لتخريج أجيال نووية و علماء ذرة
قصة قسم الهندسة النووية بجامعة الاسكندرية ومدرسة الضبعة من 1963 حتى 2017
مع احتفال مصر بالعيد السنوي الرابع للطاقة النووية، والذي يوافق يوم 19 نوفمبر من كل عام، يزداد الاهتمام بالعلوم الذرية والاشعاعية، خاصة مع استمرار العمل في بناء محطة الضبعة والتي تعد أول محطة نووية لتوليد الكهرباء في مصر، ولكن برغم ذلك، مازالت دراسة الهندسة النووية في مصر لا تجد الاهتمام الكافي، فلا يوجد في الجامعات إلى قسم واحد بجامعة الإسكندرية وهو قسم الهندسة النووية والإشعاعية، كما لا توجد إلا مدرسة واحدة لدراسة العلوم النووية، وهي مدرسة الضبعة.
وتم إنشاء قسم الهندسة النووية في جامعة الإسكندرية عام 1963، والذي استهدف تخريج مهندسين للمساهمة في تصميم وتنفيذ وتشغيل محطات الطاقة النووية ضمن البرنامج النووي الطموح وقتها، وتخرجت أول دفعة من القسم عام 1967، والقسم الوحيد على مستوى جامعات مصر الذي يمنح شهادة بكالوريوس في الهندسة النووية.
وتغير الاسم لقسم الهندسة النووية والإشعاعية عام 2003، بهدف تخريج مهندسين يمكنهم التعامل مع المصادر المشعة وتطبيقاتها في شتى المجالات التجارية والصناعية والطبية.
أما في عام 2009، فقررت منظمة الـAFRA اعتماد القسم مركزا إقليميا متخصصا فى مجال التعليم العالى والمهنى فى العلوم والتكنولوجيا النووية.
قسم العلوم النووية والإشعاعية
وساهم قسم العلوم النووية والإشعاعية بجامعة الإسكندرية بشكل فعال في إعداد وتخريج الكوادر التي تقود البرنامج النووى المصري، بنجد الكثير من المهندسين بالهيئات النووية المختلفة من خريجي القسم، إضافة إلى مساهمة أساتذة القسم بالمناقصات السابقة لإنشاء المحطات النووية.
ويدرس الطلاب في قسم الهندسة النووية والإشعاعية العديد من المقررات، ومنها: فيزياء حديثة، مقدمة علوم مواد هندسية، مقدمة هندسة نووية واشعاعية، خواص واختبار المواد النووية، فيزياء نووية، ديناميكا حرارية وكينتيكا الغازات، الامان الاشعاعى، مواد المفاعلات النووية، كيمياء اشعاعية، انتقال حرارة، طرق تشخيص المواد، بيولوجيا اشعاع، محاكاة المحطات النووية، ميكانيكا الكم، النظرية الكهرومغناطيسية والبلازما، فيزياء المفاعلات النووية، الكشف عن الاشعاع، محطات قوى حرارية، الطرق الحسابية فى المواد، مبادئ محاكاة انتقال الاشعة، أمان المفاعلات النووية، تحليل المفاعلات النووية، تصميم الدروع الاشعاعية، التحكم الآلى فى المفاعلات، دورات الوقود النووى، الاختبارات غير الاتلافية، مقدمة فى التصوير الطبى الاشعاعى، محطات القوى النووية، كيناتيكا المفاعلات، تطبيقات النظائر المشعة، التصوير الإشعاعى للمواد، الفيزياء الصحية الاشعاعية، قياسات المحطات النووية.
وتتمثل رؤية رسالة القسم في تكوين كوادر هندسية للإسهام فى التطور التكنولوجى فى مجال الهندسة النووية والإشعاعية والاستخدام السلمى للطاقة النووية، أما أهدافه فهي تخريج مهندسين قادرين على العمل فى مجال الهندسة النووية والإشعاعية والمفاعلات النووية والبيئة الإشعاعية.
الدرجات العلمية
كما يمنح القسم بعد دراسة أربعة سنوات درجة البكالوريوس في الهندسة النووية والإشعاعية، حيث تغطى المقررات الدراسية قدر كبير في مجال الهندسة الكهربية والميكانيكية بوجه عام والهندسة النووية والإشعاعية على وجه الخصوص، كما يمنح القسم درجة الماجستير والدكتوراه في الهندسة النووية والإشعاعية، والتي يدرس فيها الطالب خلال سنة تمهيدية ست مقررات موزعة على فصلين دراسيين يتم اختيارها لتخدم موضوع البحث كمتطلب جزئى لنيل درجة الماجستير والدكتوراه.
ويقدم 5 برامج دراسات عليا مثل دبلوم فى محطات القوى النووية، دبلوم فى الإشعاع والبيئة، ماجستير العلوم فى الهندسة النووية والإشعاعية دكتوراه فى الهندسة النووية والإشعاعية وماجستير العلوم والتكنولوجيا النووية بالمشاركة مع هيئة الطاقة الذرية المصرية ويلتحق بهذا البرنامج طلبة من الدول الإفريقية ممولون من خلال مشروع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي عام 2022 أعلنت هيئة الطاقة الذرية، عن حصول اثنين من شباب علماء مفاعل مصر البحثي الثاني على ماجستير الهندسة النووية من معهد كيبيكو الدولي للدارسات العليا النووية «KINGS» الكوري الجنوبي وهما المهندس عبد الرحمن أبو العلا، خريج قسم الهندسة النووية والإشعاعية بتقدير عام جيد جداً من كلية الهندسة جامعة الإسكندرية عام 2012، والمهندس مصطفى موسى، خريج قسم هندسة الإلكترونيات الصناعية والتحكم بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من كلية الهندسة الالكترونية جامعة المنوفية عام 2012.
مدرسة الضبعة النووية
أما مدرسة الضبعة لتكنولوجيا الطاقة النووية، فبدأت الدراسة فيها في العام الدراسي 2017/ 2018، وهي الأولى من نوعها في مصر والعالم العربي، لخدمة مشروع إنشاء المفاعل النووي في الضبعة، وتقع في محافظة مرسى مطروح.
وتقبل مدرسة الضبعة النووية سنويا 75 طالبا فقط، ومدة الدراسة 5 سنوات، يحصل بعدها الطالب على شهادة دبلوم فني فوق المتوسط، وتضم المدرسة 3 تخصصات، وهي: الميكانيكا النووية والكهرباء النووية والإلكترونيات النووية.
ويدرس طلاب مدرسة الضبعة النووية المواد الدراسية للتعليم الفني إضافة للمواد الخاصة بالطاقة النووية، وأبرز المواد هي: لغة عربية، لغة إنجليزية، لغة روسية، تربية دينية، فيزياء كيمياء، رياضيات، تربية وطنية، ودراسات اجتماعية. ومواد فنية، مثل: تكنولوجيا عامة كهرباء، تكنولوجيا عامة ميكانيكا، تكنولوجيا عامة، إلكترونيات، أجهزة قياس كهربية وميكانيكية، علم المواد، رسم فني، الأمان الصناعي حاسب آلي وتكنولوجيا طاقة نووية.
ويتخرج الطالب من المدرسة فني طاقة نووية، وهو ما يسمح العمل له بمحطات الطاقة النووية، أو يمكنه استكمال دراسته في كلية الهندسة، ولكن بعد إجراء معادلة.