الموت دون قلق أو نكد
فتوي شرعية : لا يجوز للزوجة فتح هاتف زوجها بعد وفاته
فتوي شرعية: هواتف الموتي لا يجوز للزوجة فتحها بعد الوفاة
تتطور الحياة بسرعة مذهلة، حتي أصبحنا في حاجة إلي فتاوي شرعية تتواكب مع التطور التكنولوجي الذى يتحكم اليوم في معظم شئون البشر.
فتاوي تتعلق بالتواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة، حتي تقنيات الذكاء الاصطناعي التى ملأت حياتنا وأصبحت جزءا منها.
وقبل سنوات، أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى قالت فيها إن تجسس الزوجة على هاتف زوجها، وتجسس الزوج على هاتف زوجته حرام شرعا.
وأكدت وقتها أنه ليس من حق الزوج أو الزوجة، أن يطلع أحدهما على هاتف الآخر، ويجوز لكل منهما، أن يحفظ خصوصياته بكلمة سر، ولا يجوز لأحدهما أن يتجسس على الآخر، لكن ماذا عن فتح هاتف الزوج المتوفي؟
هواتف الموتي كان موضوع فتوي صادرة عن وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت التى أكدت أنه لا يجوز تمكين أهل المتوفي أو غيرهم من أخذ بصمة المتوفي لفتح هاتفه.
هواتف الموتي
وبررت الفتوي الصادرة عن الدكتور فيصل عبدالكريم العوضي مدير إدارة شئون الجنائز بدولة الكويت، بخصوص هواتف الموتي ، عدم جواز تمكن أهل الميت من أخذ بصمة وجهه أو يده لفتح هاتفه، بأن الهاتف محل خصوصيات المتوفي وقد يحتوي علي ما يعيب الميت وبالتالي لا يجوز الاطلاع عليه سترا للميت ورعاية لحرمته.
وأشارت فتوي وزارة الشئون الإسلامية الكويتية، التى حملت رقم 27 ع / 2024، إلي أنه إذا كان هناك حاجة لفتح الهاتف فيكون ذلك عن طريق القضاء أو الجهة الأمنية المختصة.
عدم جواز فتح هواتف الموتي كـ فتوي شرعية ، تتفق معها مصادر قانونية تؤكد أن فتح هواتف الموتى يجب أن يكون تحت إشراف قضائي، حتى لا ينفرد أحد الورثة بالمعلومات الواردة فيه، خصوصاً إذا كان الهاتف يحمل معلومات بنكية وأسرارا خاصة بالمتوفى، ففي حال وضع أحدهم إصبع الميت على الهاتف باستخدام البصمة فإنه في هذه الحالة يتمكن من الاطلاع على محتوياته كالأموال والديون والودائع، لذا يجب أن يلتزم الورثة بمحضر المحكمة للحد من حدوث خلافات ومن ثم الحفاظ على الأسرار التي أصبحت من حق الورثة جميعاً، والتي لا يجب أن يستأثر بها طرف دون الآخر.
كما أن فتح هاتف المتوفى في حد ذاته مسؤولية وإذ لم يتم بالطرق القانونية السليمة فإن ذلك يعد مخالفة، ولا يحق التصرف فيه إلا بالاتفاق والرضا بين الجميع، خصوصاً إذا كان هناك قُصر من ضمن الورثة، ويجوز للجهات القانونية أن تصدر حكمها بتوافر الإذن القضائي في فتح الهاتف.
تحذيرات متكررة
من جانبه حذر الدكتور مجدي عاشور أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية من فتح هاتف الزوجة من قبل الزوج أو العكس، مؤكدا أنه ليس من حق الزوجة أو الزوج ذلك، لأن ذلك من الأمور الشخصية والأمر بين الزوج والزوجة مبني على الثقة، طالما أن الزوج جيد والزوجة خلوقة لماذا التفتيش؟.
وما ينطبق علي الأحياء ينطبق بالضرورة علي الأموات، وبالتالي لا يجوز التجسس علي هواتف الموتي سواء كان هاتف الزوج او الزوجة بعد الوفاة.
وأضاف: التفتيش يؤدي إلى شكوك لا تنتهى وستظل الشكوك بينكما، وإذا كنا نقول إن الشك في العبادة شك خطأ فما بالك في الشك في التعامل مع أخلاق الناس، والشك بين الزوجين، فالحياة تكون بؤس، ولكن الأمور تبنى على الثقة والأصل حسن الظن.