ما لا تعرفه عن..
حكايات ميدان التحرير.. من ثورة 1919 حتى سقوط نظام الرئيس حسني مبارك
يعتبر ميدان التحرير من أشهر ميادين مصر، لما شهده من أحداث كبرى وثورات عظيمة، ويعتبر أيضا من أشهر الميادين بالقاهرة في مصر، ويحاكي الميدان في تصميمه ميدان شارل ديغول، والذي يحوي قوس النصر في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك لأن ميدان التحرير في مصر يرمز إلى حرية الشعوب وصمودها، خاصة بعدما شهد العديد من المواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية، والتي بدأت أحداثها بعد ثورة 1919 ومظاهرات 1935 ضد الاحتلال الإنجليزي وثورة الخبز في 18 و 19 من يناير عام 1977، ومنها أيضا ثورة 25 يناير عام 2011، وانتهت تلك الثورة إلى إسقاط النظام الحاكم للرئيس محمد حسني مبارك، والذي أصبح رمزا للمتظاهرين وصمودهم وحريتهم.
سبب التسمية
سمي ميدان التحرير في بداية إنشائه باسم ميدان الإسماعيلية، نسبة إلى الخديوي، وتغير الاسم بعد ذلك إلى ميدان التحرير، نسبة إلى التحرر من الاستعمار في ثورة 1919، وتم ترسيخ الاسم بعد ذلك رسميا في ثورة 23 يوليو عام 1952، وفي 13 أكتوبر 1981، وعقب اغتيال الرئيس أنور السادات تم تعديل اسم الميدان إلى أنور السادات، وقد شاع ميدان التحرير المصري كثيرا بعد ثورة الشباب في عام 2011، والتي انتهت باستقالة الرئيس حسني مبارك، ويوجد أيضاً في العراق ميدان تحرير في وسط مدينة بغداد حيث بدأت فيه الثورات لاستقلال العراق.
ويرمز ميدان التحرير إلى حرية الشعوب وصمودها، خاصة بعدما شهد العديد من المواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية، والتي بدأت أحداثها بعد ثورة 1919 ومظاهرات 1935 ضد الاحتلال الإنجليزي وثورة الخبز في 18 و 19 من يناير عام 1977، ومنها أيضا ثورة 25 يناير عام 2011.
تاريخ الميدان
ميدان التحرير هو الميدان الذى شهد مولد القاهرة الخديوية وكان مركزها كما شهد الاحتلال الإنجليزي لمصر، و انسحاب الإنجليز من القاهرة بعد 65 عاماً، وبينهما شهد مظاهرات المصريين ضد الاحتلال البريطاني و مطالبتهم بالاستقلال.
وخلال العهد الملكي شهد الميدان مواكب ملوك مصر في طريقهم للبرلمان لإلقاء خطبة العرش، كما شهد أول احتفال بثورة يوليو 1952 وبعدها شهد مواكب رؤساء مصر بداية من محمد نجيب وحتى مبارك، وشهد أيضا ثورة المصريين على حكم مبارك حتى إجباره على التنحي في 11 فبراير 2011 وعلى مدار 18 يوماً كان هذا الميدان محط أنظار العالم، بعدها شهد مظاهرات المصريين لأكثر من عامين وصولاً لثورة المصريين على حكم الإخوان فى 30 يونيو 2013، الأمر الذى جعل منه رمز عالمي حاول الإخوان استغلاله، بمحاولتهم التظاهر فيه وهي المحاولات التي باءت بالفشل.
قصة وضع تمثال ميدان التحرير
أراد الملك فاروق تخليد ذكرى جده الخديوي إسماعيل بوضع تمثال له وسط الميدان الذى كان يحمل اسمه حينذاك، ولكن لم تمهله ثورة يوليو للقيام بذلك، وبعدها نادى البعض لوضع تمثال للزعيم الراحل جمال عبد الناصر على قاعدة هذا التمثال ولكن حالت نكسة 1967 دون تحقيق ذلك، وبعدها ترك الرئيس جمال عبد الناصر قاعدة التمثال على حالها.
وفى عهد الرئيس الراحل أنور السادات وتحديداً بعد حرب 1973، بدأت الصحافة بالإشارة إلى وجوب وضع تمثال عظماء ومشاهير مصر في الميادين العامة ولكن لم يمهل القدر السادات لوضع تمثاله في ميدان التحرير بسبب اغتياله في 6 أكتوبر 1981، وحتى بعد وفاة السادات اتخذ المجلس المحلى لمدينة القاهرة قراراً بوضع تمثال للسادات في ميدان التحرير على تلك القاعدة الفارغة ولكن ظل القرار حبراً على ورق في عهد مبارك إلى أن بدأت أعمال الحفر للخط الأول من مترو الأنفاق في قلب ميدان التحرير وأزيلت قاعدة التمثال تماماً.
ومن سخرية القدر أن نفس موضع قاعدة تمثال الخديوي إسماعيل هو نفسه مكان النصب التذكاري لشهداء ثورة 25 يناير والذى تعرض للتشويه بعد 30 يونيو 2013 عند إنشائه وانتهى المطاف به إلى إنشاء نصب يرتفع عليه علم مصر عالياً في قلب الميدان وفى نفس موضع قاعدة التمثال الحائرة على مدار 60 عاماً.
معالم كانت تطل على الميدان
كثير من المعالم الرائعة كانت تطل على الميدان منها قصر كمال الدين حسين نجل السلطان حسين، والذى عرف فيما بعد باسم أرملته الأميرة نعمة الله إلى أن صار مقراً لوزارة الخارجية، وعلى مقربة من هذا القصر التاريخي كان هناك قصر آخر هو قصر قوت القلوب الدمرداشية في مواجهة مدخل كوبرى قصر النيل، وهو القصر الذي هدم عام 1966، وأنشئ في موضعه نفق وميدان كمال الدين صلاح أمام الكوبرى، وعلى الجانب الآخر من الميدان في مواجهة المتحف المصري وتحديداُ على ناصية الشارع كانت توجد فيلا هدى شعراوي بطرازها العربي المميز، وهي الفيلا التي هدمت فيما بعد لتتحول إلى ساحة انتظار سيارات ثم مقر إداري وفندقي لا يزال قيد الإنشاء حالياً.