في عيد ميلاده ال٨٤
الزعيم والزعماء.. مواقف عادل إمام مع رؤساء مصر وأفلام سياسية أشعلت الجدل
الاسم: عادل محمد إمام محمد وشهرته عادل إمام
تاريخ الميلاد: 17 مايو 1940
المؤهل: بكالوريوس الهندسة الزراعية - جامعة القاهرة
المهنة: ممثل
تميزت علاقة عادل إمام مع الرؤساء المصريين بطابع خاص ومميز، باعتباره زعيما متوجا بلا منازع على عرش الكوميديا، وبسبب تأثير الزعيم الشديد على الشعب المصري والعربي، كانت له العديد من المواقف التي جمعته مع جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك وعبد الفتاح السيسي، مثلما كانت له العديد من الأفلام السياسية التي اشتبكت مع قضايا المجتمع المصري وتسببت في الكثير من الجدل قبل أو بعد عرضها.
وفي عيد ميلاد الزعيم عادل إمام، يفتح موقع الصفحة الأولى ملف علاقة الزعيم عادل إمام مع زعماء مصر، ويلقي نظرة على أبرز أفلامه السياسية.
عادل إمام وعبد الفتاح السيسي
خلال لقاء مفتوح بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والفنانين والمبدعين، في مايو 2014، طلب السيسى الاستماع إلى كلمة عادل إمام، ليقول له الزعيم: "إن دورنا كفنانين هو توعية المجتمع وتنويره بما يحيط به من أخطار، لأن الفن الهادف دائماً يسبق الأحداث ويعطي رؤية مستقبلية للبلد وللمجتمع".
وتحدث عادل إمام عن أهمية قصور الثقافة التى وصفها بأنها داعم رئيسي فى الحياة الثقافية المصرية، إضافة إلى تأثيرها على الهوية والفن بشكل عام.
عادل إمام وحسنى مبارك
لم تكن علاقة عادل إمام مع نظام الرئيس الراحل حسني مبارك تسير على وتيرة ثابتة، فقد شابها التوتر في بعض الأحيان، بسبب زواج ابنته سارة من نجل القيادي في جماعة الإخوان نبيل مقبل، ورغم الأنباء التي انتشرت حول عدم رضاء النظام الحاكم وقتها عن تلك الزيجة، ورفض علاء وجمال مبارك حضور حفل الزفاف برغم دعوة الزعيم لهما، إلا أن الزواج تم بين زميلي الدراسة في الجامعة الأمريكية.
عادل إمام وجمال مبارك
كما خرج عادل إمام عام 2009 في حوار مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامج واحد من الناس، ليعلن تأييده ترشح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية، وقال وقتها: "أنا إنه يرشح نفسه، والناس تنتخبه، وجمال مبارك متمرس سياسيا وموجود فى قلب المعمل السياسى، إيه المانع إنه يرشح نفسه، وأنا سأؤيد جمال مبارك رئيساً للجمهورية، وكل واحد حر فى اختياراته بس على الأقل هيبقى فيه استقرار أنا مش عارف اللى جى مين وماحدش محضر نفسه يعنى فيه الأخ أيمن نور".
وبعد رحيله، دافع عادل إمام عن حسني مبارك، وقال باكيا في لقاءه مع الفنان أشرف عبد الباقي: الرئيس حسنى مبارك كان مظلوما وليس فرعونا كما وصفه البعض، بدليل أنه بعد تنحيه شعر الشعب المصرى بحالة من عدم الأمان وتحديدا بعد تولى محمد مرسى الحكم، وأنا لم اشعر بالأمان إلا فى فترة الرئيس حسنى مبارك، وبالتأكيد له أخطاؤه، وهذا أمر طبيعى فى كل دول العالم".
عادل إمام والسادات
يروي الزعيم عادل إمام موقف غريب جمعه مع الرئيس الراحل أنور السادات، تلقى خلاله هدية غريبة، ويقول: أثناء عرض مسرحية قصة الحي الغربي أواخر السبعينات، والتي اشتهرت بوجود مشاهد تنتقد الأوضاع في مصر بطريقة ساخرة، كوميدي، تلقى اتصالا من زوجته تخبره بأن هناك اتصالا من رئاسة الجمهورية، ويطلبونه لأمر مهم وأنهم سيزورونه في منزله.
ويقول عادل إمام إنه اعتقد وقتها أن المسرحية أغضبت الرئيس السادات، وأنه الرئاسة تريده بسبب ذلك، فذهب إلى منزله على الفور، وبعدها ظل ينتظرهم في شرفة منزله، ففوجئ بسيارة فارهة تقف أمام باب المنزل، وينزل منها 4 أشخاص يرتدون ملابس بيضاء، فاعتقد أنهم من مستشفى الأمراض النفسية، وحضروا إليه لأخذه إلى المستشفى، لكنه وجدهم يفتحون علبة كبيرة ويخرجون منها كلبا، وقالوا له إن الرئيس السادات أهداه ذلك الكلب.
ويكمل عادل إمام حكايته مع هدية السادات، ويؤكد أن الكلب وجد عناية خاصة منه ومن أسرته، لأنه هدية الرئاسة، فقرر أن يكلف أحد الأشخاص برعاية الكلب والاعتناء به، لكن الكلب عقر أحد أبناء الجيران، الذي اشتكى عادل إمام وحرر محضر ضده عادل إمام، ولكن الزعيم أخبر وكيل النيابة أثناء التحقيق أن الكلب هدية من الرئيس السادات، لتنتهي الأزمة بتغريمه 10 جنيهات، ويروي أيضا، أن أصدقاءه من الوسط الفني عندما كانوا يزورنه في منزله، كانوا يخافون من الحديث أمام الكلب، حتى لا يكون منصتا لكلامهم ويسجل لهم.
عادل إمام وجمال عبد الناصر
دائما ما يؤكد عادل إمام حبه الشديد للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ويقول عنه: "أنا من الجيل الذى تربى على زعامة عبد الناصر ويعرف فضله ودوره وقيمته، أعظم شيء فى هذا الرجل هو انحيازه للبسطاء والفقراء، أنا لحقت فترة فى آخر أيام الملك فاروق ورأيت بعينى الناس وهى تسير حافية فى الشوارع من الفقر والعوز، أول ما مسك عبد الناصر عمل قرارات لمصلحة هؤلاء البسطاء، أنا واحد من الناس استفاد من مجانية التعليم".
ويروي عادل إمام إنه قابل عبد الناصر مرتين، لأولى وهو طالب في الثانوية، وقت لعدوان الثلاثي على مصر 1956، فتطوع مع فرق المقاومة الشعبية للدفاع عن مصر، ويحكي الزعيم: "لما راح عبد الناصر يلقى خطابه الشهير من فوق منبر الجامع الأزهر والذى أعلن فيه صيحته المدوية: سنقاتل ولن نستسلم، كنت ساعتها تحت رجليه، قاعد جنب المنبر وبينى وبينه متران ومعى سلاح و12 طلقة حية، ومن فرط حماسى تمنيت ساعتها إنى أروح أحارب وأنال الشهادة، ووقتها كنت أتلقى تدريبات عسكرية محترفة فى معسكرات كان يشرف عليها واحد اسمه جمال نظيم، وتدربنا على ضرب النار وإلقاء القنابل، وربنا ستر إننا بقينا فى القاهرة ولم يرسلونا إلى الجبهة".
لقاء عادل إمام وعبد الناصر
وكان اللقاء الثاني بين عادل إمام وعبد الناصر بعد الأول الثانى بثمانى سنوات، وكان عادل إمام في بداية مشواره الفني، وكان يقدم دور دسوقى أفندى في مسرحية أنا وهو وهى مع فؤاد المهندس وشويكار، ويروي: "كنت يومها فى مصر الجديدة وراجع بيتنا فى الجيزة سيرا على الأقدام لأن جيبى ليس فيه ولا مليم، كنت بمفردى وماشى سرحان، وفجأة لقيت سيارة سيات صغيرة تقترب منى، وابتسم لى قائدها ورفع لى يده بالتحية، وأفقت من شرودى على جمال عبد الناصر، كان يقود سيارته ومعه المشير عبدالحكيم عامر، ويسيران دون حراسة ولا هيلمان، أنا شفت المنظر ارتبكت ولقيت نفسى أصرخ من الفرح: جمال عبد الناصر، ولقيت نفسى أبكى بدون سبب مفهوم".
ويكمل الزعيم حكايته مع عبد الناصر: "كنت أعمل مسرحية أنا وهو وهى، والناس كانت تردد جملتى المشهورة فى المسرحية "بلد شهادات صحيح"، والطريف أننى بعد ذلك أصبحت صديقا للدكتور عبد القادر حاتم وزير إعلام وثقافة عبد الناصر، وحكى لى إن عبدالناصر اتصل به مرة يسأله: "الأولاد عندى بيحبوا الجدع بتاع بلد شهادات صحيحن هو يقصد إيه بالجملة دى".
عادل إمام وجنازة عبد الناصر
ويحكي عادل إمام عن جنازة عبد الناصر: "كنت أنا ومراتى لسه مخطوبين واستلفت سيارة واحد صاحبى ورحنا الزمالك نأكل فى مطعم، قبل دخولنا لقيت رجل أسمر بسيط يصرخ: عليه العوض، افتكرت أنه تعرض لعملية نصب، سألت صاحب كشك السجائر بجانبه: هو فيه حاجة؟، قال لي: أصل عبد الناصر مات، سألته بسذاجة: عبد الناصر مين؟ لم أتخيل يوما أن عبد الناصر يمكن أن يرحل كبقية البشر، ولا يمكن أن أنسى منظر جنازته، ولا وصف هيئة الإذاعة البريطانية لها: مصر تودع آخر الفراعنة".
أفلام عادل إمام السياسية
تميزت أفلام عادل إمام بتطرقها لجميع قضايا المجتمع المصري والعربي، وكانت في غالبيتها تواجه تلك القضايا بسخرية وفكاهة، ولكن، يبقى الجانب السياسي ذو طابع خاص جدا على مدار مسيرة الزعيم الفنية.
ومن أهم أفلامه التي ناقشت وأبرزت قضايا سياسية ، الغول وإحنا بتوع الأتوبيس والإرهابي وطيور الظلام والسفارة في العمارة والواد محروس بتاع الوزير وحسن ومرقص.
الغول
فيلم الغول من أكثر أفلام عادل إمام جرأة، وتناول الفيلم المنتج عام 1983، من إخراج سمير سيف وتأليف وحيد حامد، فساد رجال الأعمال، وتم إنتاجه عام 1983، وشاركه البطولة فريد شوقي ونيللي.
وقدم عادل إمام في فيلم الغول شخصية صحفي يواجه رجل أعمال كبير، يتورط ابنه في جريمة قتل، لكن "فريد شوقي" بنفوذه القوي يتمكن من إبعاد التهمة عن ابنه، فيتسرب اليأس والإحباط إلى الصحفي بسبب غياب العدالة، ويقرر الانتقام وقتل رجل الأعمال بطريقة بشعة، ولكن الفيلم تعرض لانتقادات شديدة، بسبب تشبيه مشهد قتل رجل الأعمال، بحادثة المنصة واغتيال الرئيس السادات.
إحنا بتوع الأتوبيس
تسبب فيلم إحنا بتوع الأتوبيس، المنتج عام 1979، من تأليف فاروق صبرى وإخراج حسين كمال، في ضجة كبيرة قبل عرضه، بعد احتوائه على 20 مشهد تعذيب طلبت الرقابة حذفها، لكن المؤلف رفض، ليمنع الفيلم من العرض لفترة، وبفرج عنه بعد ذلك.
الإرهابي
أثار فيلم الإرهابي المنتج عام 1994، من إخراج نادر جلال وتأليف لينين الرملي، جدلا كبيرا وقت عرضه، بعد تناوله لقصة شاب تجنده جماعة إرهابية، ويشارك في عملية بتكليف من الجماعة، وأثناء هروبه تصدمه سيارة فتاة، لتحمله إلى بيتها لعلاجه مع أسرتها، وعندما يعيش وسطهم يكتشف خطأ الأفكار التي كان يعتنقها، والتي خدعته بها الجماعة الإرهابية.
طيور الظلام
من أشهر أفلام عادل إمام، والذي أخرجه شريف عرفة وألفه وحيد حامد، وعرض قضية الجماعات الدينية المتطرفة، وقدم خلاله الزعيم شخصية محام اسمه فتحى نوفل، تحول من صاحب مبادئ لشخصية انتهازية يعمل في خدمة السلطة والحزب الحاكم.
السفارة في العمارة
قدم عادل إمام فيلم السفارة في العمارة عام 2005، من إخراج عمرو عرفة وتأليف يوسف معاطي، وناقش خلاله قضية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي والصراع مع الشعب الفلسطيني، من خلال مهندس بترول يعود إلى مصر، ليفاجئ بأن مقر السفارة الإسرائيلية بجوار شقته مباشرة، ويواجه العديد من المواقف التي تحوله من شخصية مستهترة إلى شخص له افكاره وتوجهاته السياسية، ويقرر اللجوء للقضاء لطرد السفارة الإسرائيلية من العمارة.
الواد محروس بتاع الوزير
عرض فيلم الواد محروس بتاع الوزير، المنتج عام 1999 من إخراج نادر جلال وتاليف يوسف معاطي، قضية الفساد السياسي بين أعضاء مجلس الشعب، وشارك في بطولته مع الزعيم عادل إمام الفنان الكبير كمال الشناوي، ويتناول قصة محروس عسكري الشرطة، الذي ينتمي إلى قرية وزير.
حسن ومرقص
ركز فيلم حسن ومرقص، المنتج عام 2008، من إخراج رامي إمام وتأليف يوسف معاطي، على قضية الوحدة الوطنية، والعلاقة بين المسلم والمسيحي، والفيلم جسد بطولته مع عادل إمام عمر الشريف ولبلبة، ويتناول قصة القس بولس الذي يتعرض لمحاولة اغتيال، فينتحل شخصية الشيخ حسن، في الوقت الذي يحاول فيه أفراد جماعة متطرفة اغتيال الشيخ محمود، وبعد رفضه ينتحل شخصية مرقص، لتتولد سلسلة من المواقف الكوميدية.