بسبب عوامل مناخية
دراسة تتوقع انهيار 7 الاف عقار في الإسكندرية وخبير جيولوجيا: مشكوك فيها

شكك الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، فى دراسة حديثة توقعت انهيار أكثر من 7 الاف عقار في مدينة الإسكندرية بفعل عوامل مناخية، مؤكدا أنها حملت مغالطات علمية.
وقالت الدراسة العلمية التي نشرتها مجلة Earth’s Future الدولية المتخصصة بالدراسات المناخية أن هناك زيادة كبيرة في انهيار المباني في مدينة الإسكندرية خلال العقدين الماضيين، بفعل تآكل السواحل وارتفاع مستوى سطح البحر خلال الأربعين عاماً الماضية ما سبب التآكل السريع للأساسات.
وأشارت إلى أن تلك الظاهرة تتزايد بسبب زيادة الكثافة العمرانية، ما يؤدي إلى تسارع تسلل مياه البحر لطبقات المياه الجوفية الساحلية، ما يرفع مستوياتها في الشريط الساحلي إلى أن تصل للأساسات، لافتة إلى أن أكثر من 7,000 مبنى معرض حالياً للخطر، مضيفة أن معدلات السقوط زادت من عقار واحد في السنة إلى أكثر من 40 عقار.
ووصف أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدراسة بأنها "مبالغة وتعتمد على ليّ الحقائق، وتحوي الكثير من المغالطات العلمية. وأوضح أن الدراسة ذكرت أنه على مدار السنوات الماضية انهار 270 مبنى بالإسكندرية فيما يوجد في المدينة الساحلية أكثر من نصف مليون مبنى على الأقل، وبالتالي فإن 270 ليس بالرقم المرعب لأن معظمها مبان قديمة.
وذكر شراقي ، أن الدراسة لم تحدد مواصفات المباني التي انهارت خلال تلك السنوات، إن كانت كبيرة أم قديمة أم بسيطة لم يتم بناؤها بشكل مدروس. وتساءل: هل الإسكندرية هي فقط التي توجد فيها مبانٍ منهارة أم أن هناك مباني انهارت في مدن ومحافظات أخرى كالقاهرة وغيرها؟.
خرائط بالفوتوشوب
وأضاف أن الدراسة ربطت السقوط والانهيار بالارتفاع عن سطح البحر، معتبراً أنه كان من الأولى أن تكون المباني الموجودة على الشاطئ أكثر تأثراً من تلك الداخلية وهذا ما لم يحدث على أرض الواقع، فالمباني المنهارة تبعد عن الشاطئ وكلها داخلية.
وأشار عباس شراقي إلى أن الدراسة ضمت خرائط لسنة 1887 وخط الشاطئ في خمسينات القرن الماضي وخرائط لعام 2021 وأخرى حالية، مشيراً إلى أن هذه الخرائط تم عملها بالفوتوشوب وبرنامج GIS، أي أنها مصنوعة باليد وليست صورة لنفس المنطقة على فترات زمنية مختلفة لتظهر الفروقات على مر العصور.
واستغرب كيفية حصول الدراسة على بيانات عام 1887، متسائلاً: هل توفرت صورة بالأقمار الصناعية لـ الإسكندرية في ذلك التوقيت؟.
إلى ذلك، شدد على أن الأرقام فيها مبالغة، مؤكداً أن تآكل الشواطئ متواجد في كل العالم، والدراسة قامت بربط ذلك بالسد العالي، حيث تشير إلى أن بناء السد العالي زاد التآكل في المباني لعدم وصول الرواسب والطمي لكن هذا يعد ليّ للحقائق وغير دقيق.
وقال: نعم الطمي لم يتواجد بكثافة إلا أنه في بعض المناطق المحدودة بمدينتي رأس البر ورشيد حدث تآكل للشواطئ لكن لـ100 أو 200 متر، أما بالنسبة لمدينة الإسكندرية فالكورنيش ما زال على وضعه منذ الخمسينات، لذلك فإن أرقام الدراسة فيها مبالغة واضحة.
وأكد عباس شراقي أن مدينة الإسكندرية مبنية على حاجز صخري مرتفع وهو موقع عبقري، حيث تم اختيار أعلى مكان في المنطقة، فضلاً عن أن الإسكندرية فيها 5 حواجز للبحر قديمة من آلاف السنين.
وشدد على أن ربط الدراسة للظروف المناخية وارتفاع مستوى سطح البحر هو ما سيؤدي في النهاية إلى سقوط المباني فى الإسكندرية هي فرضية غير دقيقة، مؤكداً أنه تم استخدام بعض الحقائق في الدراسة لكنها بالغت وبشدة في نتائجها.