أهم ميادين القاهرة
رحلة ميدان رمسيس من قرية أم دنين إلى تمثال نهضة مصر
ميدان رمسيس أحد أهم ميادين القاهرة، بعدما اعتبر منذ منتصف القرن التاسع عشر واجهة مصر أمام الأجانب والمصريين، بعد إنشاء السكك الحديدية حيث توجد به محطة القطارات الرئيسية منذ دخول السكك الحديدية إلى مصر، وسمي ميدان رمسيس نسبة إلى تمثال الملك رمسيس الثاني الشهير، والذي كان موجودا في نفس موقعه بالميدان، تمثال نهضة مصر، وبعد قيام ثورة 23 يوليو نقل التمثال إلى جوار حديقة الحيوان عند كوبري الجامعة بالجيزة.
حكاية تمثال رمسيس
وفي 24 فبراير 1955، نقل تمثال رمسيس من موقعه في قرية ميت رهينة بالبدرشين، واتخذ موضعه الشهير في قلب الميدان أمام محطة قطار مصر، الذي تحول اسمه من وقتها من ميدان باب الحديد إلى ميدان رمسيس، لينقل التمثال الشهير من جديد في 25 أغسطس 2006، إلى موقع مؤقت بالقرب من ميدان الرماية بالهرم، وفي 25 يناير 2018، ينقل التمثال للمرة الأخيرة إلى مقره الدائم في البهو العظيم بالمتحف المصري الكبير.
تغييرات ميدان رمسيس
وميدان رمسيس من أكثر الأماكن فى مصر التى خضعت لتغييرات عديدة على مر السنين، ففى البداية كان الميدان عبارة عن قرية تسمى أم دنين، وهي منطقة سكن فيها الفاتحون العرب، ثم تغير الاسم إلى قرية المقس، وكان يمر بتلك المنطقة خليجا يعرف باسم الخليج الناصرى، بنيت عليه قنطرة أطلق عليها اسم قنطرة الليمون، وأيام الملك فاروق، تغير اسم شارع رمسيس إلى شارع الملكة نازلى على اسم والدة الملك، كما أطلق عليه ميدان باب الحديد نسبة لبوابة حديد شهيرة كانت على السور في الميدان.
حفر ترعة الإسماعيلية
ومع حفر ترعة الإسماعيلية عام 1865 والتى كانت تقسم المنطقة التى تعرف اليوم باسم ميدان رمسيس، أقيم على الترعة كوبرى أطلق عليه اسم كوبرى الليمون، للربط بين ضفتى الميدان، وأعيد بناء الكوبرى فى أواخر القرن التاسع عشر وأستمر حتى عام 1911 إلى أن تم ردم ترعة الإسماعيلية. ويحوى الميدان الكثير من المعالم التى اختفت وبعض المعالم التى لا تزال أثارها باقية إلى اليوم.
محطة مصر
وتغيرت ملامح ميدان رمسيس كثيرا على مر السنين، وأول تلك التغييرات تمثل فى محطة السكك الحديدية التى يعتقد البعض بشكل خاطئ أنها أول محطة أنشئت ولكنها فى واقع الأمر هى الثانية، حيث تعرضت أول محطة للسكك الحديدية لحريق هائل دمرها بسبب انفجار قطار محمل بالذخيرة تابع للجيش البريطانى داخل المحطة عام 1882. أما المحطة الحالية فيرجع تاريخ إنشائها إلى بدايات القرن الماضى، وتعد اليوم تحفة معمارية لا تقل جمالاً عن محطات السكك الحديدية العريقة فى أوروبا.
وفى الموضع الذى توجد فيه اليوم عمارة رمسيس الهائلة بين شارعى الجلاء ورمسيس، كان مقر البوليس الحربى الإنجليزى. وعلى الجهة المقابلة كان يوجد مسجد أولاد عنان الذى حل محله جامع الفتح الحالى، وفى شرق الميدان بالقرب من مدخل الفجالة كان يوجد قسم الشرطة القديم. كما بنيت فى الجهة الجنوبية منه مبنى هندسة السكة الحديد عام 1911.