الأولى و الأخيرة

مستوى وتاريخ يفوق اى تكريم

عادل إمام .. أسطورة الفن العربي وسفير السعادة لكل العرب

موقع الصفحة الأولى

رغم ابتعاد عادل إمام عن الساحة الفنية، فإنه لا يزال حاضرا وبقوة بتاريخه الفني ورصيد أعماله الخالدة التى تتجاوز 170 عملا، أضحك بها وهدد فيها طيور الظلام .
كان لاعبا أساسيا في صفوف الكبار منذ دخوله عالم الفن قبل ستة عقود، استطاع خلالها ان يبني هرما رابعا باسمه، فكان لأعماله الفنية بالغ الأثر في أجيال متعاقبة. 
لذلك كان عادل إمام هدفا للجماعات الإرهابية، بحسب ما كشفه محمد كروم الباحث في الحركات الإسلامية وأحد المنشقين عن الجماعة الإسلامية والذي كان مكلفا باغتيال عادل إمام.
يقول كروم: كان عادل إمام كان يتمتع بجرأة لا يحسد عليها ودخل في صراع مع الجماعة الإسلامية في منتصف الثمانينيات في أسيوط معقل الجماعة، ولكن كان التحدي الأكبر فيلم الإرهابي.
وأوضح أن الجماعة الإسلامية اعتبرت فيلم "الإرهابي" للفنان عادل إمام يمثل خطرا عليها ورأوا أن الفنان تعدى كل الخطوط الحمراء ويفتح الباب على مصراعيه لكل من وراءه لمهاجمة هذه الأفكار، لذلك شرعوا في التخلص منه واغتياله.
ولذلك رأت الجماعة الإسلامية أن عادل إمام يمثل خطرا شديدا عليها لأن تأثيره اقوي من دعايتهم وسط الشباب، لذلك كان القرار بالتخلص منه.


أطول مسيرة فنية


عادل إمام صاحب أطول المسيرات الفنية الممتدة في الوطن العربي، فخلال 6 عقود، أثرى المكتبة الفنية برصيد تجاوز الـ170 عملا متنوعا بين السينما والمسرح والدراما التلفزيونية، وأن يحافظ على نجوميته، ويتصدر المشهد الفني دون أن يتراجع عن المكانة الشعبية التي حظي بها.
في ستينيات القرن الماضي، ظهر عادل إمام لأول مرة من خلال دور ثانوي أسند له في مسرحية "أنا فين وأنت فين" مع نجم الكوميديا فؤاد المهندس، لينطلق بعدها مع كبار الفنانين.
في أوائل السبعينيات كانت أول بطولة من خلال فيلم "البحث عن فضيحة"، بعد نجاحه منقطع النظير في مدرسة المشاغبين، لكنه استطاع ان يتفوق علي نفسه في مسرحية شاهد ما شافش حاجة، ليتربع علي عرش المسرح طوال عقود متصلة.
وبالتوازي تمكن في تلك المرحلة أن يصبح الممثل الكوميدي الأول في عالم السينما، فتصدر البطولات السينمائية وهي المرحلة التي اعتمد فيها على كثافة الإنتاج.
لم يكتف عادل إمام بالنجومية التي حققها من خلال الكوميديا، فإلى جانب الموهبة، امتلك ذكاء فنيا، واستمر في تصدر المشهد الفني متفوقا على أبناء جيله في ذلك الوقت وتصدر الإيرادات، لحرصه على التنوع في الموضوعات والقضايا.

القضايا السياسية والاجتماعية


ركز عادل إمام على رصد قضايا سياسية واجتماعية عبر خلالها عن واقع المجتمع المصري وأحلامه من خلال الثنائية التي جمعته بالكاتب الراحل وحيد حامد، حيث قدما سويا أول عمل لهما عام 1978 وهو "أحلام الفتى الطائر".
وقدما لاحقا العديد من القضايا في السينما، منها "الإرهاب والكباب"، و"المنسي"، و "اللعب مع الكبار"، وواجه ظاهرة الإرهاب التي وصلت ذروتها في تسعينيات القرن الماضي في "طيور الظلام"، وقدم أيضا "الإرهابي" مع الكاتب الراحل لينين الرملي.
وإلى جانب الاهتمام برصد القضايا التي تشغل المواطن المصري والعربي، والأفلام التي حملت قيمة فنية التي قدمها مع وحيد حامد، انشغل عادل إمام بتطوير مشروعه الفني بالتنوع على مستوى الأداء التمثيلي ونوعية الأعمال، فقدم الكوميديا والتراجيديا والميلودراما التي يميل إليها الجمهور المصري في أفلام مثل "أمهات في المنفى"، و"الغول".
وكون ثنائيا مع المخرج سمير سيف، وقدم معه عددا من أفلام الحركة والأكشن مثل "شمس الزناتي"، و"النمر والأنثى"، و"المولد"، ومع نادر جلال في "جزيرة الشيطان" و"سلام يا صاحبي".
امتلك عادل إمام بوصلة فنية، وبخبرته الممتدة لسنوات، ركز على تصدر المشهد الفني في السينما والمسرح والتيلفزيون لينافس جيل الشباب، فكان ولا يزال هرم مصر الرابع وزعيم الفن المصري، وسفير السعادة رغم غيابه عن الساحة الفنية .

تم نسخ الرابط