رحبت فصائل المقاومة العربية والفلسطينية دون استثناء بما فيها قيادات من حركة فتح، بتولي يحيى السنوار رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، بعد اغتيال رئيس المكتب ورئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق الشهيد إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.
وقبل التأييد السياسي كان التأييد الشعبي والحزبي والنقابي من المحيط للخليج لاختيار السنوار الذي بات رمزا للنضال في مواجهة الولايات التخريبية المتحدة وغطرسة الكيان الصهيوني وكافة معالم الاستعمار والاحتلال.
الشعب الفلسطيني والعربي وفصائل المقاومة الفلسطينية اختارت السنوار قائدا لاستكمال النضال المسلح لإقامة الدولة الفلسطينية.. فإذا كان أحد القادة التاريخيين للقضية الراحل ياسر عرفات قد تمكن من جمع شتات الفصائل في منظمة التحرير الفلسطينية لتوحيد النضال فإن السنوار حاز حوزه وتمكن من حجز مكان مشرف في قائمة القادة التاريخيين للنضال الفلسطيني والعربي.
لماذا السنوار؟
السنوار بتدبيره لطوفان الأقصى ومواصلة الحرب ضد الكيان الصهيوني وتحقيق نجاحات عسكرية بإمكانيات بدائية أحرجت الترسانة العسكرية لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرها من الدول.. وكسرت هيبة الجيش الذي لا يقهر، ويكفي اعتراف الكيان بإصابة ومقتل أكثر من 10 آلاف جندي في معارك قطاع غزة وهي أرقام غير دقيقة من جانب الاحتلال وفقا لرؤية المحللين العسكريين.
نجاح السنوار فيما فشلت فيه قيادات الفصائل الفلسطينية منذ سنوات وهو إنهاء الانقسام دون مؤتمرات متنقلة بين القاهرة وموسكو وبكين بتشكيل ما يعرف بالغرفة المشتركة لإدارة غزة عسكريا وسياسيا منذ السابع من أكتوبر 2023.
اختيار السنوار خليفة للشهيد إسماعيل هنية يؤكد حتمية أن يكون قائد الحركة من الميدان وليس من المنتسبين فرجال الميدان أمثال هنية والسنوار وخليل الحية وغازي حمد ومحمد الزهار وطاهر النونو وغيرهم من قاطني غزة والذين تركوها لظروف سياسية وأمنية دعت لذلك يدركون حجم المعاناة التي يعيشها أهالي القطاع والضفة.. وكما قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن اختيار السنوار الرجل الأقوى بالحركة يهدف لحسم الصراع في نهاية المطاف من قلب الأرض والعملية العسكرية وليس عبر الدبلوماسية لإدراكها بعدم وجود أي ضغط فعال لإنهاء الحرب. وأن القرار لا بد وأن يخرج من غزة التي تمسك بأهم ورقة ضغط وهي الأسرى "الإسرائيليين".
السنوار لم يعد ملك الشعب الفلسطيني، بل بات رمزا لكل مناضل في الوطن العربي وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وكل بقاع التحرر.. وقريبا أو بعد مهلة من الوقت سنجد السنوار شعارا وصورة تتزين بها أجساد الشباب مثل جيفارا..
السنوار كما قالت صديقه لي "مقاوم مزق بطاقته" ما يعني أنه شخص ليس لديه شيء يخسره.. فلا هو من ذوات المناصب ولا يبدو عليه طموح الأبهة والعظمة.. هو زاهد في حب وطنه فلسطين.
حفلة الخميس
عزيزي السنوار..
أعلم أنك أصبحت بارقة مستقبل لأبناء جيلنا وأنه لا حل للقضية الفلسطينية بدون السلاح "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" كما قال الزعيم خالد الذكر جمال الناصر، والسلاح هو الذي يأتي بالسلام حتى ولو كان مشوشاً مثل "كامب ديفيد" وليس الجلوس على موائد اللئام مثلا النضال المصري والجزائري ضد الاحتلال البريطاني والفرنسي أفضى للتحرر والاستقلال.
يذهبون بك وبالرفاق إلى ما يسمى باللقاء الحتمي يوم الخميس الخامس عشر من أغسطس 2024 لسد الثغرات في صفقة وقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية مقابل إطلاق سراح أسراهم..
واللقاء الحتمي ما هو إلا حفلة إعلامية لالتقاط الصور وتوزيع الابتسامات وتناول قطع الجاتوه والعصائر والشاي والقهوة.. وتنتهي بلا شيء.. فالجواب كما يقول المصريين "باين من عنوانه" النتن ياهو وضع ذات الشروط التي رفضتها المقاومة الفلسطينية ومصر من قبل، وقام فجر السبت العاشر من أغسطس بارتكاب مجزرة جديدة ضد المدنيين بمدرسة التابعين والتي استهدفها الاحتلال بواسطة 4 قنابل أمريكية دقيقة من طراز (GBU 39) وفقا لما أعلنته إذاعة جيش الاحتلال.
مجزرة مدرسة العائدين
مجزرة مدرسة العائدين التي عجز الإعلام عن وصفها لشدتها وراح ضحيتها حتى كتابة تلك السطور قرابة 100 فلسطيني بخلاف الجرحى الذين لم يتم حصرهم لكثرتهم، لم تكن سوى واحدة من بين أكثر من 4 ألاف مجزرة أرتكبها الاحتلال خلال 309 أيام دمر خلالها 120 مدرسة وجامعة بشكل كلي، وقرابة 335 مدرسة وجامعة بشكل جزئي والتي تحولت لمراكز إيواء للنازحين.
وكما قال حزب الله في بيانه رداً على تلك المجزرة " أن ما أقدمت عليه حكومة العدو يؤكد أنها ماضية في حرب الإبادة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني وأن خيارها الحقيقي هو القتل وارتكاب المجازر، وأن الحديث عن وقف إطلاق النار وتحديد مواعيد جديدة للمفاوضات ليست إلا كذبا وخداعاً لن تنطلي على الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة وجبهات الاسناد التي تزداد اقتناعاً بعزمها على المقاومة والعمل بكل قوة لوقف المذبحة ومنع العدو من تحقيق أهدافه المعلنة والمضمرة".. وذلك ما أكدته المقررة الأممية لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية لقناة الجزيرة قائلةً “إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ولقد أكدت مرارا أن إسرائيل تريد إخراج الفلسطينيين من قطاع غزة".
ألا تفهمون (؟) السيدة قالت مراراً وأنتم تصرون على الذهاب لحفلة يوم الخميس، مع من تجلسون؟!
الولايات المتحدة التخريبية التي تمد الاحتلال بأحدث الأسلحة وأثقلها وزنا وفتكاً، وفي يوم مجزرة العائدين أفاد مسؤولون أمريكيون أن واشنطن ستفرج عن 3.5 مليار دولار لتل أبيب لإنفاقها على الأسلحة والمعدات العسكرية الأمريكية ضمن مشروع قانون التمويل التكميلي البالغ 14.1 مليار دولار، الذي أقره الكونجرس في أبريل الماضي، حسبما أفادت شبكة "CNN”.
تجلسون مع الملطخة أيديهم (إسرائيل وأمريكا) بدماء الشعب الفلسطيني والعربي في لبنان، والعراق، وسوريا، واليمن؟ وفي الخارج أحفاد الصليبيين والذين يعرفون بـ "الدول الأوروبية" وتستخدم إسرائيل أموالهم لذبح الفلسطينيين وفقا لوصف المقررة الأممية لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية والتي قالت صراحةً الدول التي تدعم إسرائيل بالأسلحة تخرق اتفاقية منع الإبادة الجماعية وهي متواطئة معها.
مجازر وراء الأخرى
إسرائيل ترتكب المجزرة تلو المجزرة، وتغتال بالمسيرات قادة المقاومة الفلسطينية والعربية وتعتدي على سيادة الدول لإدراكها بأنها محصنة وتتمتع بالإفلات من العقاب.
أسر وعائلات الرهائن لدى المقاومة الفلسطينية عقدوا اليوم السبت العاشر من أغسطس 2024 على هامش المجازر مؤتمرا صحفياً طالبوا فيه حكومتهم بضرورة توقيع صفقة يوم الخميس لإطلاق سراح أبنائهم.. ونحن نطالب قائد المقاومة الفلسطينية يحيى السنوار، وكبار المفاوضين الفلسطينيين خليل الحية وغازي حمد والفصائل الفلسطينية بأن أول مطلب للجماهير قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وليس انسحاب العدو من المحاور والمعابر والقطاع وإدخال المساعدات وإطلاق سراح كافة السجناء وإعادة الإعمار وغيرها من الطلبات التي سيتم رفضها.
مطلبنا ومطلبكم الأول والأخير إقامة الدولة الفلسطينية وإما استكمال الحرب من كل جبهات المقاومة ولتشتعل المنطقة كما اشتعلت أجساد الشعب الفلسطيني واحترقت في مدرسة العائدين، ولا تطالبون العرب ومنظمة التعاون الإسلامي بموقف حاسم كما طلب خليل الحية لأنهم عاجزون عن ذلك، وأخرهم بيانات إدانة وشجب ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم لمنع الإبادة الجماعية.
قالها أبو عمار من قبل عندما يأس من العرب والمسلمين " الكعبة والمسجد لهم رب يحميهم والقدس والأقصى لهما ألله".
الذهاب لحفلة الخميس بمبدأ إقامة الدولة أو الحرب ستغير الموازين والأفكار والتحركات الخبيثة لأن الحفلة مقامة لمنع أو تعطيل الحرب على إسرائيل والتي ستكون مكلفة للولايات المتحدة التخريبية وأحفاد الصليبيين والدول العربية دائمة العضوية بالقواعد العسكرية الأجنبية وأخوتهم المنبطحين.