يعقوب صنوع صحفيا ✒️
أبونضارة .. قصة يهودي علمه أبواه القرآن فأصدر 10صحف لنشر الثقافة العربية
الإسم : يعقوب روفائيل صنوع " أبونضارة "
تاريخ الميلاد: 15 أبريل 1839
المؤهل: درس الفنون والأدب بإيطاليا
الوظيفة : رائد الصحافة والمسرح المصري
ولد يعقوب صنوع في 15 أبريل سنة 1839، لأسرة يهودية تقيم في حي باب الشعرية في القاهرة.
مات أربعة من إخوته قبله، ولذلك عندما حملت به أمه ذهبت إلى شيخ مسجد الشعراني بباب الشعرية ليدعو لها أن يحفظ جنينها، فبشرها شيخ المسجد بأن الله سيحفظه وأنه سيكون ولدا وأنها إن أرادت أن يعيش فعليها أن تهبه لخدمة الإسلام والمسلمين، وهو ما دفع والديه لتعليمه القرآن الكريم بالإضافة إلى التوراة والأنجيل، فأصبح فيما بعد سفيرا للثقافة العربية والإسلامية.
كان والده مستشاراً للأمير يكن حفيد محمد علي باشا، ويروى أن يعقوب صنوع كتب قصيدة مدح في الأمير يكن الذي أعجب بها ولم يصدق أن فتى في الثالثة عشر من عمره هو الذي كتبها، فأبتعثه الأمير يكن لدراسة الفنون والأدب في إيطاليا على نفقته الخاصة سنة 1853، ثم عاد يعقوب صنوع سنة 1855 ليعمل مدرسا لأبناء الخديوي يعلمهم اللغات والعلوم الأوروبية والتصوير والموسيقي، حيث كان يجيد عدة لغات أهمها العربية والعبرانية والإيطالية والفرنسية والإنجليزية والألمانية، مع إلمام بالإسبانية واليونانية والروسية والبرتغالية.
سفير الثقافة العربية
كانت معرفته بمعظم اللغات الغربية مؤهلا ليكون سفيرا للثقافة العربية لتعريف العالم بآداب اللغة العربية والدراسات الإسلامية، فترجم قصائد من العربية إلى اللغات الإيطالية والفرنسية والإنجليزية، إلى جانب نشر دراسات في الآداب الإسلامية وبعض المقالات في الجرائد والمجلات الإنجليزية والفرنسية الكبرى.
وبينما كان يمدح أبونضارة ، الحضارة الأوروبية في الصحف المصرية، كان يكشف في الصحف الأوروبية عن جمال الشعر العربي، وأعجب الغربيون بفصاحة لسانه، وبراعته في نظم الشعر بلغاتهم مما أدى إلى زيادة روابط المودة والصداقة مع أكبر علماء زمانه في مصر وسوريا والغرب الأقصى والهند، فضلا عما أحرزه من إعجاب لدى عظماء الفرنسيين لابتكاره طريقة النثر المسجوع في اللغة الفرنسية كما هو شائع في اللغة العربية.
وكتب يعقوب صنوع من هذا النوع عدة رسائل مقالات، ولم يكتف أبو نضارة بذلك بل ألف ثلاث تمثيليات باللغة الإيطالية عن العادات المصرية لقيت نجاحا كبيرا على المسارح الإيطالية.
صحافة أبو نضارة
بدأ أبونضارة في إصدار عدة صحف بداية من عام 1879، وكان الإصدار الأول هو " رحلة أبى نضارة زرقا " وهى الصحيفة التى صدر العدد الأول منها في 7 أغسطس 1879 ، وكانت الصحيفة تصدر في معظم أعدادها في أربع صفحات مليئة بالمحاورات الساخرة والمهاجمة لسياسة الخديوي وحكومته، أو المصورة للحياة الاجتماعية والظلم الاجتماعى الذي يعيش فيه المصريون، وكان يكتب مقالاته دائما أما باللغة العربية البسيطة التي يفهمها عامة الناس، أو بالزجل..
اما صحيفة النظارات المصرية، فقد صدر العدد الأول منها في 16 سبتمبر 1879 ، واعتمد يعقوب صنوع أبو نضارة شعار لها يقول "جريدة تاريخية علمية تحرير مصر وإسكندرية.
وكانت الصحيفة أيضا مليئة بالمحاورات التمثيلية التي استعاض بها عن غلق مسرحه، وامتلات أعداد الصحيفة الصور الكاريكاتورية التى تصور الحياة السياسية وتنتقدها بسخرية لاذعة.
وفي يونيو عام 1880، أصدر يعقوب صنوع صحيفة "أبو صفارة"، وصدر منها ثلاثة أعداد وكتب في صدرها أنها "جريدة هزلية أسبوعية لانبساط الشبان المصرية يحفظهم رب البرية من المظالم الفرعونية منشئها محب الاستقلال والحرية"، وكانت الصحيفة تنشر أخبارا عن أحوال مصر الداخلية.
ثم جاءت صحيفة "الحاوى" التى صدر العدد الأول منها في 5 فبراير سنة 1881 تحت شعار "الحاوى الكاوى اللى يطلع من البحر الداوى عجايب النكت للكسلان والغاوى ويرمى الغشاش في الجب الهاوى"، وقد امتلأت صفحات الصحيفة بالصور الكاريكاتورية السياسية والأجتماعية.
كما أصدر صحيفة أبونضارة ، التى كان شعارها "لسان حال الأمة المصرية الحرة"، وقد امتازت هذه الصحيفة بالعودة إلى الأسلوب العربى الأدبى، وبدأت في ترجمة ما تنشره باللغة العربية إلى اللغة الفرنسية ، وذلك لتظهر للرأى العام الفرنسى كيف يتدخل الإنجليز والأجانب لنصرة الخديوي على الشعب.
الاحتلال الإنجليزي
أما صحيفة الوطني المصري فقد صدر العدد الأول منها في 29 سبتمبر سنة 1883 أي بعد مضى سنة من الاحتلال الإنجليزي لمصر، ولم يصدر منها سوى عددين، وكانت تصدر في ست صفحات بخلاف صحف صنوع الأخرى التي كانت تصدر في أربع صفحات فقط، وتحدث عن صحفه الأخرى باللغة الإنجليزية وكانت ترجمة لبعض مقالاته المنشورة في الصحف باللغة العربية.
ثم صدرت صحيفة "التودد" التى كانت من صحف يعقوب صنوع الجادة، وكانت في حجم الكتب العادية، وصدرت في مارس سنة 1902، وكانت سجلا لنشاط دول الغرب والشرق ورواية لتاريخ الزعماء والأمراء والملوك في الدول المختلفة، دون العناية بأخبار مصر إلا أخبار التاريخ والآثار القديمة.
أما صحيفة "المنصف" فقد صدر العدد الأول منها في 15 فبراير سنة 1899 وكان في صدر العدد « جريدة سياسية أدبية تجارية مديرها ومحررها الشيخ جيمس سافوا أبو نضارة المصرى بباريس، وقد استمر صدور الصحيفة لمدة عامين لمهاجمة الإنجليز وسياستهم في وادى النيل وكذلك في حرب البوير، وفي معظم المستعمرات الانجليزية، حيث كان يصف كفاح هذه الشعوب لنيل استقلالها ويشجعها ويؤازرها في ثورتها وكفاحها من أجل الاستقلال.
كما أصدر يعقوب صنوع صحيفة "العالم الإسلامى" التى تميزت بلغتها الفرنسية، وصورها الواضحة الدقيقة، وكانت تهتم بأخبار العالم العربي والمسلمين، وظهر ذلك في الرسم الذي اتخذه أبو نضارة شارة للصحيفة وهو رسم القباب، والمآذن والأشخاص المرتدين للملابس العربية. ولم تختلف هذه المجلة عن زميلاتها من صحف «صنوع» اختلافا كبيرا ولم تعمر هذه الصحيفة كثيرا، ثم عاد من جديد ليصدر صحيفة " أبونضارة " التي واصل من خلالها كفاحه إلى سنة 1910.
ففي في 31 ديسمبر سنة 1910 أصدر العدد الأخير من جريدة " أبونضارة " بعد انتشارها أربعا وثلاثين سنة مدافعا فيها عن حقوق العرب والمصريين، ولم يمنعه من مواصلة مشواره الصحفي والثقافى إلا ثقل المرض وضعف ابصاره، حيث وافته المنية بباريس في 30 سبتمبر سنة 1912 .