تتنوع إتجهات الدول وأفكارها فى تحقيق طفرة فى الصناعة .. الجميع يدرس موارده ويرتب أوراقه ويصل أولاًً الى إجابة السوال الاهم .. كيف سأحول المواد الخام التى لديا سواء طبيعية او زراعية الى منتج نهائى وبين شطري هذا السوال تقام جميع المصانع.
اليوم لست بصدد المقارنه بين فوائد تصدير المواد الخام او تحويلها الى منتج نهائى ولكن بصدد نوع أخر من الصناعة .. لا تحظى به سوى الدول الكبرى وللاسف الشديد لم تقترب منه مصر أبداً,
أهمية ورش الخراطة
هذا النوع من الصناعة نواته الاولى ورش الخراطة و ما حولها من حدادين وأصحاب عقول عبقرية قد لا تظهر على ملامحهم وهيئتهم ذلك لكن فى حقيقة الامر أصابعهم تتناغم مع عقولهم فتنج ماكينة تنتج بدورها الخير الاوفر وبدلاً من أن تحلم دولة بتعظيم شعارها على منتجات تستهلك فى الاسواق يتصاعد الحلم لانتاج ماكينات ومصانع تحمل نفس الشعار وهو ما أحلم به لوطنى مصر بعدما خضت تجربتين بالصدفة أذهلتنى .. فذات مرة إبان عملى بإحدى شركات الحديد والصلب المملوكة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية وملحق باحدى مصانعها الاربعة ورشة خراطة يقوم عليها عمال مهرة تمكنوا فى وقت قياسى ان يتشربوا طبيعة قطع غيار الماكينات الايطالية التى تنتج البلت وحديد التسليح وقطعاً مثل كل الدول التى تنتج ماكينات وخطوط إنتاج المصانع تحتفظ بالـ Know How لتحكم سيطرتها وتضمن بيع قطع الغيار .. عمال ورشة الخراطة لم يتمكنوا فقط من تصنيع نفس قطع الغيار بل أضاف عليها خدمات أخرى تؤديها الى جانب دورها الاساسى فى التشغيل والانتاج.
أيضاً بحثت ذات مرة على ورشة خراطة لتصنيع ماكينة صناعة الفخار وكان وقتها سعر الماكينة المستورده من فرنسا سعرها 12 الف جنيه ..فذهبت الى الفسطاط بمصر القديمة حيث مملكة صناعة الفخار كى اتعرف على انواع الماكينات وفأرشدونى على ورشة خراطة بالساحل بمنطقة روض الفرج و بالفعل قام صنايعى طاعن بالسن بتصنيع الماكينة خلال ايام واضاف لها مقعد يستريح عليه الفخرانى وهو يعمل و لم يتجاوز سعرها ال10 الاف جنيه اى بسعر اقل من سعر المستورد وصناعة مصرية وليست باليورو كما تم إسترادها .. فالى متى نعطى ظهرنا الى إنشاء مجمع صناعة الصناعة ونمتلك KNOW HOW كباقى الدول الكبرى.