و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

رمضان تحت الاحتلال

رمضان في غزة.. جوع وصقيع وزينة تعلو الدمار وترقب لاستئناف الحرب

موقع الصفحة الأولى

يحل شهر رمضان في غزة اليوم على وقع قطاع منهك ومدمر من الحرب، حيث تعيش غزة أجواء حزينة ومأساوية، حيث الدمار يطغى على المشهد، والحزن يخيم على الأهالي، في وقت كان يُعرف فيه الشهر الفضيل بأنه موسم الفرح والتآلف والتراحم ولكن للعام الثاني على التوالي، يحلّ رمضان في غزة على مدينة منهكة بالحرب، تعاني من أوضاع إنسانية كارثية، اللهم إلا بعض الروح الايجابية التي ينشرها عدد من الشباب بتليق الزينة ونشر الرسومات على بقايا المباني المدمرة بسبب الحرب

في العادة، كانت الأسواق تكتظ بالمواطنين الذين يشترون المستلزمات الرمضانية، وكانت الشوارع تضيء بالفوانيس وأضواء الزينة، لكن في رمضان 2025، اختفت هذه المشاهد تمامًا.

عبد المنعم لبد، صاحب مركز تسوق متخصص في الأدوات المنزلية والمفروشات شمال غزة، يقول: "لم نستورد أدوات زينة رمضان هذا العام، فالأجواء حزينة، والحزن يطغى على كل شيء. الاحتلال دمر جميع مخازني، التي كانت تحوي بضائع بأكثر من ثلاثة ملايين دولار، ولم يعد هناك مجال للاحتفال".

وفي مركز الزاوية التجاري استطاع التجار اقامة بعض المعروشات والنصبات لإقامة محلاتهم التجارية، ويقول محمد رجب، أحد تجار مركز الزاوية، إن هذا المركز يعد من أقدم المراكز التاريخية في قطاع غزة واسرائيل دمرته خلال الحرب لكن مع قدوم رمضان في غزة كان هناك اصرار لدى التجار باقامة محلاتهم واستئناف تجارتهم فنصبوا عدد من المحلات المؤقته الخاصة بالعطارة والمنتجات الغذائية والمخلالات والطراشي التي يقبل عليها الغزيون في رمضان.

رمضان في غزة .. وفي مركز تنيرة التجاري، الذي كان يعجّ عادة بالمستلزمات الرمضانية من أجبان وألبان وتمور ومشروبات، تغيب الزينة الرمضانية احترامًا للمأساة.

يقول صاحب المركز محمد تنيرة: "لم نعلّق أي زينة هذا العام، فالحداد عام، والشهداء والجرحى والمفقودون هم أولويتنا".

رمضان في الخيام

كما تشهد غزة أوضاة مأساوية من الناحية الإنسانية فأوضاع المعيشة لا تقوم عليها الحياة فلا تزال عائلات كامة تقبع في الخيام وسط حالة الطقس الباردة وحالة الجوع وارتفاع الأسعار ونقص المساعدات التي تنفذ إلى غزة، فضلا عن انهيار الاقتصاد ، في وقت تشهد الأسواق ركودا غير مسبوق

المواطن خالد أبو لبدة، الذي فقد منزله في رفح، ويعيش في خيمة في مواصي خان يونس، يقول بأسى: "هذه هي المرة الثانية التي نستقبل فيها رمضان في غزة دون منزل. أطفالي يسألون عن فانوس رمضان، لكننا لا نملك حتى ثمن الطعام. نقف ساعات في الطوابير للحصول على الطعام، ونسير مسافات طويلة لتأمين مياه صالحة للشرب".

وعلى صعيد أداء مناسك رمضان في غزة وصلاة التراويح، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في القطاع، أن الجيش الإسرائيلي دمر خلال الحرب 79% من مساجد القطاع و3 كنائس، واستهدف 19 مقبرة.

وأفادت الوزارة في بيان لها بأن "جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر 814 مسجدًا من أصل 1245، بما نسبته 79%، فيما تضرر 148 مسجدًا، بالإضافة لـ 3 كنائس واستهدف 19 مقبرة من أصل 60 بشكل ممنهج ومتعمد".

سامي أبو الخير، من سكان حي الشجاعية شرق غزة، يعيش مع 20 فردا من عائلته في منزل مدمر جزئيا، ويقول: "حتى المشاعر الدينية سلبها الاحتلال منا، فجميع المساجد حولنا دمرت، ولا نعرف كيف سنصلي التراويح أو قيام الليل".

وشرع عدد من أهالي قطاع غزة على اقامة بعض الزوايا والمصليات الجماعية لإقامة صلاة التراويح وقيام الليل 

وعلى المستوى السياسي، يترقب أهالي قطاع غزة استئناف الحرب في رمضان بين حماس واسرائيل، حيث لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يقف عقبة أمام مساعي الوسطاء لاستكمال الاتفاق المبرم بين إسرائيل وحماس في 19 يناير الماضي، إذ يصر على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق التي تنتهي اليوم السبت، لأجل استعادة المحتجزين المتبقين في غزة، واستئناف الحرب على القطاع.

تم نسخ الرابط