الكاميرات نسفت أكاذيب الحضانة
كارثة حلوان .. بروفة شنق الطفل سليم تفتح ملف الاهمال بحضانات البراعم
يستمر مسلسل الإهمال في دور الحضانة، مع استهانة المسؤولين عنها والمعلمات والمشرفات بسلامة وصحة الأطفال، وهو ما حدث في إحدى دور الحضان في منطقة حدائق حلوان، والتي كاد يفقد فيها الطفل سليم حياته، بعد حادث تعرض له في منطقة "الكيدز اريا" وفقداه الوعي دون أن أي يلاحظ أحد ذلك لمدة 3 دقائق.
وروت سيدة ما حدث لابنها "سليم" البالغ من العمر عامان ونصف العام، مع حضانة "ب و" بمنطقة حدائق حلوان، وقالت إنه ذهب للعب في منطقة ألعاب "كيدز اريا" مع الحضانة، وهي لم تمانع ذلك لأنها تثق في الحضانة، كما أنها تعرف ذلك المكان وذهبوا إليه من قبل عدة مرات ويوجد فيه ألعاب تناسب سنه.
وعندما ذهب والد الطفل لاستلامه، اختلقت صاحبة الحضانة قصة خيالية وقالت إن "سليم" شعر بالتعب والدوخة بسبب اللعب، وأنهم خافوا عليه من إصابته بضربة شمس، وذهبوا به إلى المستشفى، ولكنه أصبح بخير، وبالطبع سالهم الأب لماذا لم يتم ابلاغه أو ابلاغ والدته بذلك، كان ردهم بأنهم لم يحبوا أن يشعروا بالقلق عليه، وان الطفل بخير والحمد لله.
قصة كاذبة
وعندما اتصلت الأم بصاحبة الحضانة، حكت لها نفس القصة الكاذبة، وظلت تؤكد وتحلف لها أنه لم يحدث له اي شئ وكانت تسال من حولها والذين أكدوا كلامها، وصدقت الأم كلامهم.
ولكن القصة لم تنته هكذا، فقد لاحظت والدة سليم وجود علامة لونها أحمر بارزة في رقبته، فاتصلت مرة أخرى بصاحبة الحضانة، وسألتها هل تعرض الولد للسقوط أو الارتطام في شيئ، أنكرت ذلك، وقالت إنه شد رباط ملابسه "السويت شيرت" بشدة وهو ما تسبب في تلك العلامة على رقبته، ولكن الأم هذه المرة لم تصدق القصة وبدأت الشكوك تراودها حول ما تعرض له ابنها.
وعندما فحصت ابنها من جديد، وجدت علامة أخرى خلف الرقبة، كما أن ملابسه كانت ممزقة، فأيقنت وقتها أن هناك شئ غير طبيعي تعرض له "سليم"، فتوجه الوالدان إلى الحضانة لمعرفة ما حدث للطفل تحديدا وسبب هذه الإصابات في جسمه.
اعتراف صاحبة الحضانة
وعندها، بدأت الحقائق في التكشف، حيث اعترفت صاحبة الحضانة، بأن الطفل وهو يلعب على "الزحليقة"، فإن رباط "السويت شيرت" شبك فيها وتعلق في رقبته، ولانها زعمت أن الامر لم يستغرق ثواني، وانهم تمكنوا من انقاذه على الفور، وظلت تقسم أنه لم يكن هناك أي إهمال وأنهم شاهدوا الطفل فور تعرضه للإصابة وأنقذوه، وعندما سألا عن وجود كاميرات في مكان "الكيدز اريا" كانت الإجابة بالنفي.
وتوجه والد الطفل "سليم" إلى قسم الشرطة وحرر محضر إهمال ضد الحضانة، وبعدها توجه إلى المستشفى، وقابل الطبيب الذي أشرف على علاجه، ففوجئ بأن إدارة الحضانة لم تخبر الأطباء في المستشفى بما حدث، واكتفوا بالقول إنه مجهد من اللعب فقط.
وفي اليوم التالي، اتصلت أسرة الطفل بـ"الكيدز اريا"، واكتشفوا وجود كاميرات هناك، وتعاون العاملون هناك مع الأب والأم، وشاهدوا فيديو الحادثة، وكانت المفاجأة الصادمة، أن الطفل من رقبته برباط ملابسه في "الزحليقة" لمدة تتجاوز 3 دقائق دون أن ينتبه له أحد، وفي الدقيقة الأولى حاول أن يخلص نفسه من الرباط، وبعدها غاب عن الوعي حوالي دقيقتين، في الوقت الذي كانت فيه المدرسات والمشرفات يتكلمن مع بعضهن، دون الانتباه لأطفال الحضانة، وعندما كانت طفلة أخرى تمر بجواره، شاهدته فأخبرت الواقفين والذي هرعوا لانقاذه.
وتروي الأم أن طفلها، ورغم أنه لا يستطيع أن يحكي ما حدث لأنه لم يتعلم الكلام بعد، ولكنه في حالة سيئة منذ وقت الحادث، ودائم البكاء عند نومه، ويحلم بكوابيس، بعدما رأى الموت بعينه.