الأولى و الأخيرة

خرجت من أسوار الكنيسة

عودة اللغة القبطية يثير الجدل حول الهوية المصرية.. لا عرب ولا أفارقة

موقع الصفحة الأولى

شهدت الفترة الأخيرة اهتماماً متزايداً بـ اللغة القبطية لدي العديد من الشباب بدعوي الحفاظ علي الهوية المصرية وإحياء الحضارة الفرعونية، وهو الشعار الذى يرفعه "الكمايته".
ومع تجدد المناقشات حول أصل المصريين وتباين الأراء حول كونهم عربا أو أفارقة، خرجت اللغة القبطية التى ظلت علي مدي قرون طويلة حبيسة الكنائس والمطرانيات، إلي المجتمع وانتشرت الإعلانات علي منصات التواصل الاجتماعي لتقديم دورات تعليمية.
الاهتمام المتزايد دفع خبراء في اللغة القبطية إلى إطلاق فصول دراسية ودورات تدريبية عن بعد تلبي رغبة بعض المصريين في إحياء اللغة المصرية القديمة، فضلا عن الإسهامات التى يقدمها معهد الدراسات القبطية التابع للكنيسة الأرثوذكسية. 
وساعدت وسائل التواصل الاجتماعي، التي سهلت الوصول إلى كافة ألوان المعرفة، في ربط المتخصصين في اللغة القبطية والراغبين في تعلمها عبر "كورسات تعليمية" أصبحت متاحة وبالمجان علي موقع اليوتيوب.

 ليسوا عربًا ولا أفارقة

المصريين ليسوا عربًا ولا أفارقة، تصريح مثير أطلقه عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، فجر موجة جدل جديدة حول الهوية المصرية، وبخاصة مع إشار حواس إلي وجود اختلافات واضحة في اللغة، والمظهر، والسلوك، والعادات والتقاليد بين المصريين وجيرانهم العرب، وكذلك بين المصريين والأفارقة.
التصريح تلقفه "الكمايته" تلك المجموعة المنسوبة لمصطلح "كيميت" أي مصر باللغة الفرعونية، والتى تعتبر أصل اللغة القبطية .
وفي نفس السياق يشير استاذ اللغة القبطية بمعهد الدراسات القبطية سابقا، الدكتور كمال فريد إسحاق، إلى وجود اهتمام متزايد لدى كثير من الشباب بالجذور المصرية وقراءة التاريخ الوطني، وذلك بدافع الاعتزاز بالهوية المصرية.
وذكر إسحاق في تصريح خاص لـ الصفحة الأولي، أن هناك اهتمام ملحوظ من مختلف فئات المجتمع ، مسلمين ومسيحيين، بتاريخ مصر، وبالأخص بفكرة أن أصل المصريين قبطي وليس عربي، ويتجلى ذلك في الاهتمام المتزايد بتعلم اللغة القبطية، التى تعتبر المرحلة الأخيرة من مراحل تطور اللغة المصرية التي تكلم بها وكتبها قدماء المصريين منذ أكثر من خمسة آلاف سنة.
ويؤكد الدكتور كمال فريد إسحاق أن اللغة القبطية تشهد حاليًا مرحلة انتعاش نسبي، بفعل انتشار الإنترنت الذي سهل تبادل المواد التعليمية واللغوية والتواصل بين المعلمين والراغبين في التعلم.

اللغات الحية بالمدارس

ومع تزايد الحديث عن الهوية المصرية، وتباين الأراء حول أصل المصريين يطالب عدد من الشباب الذين يطلق عليهم علي مواقع التواصل الاجتماعي "الكمايته"، بين الحين والآخر دعوات لتدريس اللغة القبطية في المدارس المصرية بهدف إحياء الهوية، فيما يري آخرون ان الفكرة غير مجدية في العالم المعاصر وأن تدريس لغة حية أهم وأجدي.
الدكتور ريمون متي واحد من عشرات المعلمين الذين يقدمون محتوي تعليمي لـ اللغة القبطية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن التجربة تؤكد أن كثيرون يبداون في التعلم إلا ان قليلون جدا من يلتزمون ويستمرون في تلقي الدروس.
ويؤكد ريمون أنه مثل آخرون، قاموا بإنشاء قناة على موقع اليوتيوب لتقديم دروس تعليم اللغة القبطية ، يتيح للراغبين في التعلم الوصول إليها في الوقت المناسب لهم.

معهد الدراسات القبطية

تعتبر اللغة القبطية، التي لا تزال تستخدم في طقوس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إحدي أقسام معهد الدراسات القبطية الذى أسسته الكنيسة الأرثوزكسية في كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكبرى بالعباسية.
ويمنح المعهد درجة البكالوريوس بعد انتهاء الدارس من المرور بأربعة مستويات، بحسب الموقع الرسمي الذى يؤكد أن الدراسة مجانية بشرط الالتزام بالمحاضرات التي تكون يوم الجمعة بشكل أسبوعي.
وتعتبر الكنيسة دراسة اللغة القبطية وتاريخها مهم لفهم العديد من المناحي الدينية، حيث تتداخل في الطقس والعبادة والليتورجيا الكنسية، فهي لغة الكنيسة المصرية وهي مُعين في فهم الكتاب المقدس والأداء الطقسي والليتورجي وتساعد في تحقيق التاريخ الكنسي وفهم العقيدة الأرثوذكسية.
مع تزايد الاهتمام باللغة القبطية، ينظم معهد اللغة القبطية أيضا دورات صيفية للمتبدئين، لتعلم اللغة.
تأسس المعهد سنة 1954، بقرار من المجلس الملى العام، بعد موافقة وزارة التربية والتعليم على إنشائه بخطابها الصادر رقم 1264 بتاريخ 10 يوليو 1955 وقد أشادت فيه بفكرة إنشائه لخدمة التاريخ الوطنى فى العصر المسيحى وسد العجز الموجود في هذا المجال. 
وفي 17 ديسمبر 1954 أقيم حفل افتتاح المعهد، ووهو ما أثار اهتماما واسعامن الأوساط العلمية العالمية، التي سارعت إلى إيفاد علمائها وباحثيها إليه للتعاون العلمي المشترك.

تم نسخ الرابط