محطة فى التاريخ المصري
معرض القاهرة الدولى الكتاب .. مهرجان الكلمة وعيد الثقافة العربية
تحت شعار «اقرأ.. في البدء كانت الكلمة»، تنطلق الدورة الـ56 لـ معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، والذى يستمر حتى 5 فبراير المقبل في مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس. ويعتبر معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في العالم، حيث سجل عدد زائرين نحو 4.8 مليون زائر فى دورته السابقة 2024.
بدأت فكرة المعرض الذى تم تصنيفه ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، عام 1969، عندما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، ووقتها قرر وزير الثقافة ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب بالقاهرة.
وفي مساء 22 يناير 1969، جرى افتتاح أول معرض للكتاب، بأرض المعارض على مساحة 2000 متر داخل دار الأوبرا المصرية بالجزيرة، بمشاركة 5 دول، ونحو 100 ناشر.
يروي الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة حينها، أنه بعدما قدم الفنان عبدالسلام الشريف اقتراح إنشاء معرض دولى للكتاب في مصر، رحب بالفكرة وشعر بالحماس، فيقول: اتصلت بسوق الكتاب الدولى المعروف في ليبزج، وأرسلت مندوب وزارة الثقافة إسلام شلبي للتمهيد إلى إقامة معرض شبيه به على النطاق العربي.
مهرجان الكلمة العربية
وبحسب كتاب محمد سيد ريان «حكاية أول معرض دولى للكتاب» ، ذكر الدكتور فؤاد زكريا تفاصيل اليوم قائلًا: كان يوم الافتتاح مكفهر الجو منهمر المطر شديد البرودة. وكنت أحسب وأنا مدعو إلى يوم الافتتاح أنى لن أجد إلا نفرًا قليلًا من المتجلدين الذين لن يملكوا بسبب أو لآخر أن يرفضوا الدعوات الموجهة إليهم لحضور الافتتاح.
ويضيف: بل لقد بلغ بى التشاؤم حدا ظننت معه أنى قد أعود بعد دقائق من حيث أتيت وأن الافتتاح قد يؤجل إلى وقت آخر أنسب، في جو أفضل وما أن اقتربت من أبواب المعرض حتى شاهدت ما لم أكن أتوقع ومالم يكن يتوقعه أشد الناس تفاؤلًا بنجاح هذا المعرض، حيث حضر مئات المشاركين.
ووفقا لبعض المصادر التاريخية، لم تكن الدورة الأولى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب عام 1969 هي المحاولة الأولى لاقامة المعرض، بل سبقتها محاولات آخرى، من أهمها أول معرض للكتاب العربى والذي تم افتتاحه في إبريل 1946، بحضور عبد الرزاق السنهوري باشا وزير المعارف العمومية وقتها، ونخبة من كبار رجال الدولة بالإضافة لرواد العلم والفكر والأدب.
واحتوى المعرض وقتها على قسم للكتب العربية، بالإضافة لقسم للكتب العربية المطبوعة في أوروبا وأمريكا، وكان الاسم الافتراضي لمعرض الكتاب حينها «أسبوع الكتاب».
كما تم إقامة ما يسمي بأسبوع الكتاب العربى الأول في القاهرة في أكتوبر عام 1963، وكان المعرض يسمى في تلك الفترة بـ «مهرجان الكلمة العربية» أو عيد الثقافة.
ملتقى الأدباء والمفكرين
زاد الإقبال الجماهيرى على معرض القاهرة الدولى للكتاب خاصة بعد انتقاله من أرض المعارض بالجزيرة، إلى أرض المعارض الدولية فى مدينة نصر .
وصار معرض القاهرة الدولى للكتاب ساحة للالتقاء بين كل الاتجاهات الفكرية الجادة، ومهرجاناً ثقافياً متميزاً وذلك من خلال الأنشطة الثقافية والفنون المتعددة المصاحبة للمعرض، ما جعل منه نافذة يطل منها الجمهور على مختلف فنون وعلوم وآداب العالم، وذلك من خلال الكتب، وتسجيلات الموسيقى العالمية، والوسائل التعليمية ، والحاسبات الآلية، ولوحات كبار الفنانين العالميين، وأيضا من خلال الندوات، واللقاءات الفكرية، والأمسيات الشعرية، وقراءات المقهى الثقافى، وعروض مخيم الإبداع التى يشترك فيها كبار المفكرين والأدباء والفنانين من مصر والبلاد العربية، الذين يلتقون برواد المعرض ويكسرون الحواجز بينهم وبين الجماهير فى حوار ثقافى متميز.
وتحول معرض القاهرة الدولى للكتاب عبر تاريخه إلى مهرجان ثقافى كبير وساحة للحوار بين المفكر السياسى والأديب وجمهور المعرض من المثقفين والمواطنين، حيث تقام الندوات واللقاءات الفكرية التى تجمع الأدباء والمفكرين من مختلف الاتجاهات السياسية والاجتماعية.