و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

الانتخابات الأشرس

تاريخ انتخابات نقابة المحامين.. ثنائية «رجائي وعاشور» الأبرز وسلاح الاستبعاد يحسم المعركة

موقع الصفحة الأولى

تمثل نقابة المحامين، والتي تأسست عام 1912، أحد أقوى وأهم وأقدم النقابات المصرية والعربية، فمنها، خرج الزعماء والوزراء والساسة والمفكرين والمثقفين، وفيها، احتضنت مبانيها الحركات المعارضة ومؤسسات المجتمع المدني والمدافعين عن الحقوق والحريات، وخاض نقبائها ومجالسها عبر تاريخها العديد من المعارك السياسية والقانونية والحقوقية، مع النظام الحاكم ومؤسساته، فهي نقابة القانون، والتي تجمع رجال القضاء الواقف، المدافعون عن حقوق المواطنين وحرياتهم وكرامتهم.

وفي البداية، شهدت مصر تأسيس ثلاث نقابات للمحامين مع بداية ظهور المهنة، حيث ألغيت نقابة المحامين المصريين أمام المحاكم المختلطة في أبريل 1949، نتيجة لإلغاء المحاكم المختلطة، كما ألغيت نقابة المحامين أمام المحاكم الشرعية، نتيجة لإلغاء المحاكم الشرعية يناير 1956، وتمثل نقابة المحامين أمام المحاكم الأهلية، والتي تأسست في 30 سبتمبر 1912 نواة نقابة المحمين العامة، وعلى مر تاريخها، شهدت نقابة المحامين العديد من المعارك الانتخابية الساخنة، وخاصة على مقعد النقيب.

رجائي عطية.. كسب في الرابعة

ترشح النقيب الراحل رجائي عطية أربع مرات على منصب نقيب المحامين، وفشل ثلاث مرات في الوصول إلى مقعد النقيب، والأولى كانت عام 2001، والثانية عام 2005، وخسر فيهما أمام سامح عاشور، وفي الثالثة عام 2009 فاز حمدي خليفة بمقعد النقيب، وخسر الثنائي رجائي وعاشور.

أما في المرة الرابعة، فانتصر رجائي عطية أخيرا ووصل إلى منصب نقيب المحامين بـ35 ألف و665 صوتا، مقابل 26 ألف و5 أصوات، لمنافسه الدائم سامح عاشور.

وبعد تحقيق حلمه بالجلوس على مقعد نقيب المحامين، لم يكمل رجائي عطية فترته، بعدما توفى في المحكمة أثناء حضوره جلسة محاكمة عدد من المحامين، في يوم 26 مارس 2022.

سامح عاشور وحلم العودة

جلس سامح عاشور على مقعد نقيب المحامين في ثلاث دورات، من عام 2001 حتى عام 2005، ومن عام 2005 حتى عام 2008 ومن عام 2015 حتى عام 2020.

ففي المرة الأولى، تفوق سامح عاشور على منافسه رجائي عطية بفارق 1900، في أول انتخابات تجرى بعد رفع الحراسة القضائية عام 2001، ولكنه واجه مجلسا أغلبه من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية.

وفي الدورة الثانية، عام 2005، كرر سامح عاشور فوزه على رجائي عطية، وهذه المرة باكتساح، بعد حصوله على 44 ألف صوتا مقابل 22 ألفا لمنافسه التقليدي.

أما في عام 2009، فخسر سامح عاشور أمام مرشح الحزب الوطني وقتها حمدي خليفة، في معركة انتخابية ساخنة، حصل فيها "خليفة" على 35 ألف و842 صوتا، مقابل 30 ألف و238 صوتا لعاشور.

وفي 2011، عاد سامح عاشور للجلوس على مقعده المفضل، بعدما حصل على 37 ألفا و597 صوتا، مقابل 19 ألفا و817 صوت للدكتور محمد كامل، بينما حصل مختار نوح على 17 ألفا و55 صوتا، ومنتصر الزيات على 10 آلاف و825 صوتا.

وكرر سامح عاشور فوزه بمنصب نقيب المحامين عام 2015، بعد حصوله على 22 ألف و987 صوتا، بينما حصد منافسه منتصر الزيات 17 ألف و120 صوتا، وخسر عاشور انتخابات عام 2020 أمام رجائى عطية.

سلاح الاستبعاد يحسم انتخابات المحامين

بعد وفاة النقيب رجائي عطية، أجرت نقابة المحامين انتخاباتها على مقعد النقيب، ليستكمل مدة "رجائي" الباقية، والتي فاز فيها النقيب الحالي عبد الحليم علام، بفارق أكثر من 10 آلاف صوت، والذي حصل على 25 ألفا و267 صوتا، مقابل 15 ألف و5 أصوات لنبيل عبد السلام.

وشهدت هذه الانتخابات مفاجأة مدوية، مع صدور حكم القضاء الإداري باستبعاد كلا من سامح عاشور ومنتصر الزيات من الانتخابات على منصب نقيب المحامين.

وجاءت أسباب استبعاد عاشور والزيات، بسبب مخالفتهما شروط الترشح ووجود بعض الموانع القانونية التي تحول دون ترشحهما في الانتخابات، حيث استبعد الأول بسبب عدم قبول استقالته من مجلس الشيوخ، وقتها، بسبب إجازة المجلس وفض دور الانعقاد، أما الثاني فيعود سبب استبعاده إلى تعرضه لأحكام جاوزت عقوبة الإنذار، خلال الثلاث السنوات السابقة على اجراء الانتخابات.

انتخابات نقابة المحامين 2024

والآن، تترقب نقابة المحامين، واحدة من أشرس المعارك الانتخابية في تاريخها، مع اجراء الانتخابات على مقعد النقيب وعلى مجلس النقابة يوم السبت 9 مارس 2024، على أن تكون الإعادة يوم السبت 23 مارس.  

وترشح على منصب نقيب المحامين، 17 مرشحا وهم أسامة فتحى وأسعد هيكل وأشرف فتح الباب وأيمن عبد العزيز وحماد أبو سلطان وحمدي خليفة وخالد حافظ ودعاء العجوز وسامح عاشور وطارق جلال وعامر فرج وعبد الحليم علام وعمر المختار وفرج الخلفاوى ومحمد البرديسى ونبيل عبد السلام ونبيل فزيع.

وينتظر المحامون معركة شرسة بين النقيب الحالي عبد الحليم علام، ونقيبين سابقين وهما سامح عاشور وحمدي خليفة، ومرشحون سابقون مثل نبيل عبد السلام، فهل تشهد النقابة نقيبا جديدا، أم تستمر سيطرة الوجوه القديمة على المشهد؟

تم نسخ الرابط