تعليقات مليئة بالكراهية والتهديدات
أزمة في ايطاليا بعد افتتاح مسجد ومركز إسلامي.. وتهديدات بالقتل لرئيس بلدية

حالة من الجدل أثارها افتتاح مركز إسلامي ومسجد في إيطاليا مما أثار استياء عدد من المسلمين والعرب هناك، البداية كانت عند افتتاح المقر الجديد لمركز الهدى الثقافي الإسلامي الذي يتضمن مسجدا في مدينة جيسي توالت بعدها ردود فعل على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فتصاعدت حدة التعليقات العدائية التي وصلت إلى حد التهديد بالقتل، بالرغم من أن عدد المسلمين في إيطاليا يقدر بحوالي 2.6 مليون نسمة، وهو ما يشكل 4.3% من السكان.
وشهد حفل الافتتاح الرسمي للمركز والمسجد حضورًا كبيرًا من المسؤولين المحليين وأفراد المجتمع، ووصف رئيس البلدية الحدث بأنه “يوم احتفالي” لجميع أطياف المجتمع.
وسرعان ما طغت على هذا الاحتفال ردود فعل سلبية من بعض المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي،بسبب افتتاح مركز إسلامي، حيث ظهرت تعليقات مليئة بالكراهية والتهديدات، بما في ذلك رسائل تحث على العنف.

يقع المبنى الجديد، الذي تبلغ مساحته 850 مترًا مربعًا في شارع كاسكاميفيسيو، ليحل محل المقر السابق في شارع فيالي ديلا فيتوريا، وقد أصبح محورًا للنقاش حول التوترات الاجتماعية والثقافية في المدينة.
إدانة رئيس البلدية
أدان رئيس بلدية جيسي فيورديلموندو بشدة هذه التهديداتحول افتتاح مركز إسلامي، مؤكدًا أن الملف سلِّم إلى السلطات المختصة وأنه سيتم اتخاذ إجراءات قانونية ضد مرتكبي هذه التصرفات.
وأوضح أن التمويل الكامل للمركز جاء من المجتمع الإسلامي عبر نظام الضرائب الذاتية، وليس من الإدارة البلدية كما ادعى البعض.
وأكد رئيس البلدية أنه تلقى شخصيا تهديدا بالقتل تحت زعم الانحياز للمسلمين، مشددا على أهمية الحفاظ على الحوار المدني واحترام الرأي الآخر، مشددا على أن التهديدات والعنف لا يمكن التسامح معهما.
وتلقت الإدارة البلدية والمجتمع الإسلامي دعمًا قويًا من الجمعية الوطنية للأنصار الإيطاليين (ANPI) في جيسي، حيث أدانت رئيسة الجمعية روزالبا تشيزيني هذه الهجمات العنيفة.

وأكدت تشيزيني على القيم الدستورية الإيطالية التي تكفل الحرية الدينية لجميع الطوائف، ودعت إلى عزل أولئك الذين يعبرون عن مواقف متطرفة.
وأشارت إلى أن شعب جيسي وإيطاليا قد واجهوا مثل هذه الأيديولوجيات العنيفة في الماضي وهزموها، وأنهم مستعدون للتصدي لها مرة أخرى.
وقائع سابقة
جدير بالذكر أنه في مايو 2024، منعت بلدية مونفالكوني شمالي شرق إيطاليا المسلمين الموجودين بالمنطقة من الصلاة في مركزيهم الثقافيين، مما اضطرهم أحيانا للصلاة، خصوصا في الجُمُعات، في مواقف السيارات.
وأصبح سكان البلدة المسلمون مضطرين للتجمع في مكان مقفر، عبارة عن موقف سيارات، في انتظار أن يفصل القضاء فيما يعتبرونه اعتداء على حقهم الدستوري في أداء الصلاة.
وترى رئيسة البلدية، اليمينية آنا سيسينت، أن قرار منع الصلاة يتعلق بـ"تهيئة الأماكن" ولا علاقة له بالتمييز.
وتوضح سيسينت "بوصفي رئيسة للبلدية، لست ضد أي شخص.. أنا هنا لتطبيق القانون". لكنها لا تخفي اعتقادها أن عدد المهاجرين المسلمين في مونفالكوني تزايد وأصبح "مهما للغاية" و"يجب أن نقول الأشياء كما هي".