الناس في حيرة كبيرة، والتحليلات السياسية عاجزة؛ فإذا أيدوا تحرير سوريا من المجرم وعائلته الذي اتفق الجميع على إجرامه بما فيهم حتى المعارضين لهيئة تحرير الشام واجهك الآخرون بما تفعله اسرائيل في الجنوب من تدمير مخازن السلاح والمواقع العسكرية دون إفصاح عن الخيار البديل لما جرى.
فهل كان مطلوبا أن تستسلم أو تسعى هيئة تحرير الشام إلى سلام مع بشار؟
للأسف رفض بشار كل محاولات الجامعة العربية والمساعي التركية والدولية، وتكبر وتجبر واستقوى بايران وحزب الله وروسيا وليس صحيحا مطلقا أن المعارضة استعانت باسرائيل في السلاح والتدريب، وليس صحيحا أنها استعانت بتركيا، وتركيا أصلا دولة حدودية مجاورة تفرض عليها الأحداث حماية أمنها القومي، بينما إيران دولة بعيدة وغير حدودية تدخلت بكل طوائف الشيعة من زينبية وفاطمية وقاسمية سعيا لتحقيق مشروعها المنافس لإسرائيل في الهيمنة على العرب.
وقادة المعارضة مدربين من 2004 عقب دخول أمريكا وإيران لبغداد، وتدربوا عقب أحداث 2011 في سوريا نفسها، وسلاحهم هو سلاح الجيش السوري نفسه، فالمعارضة لم تخوض معارك بل تلقاها الشعب بالأفراح، وتركها الجيش وغادر، بعد أن دمر مخازن ومواقع سلاحه كما تفعل اسرائيل الآن الجيش السوري لم يهزم، لكنه فقد الرغبة تماما في الدفاع عن شخص واحد، ومصالح طائفة واحدة، حتى وصل بالأمر ببشار أن يرفع مرتباتهم 50% من باب توظيفهم في قتل الشعب، ولم ينطلي عليهم هذا التوظيف، وخزلوه أيضا.
سوريا بين الظلم والحرية
لم تكن هناك معارك، بل كان احساسا عاما داخل الشعب السوري بالرغبة في جلاء نظام طائفة تستعبد الشعب وتجوعه وتشرده وتسجنه وتقتله من أجل أن تبقى في الحكم وتسرق مقدراته وثرواته بكل مكوناته من السنة، والأكراد، والمسيحيين، وطائفة الاسماعيلية، وحتى عامة العلويين فقراء جوعى لصالح عصابة منهم، وهذا الاحساس العام انعكس على بشار فهرب، وانعكس أيضا على جيشه فهرب فلا مفر مما جرى ويجري، بشار رفض كل شئ ما عدا القتل وتفجير البراميل وحتى هدم البنية التحتية وتدمير المدنيين القاطنين في أماكن بها معارضة دون ذنب اقترفوه .
المسئول الأول عما جرى ويجري بـ سوريا هو بشار والذين هادنوه، لا يوجد أي خيار كان يمكن فعله، وطبيعي أن بناء سوريا حتى بغير الاسلاميين يزعج اسرائيل، فلتدمر اسرائيل ما تدمره، وعلى السوريين الشروع في البناء، فهل كانت دولة اسمها اسرائيل قبل 1948؟ بناء الدول يحتاج إلى وقت، وأسأل الله لا يطول فلا داعي من بكائيات لا تقدم حلا، ربما كان الهدف منها فقط توزيرالمعارضة السورية وتحميلها مسئولية سقوط دولة كانت ساقطة من الأصل، بل كانت جزءا من مشروع إيراني ضد العرب، فأدعموا سوريا الجديدة إن كانت تهمكم كعرب.
الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك صوط عذاب (هذا هو كلام الله)