و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

هل انتهى دور الصحفي التقليدي؟

"إيل فوليو".. قصة أول صحيفة إيطالية يتم تحريرها بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي

موقع الصفحة الأولى

كيف يتم تحرير صحيفة بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي؟ وهل انتهى دور الصحفي التقليدي؟.. كانت أبرز الأسئلة التي تم طرحها رواد السوشيال ميديا عقب اطلاق إحدى الصحف الإيطالية، إصدار طبعة تم تنفيذها كليا بواسطة الذكاء الاصطناعي، وستواصل لمدة شهر هذه التجربة الأولى من نوعها في العالم، والتي ترمي بحسب مدير تحرير الصحيفة إلى إنعاش الصحافة لا إلى قتلها. 

صحيفة "إيل فوليو Il Foglio " الإيطالية، بدأت إصدار طبعة متم تحريرها كليا بواسطة الذكاء الاصطناعي، وستواصل لمدة شهر هذه التجربة الأولى من نوعها في العالم.

وأكدت إيل فوليو، وهي صحيفة يومية جريئة تُطبَع منها نحو 29 ألف نسخة، أنها أول صحيفة في العالم تصدر أعدادا أُنشئت بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهي تقنية ناشئة تغير بسرعة طريقة عمل فرق التحرير.

ويتكوّن كل عدد من الصحيفة يتولى الذكاء الاصطناعي إنشاءه من أربع صفحات تضم نحو 22 مقالة تمتد من السياسة إلى الشؤون المالية، بالإضافة إلى ثلاثة مقالات رأي.

وحول تحرير المواد الصحفية عمليا، يطلب صحفيو "إيل فوليو" البالغ عددهم نحو 20، من نسخة من روبوت المحادثة القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي "تشات جي بي تي" التابع لشركة «أوبن إيه آي» كتابة مقال عن موضوع محدد بنبرة معينة، فينتج الروبوت نصا باستخدام معلومات يجمعها من الإنترنت.

ومن بين المقالات التي كتبها الذكاء الاصطناعي هذا الأسبوع، تحليل لخطابات رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، ومقال افتتاحي عن الاتصال الهاتفي بين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين، ومقال عن الموضة.

تفاصيل التجربة  

وأوضح مدير "إيل فوليو"، كلاوديو تشيرازا، لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" تفاصيل هذا المشروع الذي يستمر شهراً.

ويتمثل هدف التجربة، من جهة، في الانتقال من النظرية إلى التطبيق، ومن ناحية أخرى، فإن الأمر يتعلق باختبار أنفسنا وبالتالي فهم حدود الذكاء الاصطناعي، ولكن أيضا فرصه.

وقال مدير التحرير في هذا الشأن: "كل هذا يمكن أن يولد في صحيفة كصحيفتنا، لأنها تتمتع بأسلوب كتابة جريء وساخر ومبدع، نحن نفعل أشياء لا يمكن إنتاجها بسهولة بواسطة آلة"،مضيفا: "كان هدفنا إظهار خصوصيتنا وتجربة شيء لم يختبره أحد آخر في العالم من قبل، من خلال إثارة نقاش، ولكن خصوصا من خلال محاولتنا أن نفهم بأنفسنا طريقة دمج الذكاء الاصطناعي بالذكاء الطبيعي".

وبحسب رئيس تحرير الجريدة فانه يتم اختيار المواضيع خلال اجتماع هيئة التحرير يتم اختيار الموضوعات ويتم طرح السؤال على الذكاء الاصطناعي يحتوي على طلب لموضوع، وطلب لنبرة، سواء أكانت محترمة أو غير محترمة أو فضائحية أو استفزازية، وبالتالي نطلب منه أن يعتمد أسلوب الصحيفة. إذا كان المقال يتضمن الكثير من الأخطاء، فإننا نغيره، وإذا كان فيه القليل منها، فإننا نتركه، لأننا نريد أن نظهر حدود قدرات الذكاء الاصطناعي. ليس الهدف إظهار إلى أي مدى هو جميل.

وتابع: أننا أصبحنا بفضل هذه التجربة نصل إلى جمهور واسع جداَ فثمة أناس كثر يكتشفون الصحيفة التقليدية بفضل الذكاء الاصطناعي. في اليوم الأول شهدنا زيادة في المبيعات بنسبة 60 % وليس من قبيل المصادفة أن أية صحيفة كبرى لم تفكر في هذا الأمر، لأنه أمر مخيف بلا شك. لا يمكن إلا لصحيفة مثل صحيفتنا، والتي هي فريدة إلى حد ما، أن تتحمل إجراء مثل هذه التجربة.

وحول رد فعل القراء فان 90 % من القراء اسمتعتوا بالتجربة، و10 % يشعرون بالقلق ويقولون "لا تتخلوا أبداً عن ذكائكم الطبيعي لأنكم أفضل". لكن لا أحد يقول إن التجربة غبية وليس لها معنى. الجميع يفهم روحية هذه المبادرة.

ويخلص الصحفي الإيطالي إلى القول: "يجب القبول بهذا الابتكار؛ إذ لا يمكن إيقافه. يجب فهمه وإتقانه وتحويله إلى فرصة للنمو، فإذا وُجِد يوماً ما طلب على مقالات مكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي فقط، فيجب قبول الفكرة، لكنّ هذا الطلب يُفترَض أن يؤدي إلى زيادة إبداع الصحافيين؛ لأن عليهم التعود على ألا يفعلوا إطلاقاً ما يمكن أن تفعله الآلة. إنها بالتالي طريقة لإنعاش الصحافة، وليس لقتلها". 

تم نسخ الرابط