها الملك فؤاد وتفاعل مع الملك فاروق آخر ملوك مصر، وسبعة من رؤساء الجمهورية.
بدأ محمد حسنين هيكل مشواره الصحفى أيام الحرب العالمية الثانية في عهد الملك فاروق، وحاور اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية، وسطع نجمه مع رفيقه الزعيم جمال عبد الناصر، واختلف مع الرئيس أنور السادات بعد توقيع اتفاقية السلام، وعارض مشروع التوريث الذى تبناه الرئيس حسنى مبارك، كما وقف ضد سياسة جماعة الإخوان وحكم الرئيس محمد مرسي، وأيد صعود الرئيس عبد الفتاح السيسي بوصفه مرشح الضرورة لإنقاذ الدولة الوطنية المصرية، وتفاعل مع الرئيس عدلى منصور بوصفه رئيسا مؤقتا للبلاد.
علاقته بدوائر صنع القرار في مصر وعدد من العواصم العربية والأجنبية على مدي عشرات السنين، جعلت منه أحد ظواهر الثقافة العربية فى القرن العشرين، ومنحته لقب المؤرخ العربي الحديث خاصة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيل.
كاتب القصة القصيرة
بدأ محمد حسنين هيكل كاتبا للقصة القصيرة، ونشر بعضا من هذه القصص في مجلتى آخر ساعة، وروزاليوسف، ولكنه لم يستمر طويلا فى كتابة القصص الأدبية، حيث أراد أن يخاطب جمهورا أوسع، فاحتفظ بصفة السارد في كتاباته الصحفية.
وبحسب وصف الكاتب الصحفي عبدالله السناوي له، ظل هيكل يقمع الروائي بداخله، لكنه استلهم الفن في روحه والرواية في دراميتها والتأريخ في أدواته يضفي على الرواية الصحفية جمالا وحيوية ودقة.
لم يتخل محمد حسنين هيكل عن أدوات الفنان، وهو يكتب أعقد الموضوعات السياسية، رغم تنقله بين المدارس الصحفية المختلفة "الجازيت، روزاليوسف، آخر ساعة، الأخبار، أخبار اليوم، الأهرام"، فقد ظل الثابت الرئيسي في كتاباته ما تعلمه في بداياته الصحفية: العقلانية من هارولد إيرل، رئيس تحرير الإيجيبشين الجازيت، والرومانسية من سكوت واطسون، سكرتير تحريرها، وجمال الأسلوب وسلاسته من استاذه محمد التابعي.
ولذلك احتفظ هيكل بقراءه ومتابعية على مدى عقود طويلة امتدت لـ 70 عاما من الكتابة أنتج خلالها آلاف المقالات التى ترجمت إلى 21 لغة حول العالم، فضلا عن إرثاً ضخماً من الكتب، وصل إلى ما يقرب من 40 مؤلفاً عن أهم القضايا التي تشغل العرب، باللغتين العربية والإنجليزية، من بينها نحو 10 كتب تؤرخ لتاريخ مصر السياسى بعد ثورة 1952، تناول فيها حوادث العصر.
مراكز صنع القرار
ارتبط الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ، الذى رحل عن عالمنا فى 17 فبراير 2016 عن عمر ناهز 93 عاما، بعلاقات قوية بصناع القرار في مصر والكثير من عواصم العالم، كما كان على علاقة قوية بالكتاب والفنانين .
وولد هيكل فى مثل هذا اليوم 23 سبتمبر 1923، بقرية باسوس بمحافظة القليوبية، وتلقى تعليمه فى القاهرة، ثم اتجه إلى الصحافة فى وقت مبكر، حيث التحق بجريدة "الإيجيبشيان جازيت، وعمل كمحرر تحت التمرين بقسم الحوادث ثم انتقل إلى القسم الألماني، والتحق بصحيفة "إيجيبشيان جازيت" فى فبراير 1942، وعمل مراسلا حربيا لتغطية أشرس معارك الحرب العالمية الثانية فى العلمين ثم عمل فى مجلة روز اليوسف ابتداء من 1944.
انتقل فى 1947 للعمل بصحيفة أخبار اليوم، والتحق بمجلة آخر ساعة 1952 وتولى رئاسة تحريرها وعمره 29 عاما، كما كان الصحفى الأكثر قربا من الزعيم جمال عبد الناصر، وفى عام 1957 تولى رئاسة تحرير صحيفة الأهرام وظل فى منصبه حتى 1974.
كانت أول مقالاته بالأهرام فى 10 أغسطس 1957 فى زاوية "بصراحة" والأخير فى 1 فبراير 1974، وقاد الأهرام للتحول إلى مؤسسة، وأنشأ عددا من المراكز المتخصصة مثل مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، ومركز الدراسات الصحفية، ومركز توثيق تاريخ مصر المعاصر.
كما شارك محمد حسنين هيكل فى الحياة السياسية، حيث تم تعيينه وزيراً للإعلام فى عام 1970، وأضيفت إليه وزارة الخارجية لفترة أسبوعين فى غياب وزيرها الأصلى محمود رياض.