ضربة لحرية الصحافة..
"صوت أمريكا".. ترامب يسكت الإذاعة بوقف تمويلها ويقيل 550 صحفيا

"صوت أمريكا" كانت الإذاعة التي تفاجأ مئات العاملين في المؤسسات الإعلامية الفدرالية الأمريكية بمراسيم أصدرها الرئيس دونالد ترامب، تقضي بتقليص عمل إذاعة صوت أمريكا، وتعد أكبر إذاعة دولية أمريكية، ولها حضور دولي واسع بتردداتها التي تصدح بأربعين لغة.
وطالت الأوامر التنفيذية إذاعة صوت أمريكا التي انطلق أثيرها قبل 73 عاماً حيث تلقى عدد من موظفيها إجازة مدفوعة الأجر بعد يوم واحد من توقيع الرئيس دونالد ترامب أمراً تنفيذياً يستهدف تقليص حجم الوكالة الأم للمؤسسة الإعلامية الممولة من الحكومة الفدرالية.
وتأثر جميع الموظفين بدوام كامل في إذاعة صوت أمريكا ومكتب البث الكوبي، الذي يدير إذاعة وتلفزيون مارتي، والذين يتجاوز عددهم الألف موظف بمرسوم دونالد ترامب، ويقضي بإلزام الوكالة الأم، والمعروفة باسم الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي، بإلغاء جميع الأنشطة غير المطلوبة قانونًا.
ألغت الوكالة جميع عقود محطات البث الدولية الخاصة التي تمولها، بما في ذلك إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي، راديو آسيا الحرة، وشبكات البث في الشرق الأوسط
وألغت الوكالة جميع عقود محطات البث الدولية الخاصة التي تمولها، بما في ذلك إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي، راديو آسيا الحرة، وشبكات البث في الشرق الأوسط.

وكانت صوت أمريكا التي أسست في العام 1942، تبث برامجها بأكثر من 40 لغة عبر الإنترنت والراديو والتلفزيون، وتشرف عليها الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي.
وحضر الصحافيون إلى إذاعة صوت أمريكا لبث برامجهم، ليُبلّغوا بإغلاق أبوابها: فقد شرع المسؤولون الفيدراليون في عمليات تعليق جماعية لأجل غير مسمى. ويأتي قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضمن رؤيته التي يشاركه فيها رجل الأعمال إيلون ماسك، وما يصفونه “القضاء على عناصر البيروقراطية الفدرالية”.
وجاء في بيان أرسلته كاري ليك المذيعة السابقة المؤيدة لترامب والتي عُيّنت مستشارة للوكالة الأمريكية للإعلام، أنه وفقاً للبيت الأبيض، فإن هذه الإجراءات تضمن “عدم اضطرار دافعي الضرائب لدفع أموال من أجل الدعاية المتطرفة”. واعتبرت المسؤولة المدافعة عن ترامب أن أموال المنح الفيدرالية “لم تعد تحقق أولويات الوكالة”.
قرارات إقالة لمئات الصحفيين
وأصدرت إدارة ترامب في عطلة نهاية الأسبوع أمرًا بتأثير فوري يقضي بمنح إجازة لأكثر من 1300 موظف في إذاعة صوت أمريكا. وقد ذكرت صحفية آسيوية كانت تعمل حتى ذلك في مقر الإذاعة الرئيسي بواشنطن أنَّ نحو 550 صحفيًا أقيلوا من عملهم مع نهاية الشهر. لكثير من هؤلاء الصحفيين الـ550 ليسوا مواطنين أمريكيين، بل يقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية بتأشيرات تعليم ويجب عليهم مغادرة البلاد".
وذكرت أنَّها غاضبة وحزينة وقلقة قلقًا عميقًا من هذا الوضع: "تزداد باستمرار صعوبة الحفاظ على الأخبار المحايدة والموضوعية والدقيقة القائمة على حقائق في عالم يغرق في الدعاية والتضليل. وأنا فخورة بأنَّني حصلت على فرصة العمل مع صحفيين يمنحون الأولوية للحقيقة".
وقد يؤثر إيقاف البرامج التي تبث بأكثر من 60 لغة على ملايين الأشخاص، خاصة في البلدان التي تعيق فيها الحكومات السلطوية عمل الصحافة المحلية والتغطية الإعلامية بحرية.

"هذه ضربة شديدة حقًا لحرية الصحافة"، هكذا علقت مارين بفالتسغراف، المسؤولة في منظمة مراسلون بلا حدود الخاص بأمريكا الشمالية والجنوبية، وتضيف: "هذا القرار يؤثر على ملايين الأشخاص، الذين كانوا يحصلون على معلومات مستقلة من خلال محطات الإذاعة والتلفزيون الأمريكية الموجهة إلى الخارج".
وأصدر البيت الأبيض بالإضافة إلى المرسوم التنفيذي بيانًا بعنوان يسخر من اسم إذاعة صوت أمريكا: "صوت أمريكا الراديكالية". وذكر أنَّ المرسوم يضمن "عدم اضطرار دافعي الضرائب بعد إلى تمويل دعاية متطرفة". وتم في مجموعة روابط تقديم أدلة مزعومة على الانتقادات. وصيغة هذا المنشور تُذكّر بمنشور لمستشار ترامب، الملياردير إيلون ماسك: فقد شتم في فبراير إذاعة صوت أمريكا وإذاعة أوروبا الحرة / راديو ليبرتي واعتبرهما "يساريتين متطرفتين تتحدثان إلى نفسيهما وتحرقان بذلك مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين".