
منذ ظهور الحركة الصهيونية ، وهم يركبون الجواد الأسرع ويحتمون بالأقوى ، والمرحلة ــ الأسرع هى بلوغ أهدافهم على نطاق أوسع ، لذلك اهتموا بالمهرجانات العالمية يرسلون إليها أفلامهم لتعبرعن رسائلهم ، ففى سنة 1965 على سبيل المثال ذهبوا إلى مهرجان " كان " بجنوب فرنسا بفيلم " فجوة فى القمر " ليعبر به أمام العالم عن هدفهم ، وفى 1967 قدموا فيلم " ثلاثة أيام وطفل " ، والغريب أن الفيلمين اتسما بالنزعة الإنسانية الكاملة التى تؤثر على الجماهير .
وفى مؤتمر فينسيا 1972 آخر مهرجانات أوربا السينمائية شاركت فيه إسرائيل بفيلمين ، الأول : " تحيا أورشليم " وهو فيلم تسجيلى هدفه التواجد ، والثانى فيلم " كباريه " وهو يعبر عن أهداف صهيونية فى قالب موسيقى استعراضى . وكانت اللفتة المثيرة حين زعمت إسرائيل فى سنة 1975 أن فيلم " ظلال الملائكة " الذى عرض خارج المهرجان فى سويسرا فيلم يضطهد اليهود ويعمل على كراهيتهم بشكل مبالغ فيه ، الأمر الذى أحدث ضجة وجذب أحاديث النقاد وتعليقات الصحف ، وبناء عليه طالبت إسرائيل بسحب الفيلم ، ثم تبين أن كل هذا الضجيج تم بتنسيق إسرائيلى من أجل عرض قضية الإنسان اليهودى واضطهاده ، وطرحها على الألسنة ، وكان لهم ما أرادوا .
وهكذا كانت السينما الإسرائيلية تسير بوعى شديد .
وجدير بالذكر أن إلقاء الضوء على أفلام المهرجانات التى قدمت فى النصف الأول من العام نفسه كانت تركز على تمجيد جيش الدفاع الإسرائيلى فى حرب 1967 ، وبيان قضية وقيمة النصر الذى أحرزوه على العرب .
وبعد حرب 1973 كرست إسرائيل جهدها بأفلام خاطبت الرأى العام والسعى المكثف للشوشرة على حرب 1973 بجملة من الأكاذيب وفى مهرجان كان سنة 1977 قدموا فيلم الرعد الذى تناول حركات الكوماندوز الإسرائيلى حين قيامه بالإغارة على مطار عنتبى 1976 من أجل اطلاق سراح الرهائن من الطائرة الفرنسية التى اختطفها الفلسطينيون . وفيلم أخر مدته 20 دقيقة عنوانه ( انتصار عنتيبى ) عن نفس الحادث لكن هذا الفيلم جاء بأثر عكسى على إسرائيل .
هذا بخلاف أفلام تسجيلية تدعم فكرة أرض الميعاد بقوة وربما أضطربت أراء فى عرضها ، وأنكرتها أخرى لكنها أفلام نجحت فى إلقاء حجر فى الماء الراكد .