و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

تحذير جديد يثير القلق

الأرصاد البريطانية: الاحتباس الحراري بالأرض يخرج عن السيطرة و«ناسا» تشير لظاهرة النينيو

موقع الصفحة الأولى

رغم الجهود الدولية المستمرة لمكافحة  الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية الا إنها كانت السبب الرئيسي في الظواهر المتطرفة، مثل العواصف الشديدة والجفاف اللذين لعب دورا هاما في انتشار حرائق الغابات مثلما حدث في حرائق لوس أنجلوس والارجنتين خلال الأيام الماضية.

وأوضحت الدراسات العلمية إن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى جفاف الغطاء النباتي، ما يحول الغابات والأراضي العشبية إلى وقود للنيران من ناحية ومن ناحية اخرى تساعد الرياح القوية على سرعة انتشار النيران ، ما يجعل من الصعب السيطرة عليها.

تحذير الأرصاد البريطانية

وفي هذا السياق أعلنت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية خلال الساعات الماضية عن تحذيرًا جديدًا يثير القلق بشأن مخاطر التغيرات المناخية على الكرة الأرضية.

واشارت الأرصاد البريطانية إلى ان طقس العام الماضي 2024م شهد ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة مؤكدة أن الوضع الحالي يشير إلى ان الأرض تتجه بسرعة نحو مرحلة قد تخرج فيها ظاهرة الاحتباس الحراري عن السيطرة.

واضافت الأرصاد البريطانية في تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية ان أزمة الاحتباس الحراري تتزامن مع ارتفاع غير مسبوق في مستويات ثاني أكسيد الكربون، مما يزيد من تفاقم تلك الظاهرة.

الخروج عن المسار الصحيح

ومن جانبه حذر احد علماء هيئة الأرصاد البريطانية يدعى ريتشارد بيتس من أن الأرض قد خرجت عن المسار الصحيح بشأن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، لافتا إلى ان هيئة الأرصاد الجوية حددت هدفًا في اتفاقية باريس للحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة لكن القياسات الحديثة أظهرت أن هذا الهدف أصبح صعب تحقيقه خاصة بعد ان شهدت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أسرع ارتفاع سنوي منذ بدء التسجيل في عام 1958، وذلك وفقًا للقياسات التي أُجريت في ماونا لوا في هاواي.

ظاهرة النينيو

وفي نفس السياق اضاف بيتس ان الزيادة الضخمة في ثاني أكسيد الكربون ترجع إلى الظروف الجوية الحارة والجافة التي تنتشر على نطاق واسع، والتي ترتبط جزئيًا بظاهرة النينيو، إلى جانب عوامل أخرى تتعلق بتغير المناخ وذلك بعد ان أكدت عدد من التقارير الحديثة  أن عام 2024 هو الأكثر سخونة في التاريخ.

ومن جانبه أكد مكتب الأرصاد الجوية الأسترالي ان ظاهرة النينيو، ساعدت في زيادة درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة، من العام الماضي علاوة على الاحتباس الحراري طويل الأجل الذي تسبب به البشر موضحا ان النينيو جزء من ظاهرة مناخية طبيعية تدعى نينو التذبذب الجنوبي وهذه الظاهرة لها حالتان هما: إلنينيو "المرحلة الدافئة" والنينيا "المرحلة الباردة" وكلاهما تغيران الطقس العالمي كثيراً.

وكالة ناسا

وكشف عدد من العلماء في وكالة ناسا أن ظاهرة النينيو القوية، التي بدأت في خريف عام 2023، من المتوقع أن تكون قد دفعت متوسط درجة الحرارة إلى الارتفاع في عام 2024، وتعد من ضمن أسباب هذا الارتفاع، وعلى الرغم من ذلك، لا يزال العلماء يدرسون آثار أحداث مثل ثوران بركان تونجا في يناير 2022، والذي تسبب في إدخال كميات هائلة من بخار الماء وثاني أكسيد الكبريت إلى الغلاف الجوي.

تراكم ثاني أكسيد الكربون

وإكد العلماء انه رغم ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون بشكل مقلق في العام الماضي  2024، يظل هناك أمل في أن يشهد العام الجاري 2025 انخفاضًا طفيفًا في درجات الحرارة موضحين أن اتجاه الاحترار طويل الأمد سيستمر بسبب تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ما يجعل الوصول إلى هدف اتفاق باريس أمراً صعبًا في المستقبل القريب لافتين إلى ان استمرار أزمة المناخ في تصاعدها مع تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري امرا خطيرا يهدد  كوكب الأرض.

أسباب ارتفاع درجات الحرارة

كما أوضحت وكالة ناسا الفضائية إن ارتفاع درجات الحرارة في العام المنصرم يرجع إلى زيادة الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون والميثان، الموجودين في الغلاف الجوي للأرض.

وأشارت الوكالة إلى أن في أيام ما قبل الصناعة في القرن الثامن عشر، كان مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي نحو 278 جزءاً في المليون تقريبا ، بينما اليوم يبلغ 420 جزءاً في المليون، كما أكدو على أن هناك تأثيرات أخرى محتملة ساهمت في ارتفاع درجات الحرارة خلال عام 2024.

تم نسخ الرابط