الأولى و الأخيرة

موقع الصفحة الأولى

مواسم الطاعات أطروحة لم تلق الاهتمام الكاف في الدعوة الإسلامية، ليس لأنها لم تلق الاهتمام الكاف من الدعاة، ولكن لأن أسلوب عرضها ربما لم يتضمن التحفيز الكاف للتأثير والتحفيز..


تقوم أطروحة مواسم الطاعات على تطهير المسلم من ذنوبه بشكل دوري، لأنها تنطلق من حتمية خطأ بن آدم، وإتاحته فرص عديدة على مدار العام  والأسبوع لتطهيره من الذنوب والمعاصي مهما تراكمت، حتى أن الله سبحانه وتعالى دعا صراحة إلى: يا أيها الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا..


ومن أهم مواسم الطاعات وأعظمها العشر الأوائل من ذي الحجة حتى أن الله وصفها في كتابه بأنها أيام معلومات 
أفضل من الجهاد إلا رجل خرج بماله ونفسه..

وثمة تسعة أمور  يراعيها المسلم في هذه الأيام المباركة ليغنم هذه الفرصة العظيمة:
1_ لا يصح أن يكون يومك في العشر الأوائل من ذي الحجة كيومك قبلها، فهذه أيام معلومات يجب تعظيمها، فإذا عظم الله زمانا أو مكانا فعلينا تعظيمه، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب

2_ إن أفضل الطاعات وأعظمها في هذه الأيام المباركة هو ذكر الله، ثم الصيام والقيام، وصالح الأعمال من صلات الرحم والصدقات، وتفريج الكربات، والكف عن الأذى والظلمات والغش والكذب والمغالطات

3_ إن ذكر الله الذي هو أعظم طاعات هذه الأيام هو التكبير، والتكبير نوعان: تكبير مطلق بدأ من فجر اليوم الجمعة حتى فجر العيد، وتكبير مقيد بأيام العيد يبدأ بعد صلاة فجر العيد وحتى نهاية اليوم الرابع من أيام التشريق أي أيام العيد

4_ ويتضمت نص التكبير: الله أكبر/  الله أكبر/  الله أكبر.. لا إله إلا الله/ الله أكبر/ الله أكبر  ولله الحمد 
أما بقية الذكر فمعروفة تبدأ بالقرآن الكريم والتسبيح والتهليل والحوقلة وغيرها من الذكر الذي أباحته السنة النبوية..

5_ وقد كبر عمر بن الخطاب في خيمته بالمدينة المنورة بصوت مسموع، فسمعه المارة فكبروا، فانتقل التكبير في الشوارع والأسواق والطرقات والبيوت حتى صارت المدينة المنورة كلها تكبر، لذا فإن التكبير الآن يعتبر من السنن  المنسية رغم أنها أعظم طاعات العشر الأوائل من ذي الحجة..

6_ صيام هذه الأيام ليس هو المراد فقط كما كنا نعتقد ونحن صغارا، بل هو مجرد واحدة من الطاعات التي يجب أن تشملها العشرالأوائل، وفي مقدمتها كما أسلفنا التكبير والتهليل والتحميد والتلبية والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعروف أن بر الوالدين وصلة الأرحام والصدقات في مقدمة أي مواسم للطاعات..

7_ ومن الملاحظات المهمة هذه الأيام المباركة أن يقلل الانسان مساحة وقته على الموبايل والتلفاز لصالح الذكر وسائر الطاعات باستثناء الأغراض المهنية للصحفيين والإعلاميين..

أعظم الايام

8_ إن أعظم هذه الأيام بالترتيب الزمني هو: يوم الجمعة الحالي، والجمعة القادم لأنهما يومان يجمعات بين فضلين(فضل الجمعة كأفضل يوم طلعت فيه شمس، ويوم من أيام العشر الأوائل من ذي الحجة) ثم يوم عرفة السبت القادم كيوم يكفر الله فيه ذنوب عام مضت وعام قادم، ثم فضل يوم العيد وليلته..

9_ كم أن الدعاء والاستغفار والتوبة أكبر فرصة مواتية للمؤمن في هذهالأيامالمباركة، وخاصة في الأوقات المجاب فيها الدعاء مثل: الثلث الأخير من الليل، والدعاء وأنت ساجد، وأثناء الأذان، وما بين الأذان والإقامة، وبعد ختام الصلاة، وساعة قبل مغرب الجمعة، ودعاء المسافر والمظلوم، ودعاء الوالد لابنه..

لذا فإن المسلم الكيس الفطن هو الذي يدرك أنه مهما قدم من أعمال صالحة، إلا أنه في حاجة ماسة إلى مواسم الطاعات..

تم نسخ الرابط