ذكرى خالدة ضاربة فى عمق تاريخ الجنوب المصرى وتحديداً فى محافظة سوهاج عندما تصدى أهالى القرى للحملة الفرنسية وكانت نهايتهم فى قرية جهينة بالقرب من الهضبة الغربية عندما كتبوا نهاية استمرار الحملة وجنودها من التوغل فى الصعيد وأجبروهم بعد قتال على التراجع حاملين أذيال الهزيمة.
منذ 225 سنة وتحديداً فى 10 ابريل 1799 كانت معركة اهالى مركز جهينة بمحافظة سوهاج على موعد مع جنود الحملة الفرنسية .. لم يكن وقتها هناك جيش نظامى او كتائب مسلحة .. لكن كان هناك رجال يحملون عقيدة ابدية خلقت معهم منذ أن وطأت أققدامهم هذه الارض .. بان الارض عرض وحمايتها واجب مقدس ضد اى معتدى.
يوم 10 ابريل من كل عام تحتفل محافظة سوهاج بعيدها القومى تخيلداً لهذه الذكرى المجيدة التى تحمل العديد من الدلالات المشتركة بين جميع أطياف الشعب المصرى وهى روح وعقيدة الفداء للحفاظ على الارض والعرض.
“رهبة” أولاد شحاته
عندما كنت طالباً فى مدرسة الشهيد محمد كامل الحويج الثانوية المشتركة وكنا نسير مسافه ليست بقليلة من بيوتنا الى المدرسة .. كنا كل صباح نمر على " رهبة " اولاد شحاته والتى كانت تحضن حائطاً عريضاً مشيد من الطوب اللبن .. كان ارتفاعها عن الارض يصل الى اكثر من 5 او 6 امتار كنا ننظر اليها بفخر شديد فالجدار كان مصاباً بذخيرة المعركة التى دارت وقتها قبل قرنين من الزمان ونسترجع ما نعرفه من ذكريات حول واقعة هزيمة اجدادنا فى جهينة لجنود الحملة الفرنسية
كانت الحملة الفرنسية قد اشبكت مع اهالى قرى الصوامعة وطهطا وبرديس وجرجا لكن معركتهم الاكبر كانت فى مركز جهينة الذى كان وقتها قرية تابعه لمركز طهطا .. لقن اهالى جهينة الجنود الفرنساويين درساً قاسياً رغم الفجوة فى التسليح والفجوة فى التدريب على القتال لكن اهالى جهينة كانوا يمتلكون روحاً لا يمتلكها غريمهم الذى اتى محاولاً الاحتلال والسيطرة على المنطقة واضطر قائد الحملة الفرنسية "لاسال" على الهروب بما تبقى من جنود بعد ان قتل له الكثير وتفككت حملته امام بسالة وتصدى اهالى جهينة .. فكل عام وأهالى سوهاج بخير بهذه المناسبة الخالدة التى تصادف هذا العام أول أيام عيد الفطر المبارك أعاده الله على مصر والامة العربية والاسلامية بالخير واليمن والبركات