تحتاج ميزانية باهظة
خطة وزارة الصحة لاستبدال الأطباء بالروبوت لإجراء العمليات الجراحية بالمستشفيات الحكومية
أثارت تصريحات الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة عن التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات الجراحية بمستشفيات وزارة الصحة ، حالة من الجدل حول تقليل الاعتماد على الأطباء، تزامناً مع الخلاف الحادث حالياً مع نقابة الأطباء حول مشروع قانون «المسؤولية الطبية».
حالة الجدل دفعت الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة ، إلى الخروج لتوضيح الصورة، حيث أشار إلى أن سعي الوزارة للتوسع في استخدام الروبوتات الجراحية هدفه معاونة الجراحين وتسهيل مهمتهم وزيادة إنتاجيتهم، وليس من أجل تقليل الاعتماد على الأطباء أو الاستغناء عنهم.
وشدد على ان اتجاه وزارة الصحة للتوسع في استخدام الروبوتات الجراحية ليس له علاقة بالخلاف حول قانون أو غيره، ولا يهدف لاستبدال الأطباء، مؤكدا أن الروبوت لا يعمل مستقلاً، لكنه يحتاج لطبيب ماهر ومحترف لتشغيله، والهدف من ذلك جعل الطبيب الجراح الماهر يجري الجراحات في أي مكان عن بعد.
وأضاف: لدينا روبوتات جراحية بالفعل في معهد الأورام ومعهد ناصر، وأثبتت كفاءة عالية، أي أن الأمر ليس جديداً علينا، وسيتم توفير اللازم، حال التوقيع مع الشركة الصينية التى قدمت عرضا للوزارة، وجزء من الخطة حال تنفيذها سيكون بناء الكوادر الطبية القادرة على تشغيل الروبوتات واستخدامها بشكل صحيح داخل مستشفيات وزارة الصحة .
نقابة الأطباء ترد
من جانبه أكد الدكتور يحيى دوير استشاري التوليد و أمراض النساء وعضو مجلس نقابة أطباء القاهرة، أن الروبوتات الجراحية موجودة فى مصر بالفعل ولكن بأعداد قليلة، ولا يتم العمل أو التدريب عليها؛ لأنها تحتاج إلى فترة تدريب طويلة.
وأشار إلى أن استبدال الطبيب بالروبوت والعلاج عن بعد مسألة مستبعدة؛ نظراً لبعض العوامل، منها الخوف من عدم استقرار الإنترنت والتيار الكهربائي داخل مستشفيات وزارة الصحة ، بالإضافة إلى عدم وجود الغطاء القانوني اللازم لإتمام الجراحات عن بعد.
وأوضح يحي دوير أن مصر ليس لديها بالأساس غطاء قانوني يسمح بمناظرة المريض عن بعد، وبالتالى كيف يتم إجراء جراحات عن بعد؟، ناهيك على التكلفة الباهظة لمثل هذه التطبيقات، كما أن موازنة وزارة الصحة في مصر لا تسمح بذلك.
وأشار إلى أن هجرة الأطباء من الأسباب الرئيسية لما يمكن وصفه بـ«التصحر الطبي» في مصر، والسبب ير جع إلى بحث العديد من الأطباء المصريين عن فرص عمل أفضل خارج البلاد، نظراً لضعف الأجور مقارنة بدول أخرى، حيث لا يتجاوز راتب الطبيب بمصر بعد 10 سنوات من الخبرة 120 دولاراً أميركياً فى الشهر.
وأشار إلى تعدد الأسباب الأخرى لهجرة الأطباء، والتى من بينها، بيئة العمل غير الصحية، حيث نقص المعدات الطبية الحديثة، وغياب الدعم الإداري في عدد من المنشآت الصحية، وضعف الاستثمار في التعليم الطبي المستمر مع صعوبة التفرغ للعمل البحثي والتطوير، وتأجيج العلاقة بين المريض والطبيب، حيث ترسخ بعض المسلسلات والأفلام ثقافة خاطئة بين الطبيب والمريض وتصور الطبيب بصورة غير لائقة.
وبحسب دوير، فإن ما يقرب 62 % من أطباء مصر هاجروا أو يعملون خارج البلاد، فضلاً عن أعداد كبيرة داخل مصر مقيدة بالنقابة ولا تمارس الطب.
وعن مشروع قانون المسؤولية الطبية، يقول دوير إن مصر تعد آخر دولة في العالم تقوم بصياغة مشروع قانون المسؤولية الطبية، حيث كان يحاكم الأطباء بقانون العقوبات مثلهم مثل المجرمين الجنائيين، وللأسف مشروع القانون الجديد لا يفرق ما بين الخطأ الطبي والخطأ الطبي الجسيم، ولا يعترف بالمضاعفات الوارد حدوثها والمنصوص عليها في أدلة العمل الإكلينيكية العالمية.
روبوت يجرى جراحة المرارة
وكان استخدام أول روبوت في إجراء العمليات الجراحية في 12 مارس 1984، في مستشفى جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر.
وفى عام 2022 أجرى روبوت عملية تنظير للبطن من دون مساعدة طبيب لأول مرة، وكان المرضى 4 خنازير خضعت لعملية تجرى في العادة لمعالجة سرطان الأمعاء عند الإنسان، ويُستأصل فيها جزء من الأمعاء الدقيقة.
نهاية عام 2023، أجري أول روبوت جراحة لاستئصال المرارة، في مستشفى عام في تشيلي، وقالت شركة ليفيتا ماجنيتيكس الأمريكية التي صنعت الروبوت، إن منظومة «مارس» الجراحية تسمح للجراحين بإلصاق مغناطيس صغير بالأعضاء الداخلية، مثل الكبد، واستخدام ذراعين آليتين مزودتين بمغناطيس قوي على بطن المريض لإزاحة الأعضاء الداخلية عن الطريق، وأن المنظومة تمنح الجراح سيطرة على الكاميرا التي تسمح برؤية أفضل وهي أكثر استقرارا بكثير.
وحصلت المنظومة على تصريح إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية، وأجرت أول جراحة تجارية في مستشفى كليفلاند كلينيك بولاية أوهايو الأميركية في أكتوبر من عام 2023.
وفى أغسطس الماضي، أجرى روبوت عملية أسنان آلية بالكامل على إنسان، في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم.
واعتمد الروبوت على ذراعه الآلية والذكاء الاصطناعي والمسح ثلاثي الأبعاد لأسنان وفم المريض، لأداء العملية، وتقول الشركة الأمريكية المصنعة للربوت إنها تأمل أن تصبح تكنولوجيتها أكثر دقة وسرعة في أداء العمليات والإجراءات الأخرى المتعلقة بالأسنان بما في ذلك الحشوات والتيجان، التى تستغرق على الأقل زيارتين لمدة ساعتين لطبيب الأسنان.