صانعة الأمل تبنت 34 يتيمة
الحاجة فتحية.. قلب يساع من الحبايب ألف 💚
مثل حضور الحاجة فتحية محمود، لعزاء صديقتها، ومشاهدتها لابنتها وهي تبكي عليها وتدعو لها، نقطة فارقة في حياتها، وبعدما انصرفت من العزاء، أخذت تسأل نفسها: "هل سأجد من يدعو لي بعد وفاتي؟"، فقد حرمها الله من الإنجاب ونعمة الأمومة، ولكنه سبحانه وتعالى لم يحرمها طيبة القلب والإيجابية وحب الناس والمبادرة.
وبعد حوالي 30 عاما قضتها في البحث عن حلم الأمومة، أخذت فتحية محمود في البحث عن حل آخر كي ترضي غريزتها الفطرية، وفي عام 2005، قررت مع زوجها عبدالعال محمد، تبني طفلة من دار أيتام، وبعد رحلة البحث عن تلك الطفلة التي دعت من الله ان تملأ عليها حياتها، كانت في انتظارها مفاجأة، قلبت حياتها رأسا على عقب.
فبعدما قدمت الحاجة فتحية طلبا لتبني إحدى اليتيمات، تلقت اتصالا بضرورة حضورها إلى دار الأيتام كي تستلم 21 بنتا دفعة واحدة، وبعدها بيوم تلقت اتصالا آخر يطلب منها استلام 6 بنات أخريات، وبعدها بأسبوع 7 بنات، لتجد نفسها أما ومسؤولة عن 34 طفلة في حوالي أسبوع، لتتولى مع زوجها تربيتهن ورعايتهن وتعليمهن، واعتمدا في ذلك على مدخراتهما من رحلة سفر وعمل في الخارج، لتلقب بين أطفالها بـ "ماما فتحية".
وتؤكد "ماما فتحية" أن زوجها كان له دورا كبيرا في حياتها، ومساندتها في تربية بناتها حتى أصبحن في عمر الـ16 والـ17 عاما، وتقول عنه: "زوجي عبدالعال طول العمر أكبر داعم لي، لم يقصر معي يوما، أو يقصر مع بناتنا".
عادت قصة الحاجة فتحية محمود إلى دائرة الضوء من جديد، بعد تكريمها من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، وفوزها بجائزة صناع الأمل لعام 2024.
جمعية لمسة أمل لماما فتحية
والحاجة فتحية محمود، أسست مع زوجها عبد العال محمد جمعية "لمسة أمل" لرعاية الأيتام، وهدفها رعاية الفتيات، ولا تتوقف عن البحث عن الأطفال الأيتام كي تتبناهم وترعاهم، كما تربي بناتها الـ34 على ثقافة الحب والعطاء والإيجابية.
وبجوار جمعية لمسة أمل لرعاية الأيتام، أنشأت الحاجة فتحية مع زوجها مستشفى مجاني في منطقة حدائق الأهرام لتوفير الرعاية الصحية للأيتام وذوي الهمم.
وشاركت ماما فتحية في مبادرة صناعة الأمل التي تنظمها إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتأهلت لتكون ضمن المشاركين في التصويت النهائي، في الجائزة الإماراتية التي تصل قيمتها إلى مليون درهم.
تكريم الحاجة فتحية من مبادرة صناعة الأمل
وكرمت ضمن 4 فائزين في مبادرة صناعة الأمل، بعدما وجه الشيخ محمد بن راشد، بفوز الأربعة المتأهلون إلى النهائيات بجائزة المليون درهم، وهم، مع الحاجة فتحية العراقية تالا الخليل والتي حصدت بالمركز الأول، والعراقي محمد النجار، والمغربي أمين منير.
وأكدت الحاجة فتحية محمود، أنها تنوي تخصيص الجائزة بالكامل كي تكمل مسيرتها في تربية وتعليم البنات، وقالت لفتياتها إنها لن تقبل بغير تخرجهن طبيبات أو مهندسات، كما دعت الله أن يكرمها لتراهن مع أزواجهن.