قصف إسرائيلي واشتباكات غرب القطاع
بدء مفاوضات وقف إطلاق النار بالقاهرة ومعارك مستمرة في غزة
يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي، قصفه العنيف لمختلف مناطق قطاع غزة، في اليوم الـ 125 للعدوان، بينما ارتكبت قوات الاحتلال خلال اليوم السابق 16 مجزرة راح ضحيتها 123 شهيدا في يوم واحد، بالتزامن مع بدء مفاوضات القاهرة لوقف إطلاق النار.
من جانبها كبدت المقاومة الفلسطينية جيش الاحتلال مزيدا من الخسائر في الأرواح والآليات في معارك شمال غزة وخان يونس.
علي المستوي السياسي، وصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة، اليوم الخميس، لاستكمال المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، والمقترح الخاص باتفاق تبادل المحتجزين برعاية مصرية قطرية.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه مستمر في الحرب على غزة مشيرا إلى أن الاستسلام لشروط حماس سيجلب كارثة على إسرائيل.
فيما أحيا مئات الفلسطينيين، اليوم الخميس، ذكرى "الإسراء والمعراج" فى المسجد الأقصى، وذلك رغم القيود الإسرائيلية وحصار المسجد المبارك منذ خمسة أشهر.
معارك مستمرة
وحتى مساء أمس الأربعاء خلف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 27 ألفا و708 شهداء و67 ألفا و147 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
بينما قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي غرفة الصيانة في مستشفي الشفاء بغزة مما أسفر عن استشهاد 5 من العاملين، فضلا عن سقوط عشرات الجرحي، بينما أطلقت قذائف دخانية كثيفة في المناطق الغربية لمدينة غزة.
ويواصل طيران الاحتلال شن غاراته على مناطق شمال غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بالتوازي مع إعلان كتائب القسام عن خوض مُقاتليها منذ صباح اليوم اشتباكات ضارية مع جنود العدو وآلياته بالأسلحة المتنوعة و قذائف م/د في محور قتال قاطع غرب غزة.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عن ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 124 صحفياً منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع بعد استشهاد الصحفي في تلفزيون فلسطين نافذ عبد الجواد، جراء استهداف الاحتلال منزله الليلة الماضية
من جهة أخري، أكدت هيئة البث العبرية، إصابة 391 جنديا إسرائيليا في حوادث دهس منذ بدء الاجتياح البري لغزة.
مفاوضات غير مباشرة
وعلي صعيد المفاوضات غير المباشرة التي انطلقت، اليوم الخميس، بين حركة حماس وإسرائيل في القاهرة لوقف إطلاق النار، تواجه المفاوضات عدداً من الملفات الصعبة.
وأكدت مصادر مطلعة أن هناك فرصة لحل وسط في بعض الملفات، مشيرة إلى وجود فرصة كبيرة للقيام بالمرحلة الأولى من الصفقة التي تتضمن إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين من المدنيين الذين تقل أعمارهم عن 19 عاماً والمرضى وكبار السن مقابل أسرى فلسطينيين، حيث طالبت حماس، بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وحددت كبار السن ممن تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.
كما طالبت أيضاً بإطلاق سراح 1500 أسير فلسطيني، و 500 أسير تسميهم "حماس" وهم المحكومون بالسجن مدى الحياة على خلفية عمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية.
وتنطبق هذه المعايير على عدد من كبار قادة العمل الوطني والمسلح الفلسطيني الذين رفضت إسرائيل إطلاق سراحهم في عمليات تبادل سابقة، مثل عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مروان البرغوثي، المحكوم بالسجن المؤبد 5 مرات، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات المحكوم بالسجن 35 عاماً، وقادة الجناح العسكري لحماس الذين اعتقلوا على خلفية الهجمات المسلحة في الانتفاضة الثانية، وحكم عليهم بالسجن مدى الحياة، مثل عبد الله البرغوثي، وعباس السيد، وحسن سلامة، وإبراهيم حامد، وغيرهم.
إبعاد قادة حماس
وتوقعت المصادر أن تواجه المفاوضات صعوبات كبيرة في التوصل إلى حل وسط في هذه الملفات، بينما تواجه صعوبات أشد في مرحلتها الثانية التي تهدف إلى إطلاق سراح بقية الأسرى الإسرائيليين، وكلهم من الجنود أو جنود الاحتياط وبينهم عدد من كبار الضباط.
وتشترط حركة "حماس" التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب بصورة تامة قبل الدخول إلى هذه المرحلة من المفاوضات. كما تشترط إطلاق سراح من تبقى من أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
أما إسرائيل، فتشترط لوقف الحرب إبعاد كبار قادة حماس، وفي مقدمتهم رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، والقائد العسكري لكتائب عز الدين القسام محمد الضيف، وعدد من قادة الجناح العسكري مثل مروان عيسى ومحمد السنوار، وتطالب أيضاً بتجريد قطاع غزة بالكامل من السلاح وتنحي حماس عن الحكم في القطاع.