و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

بسبب استاذة فازت بجائزة كيميت

اتهامات لجامعة القاهرة بالترويج لـ «الأفروسنتريك» من كلية الدراسات الأفريقية

موقع الصفحة الأولى

بدعوي الترويج لحركة الأفروسنتريك ، هاجم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الدكتورة إيمان عبد العظيم عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، التى تدعم فكر الحركة ومزاعمها حول كون الحضارة المصرية القديمة هي حضارة أفريقية في الأساس .
الهجوم جاء بعد حصول الدكتورة إيمان عبد العظيم، علي جائزة بطرس غالي للسلام في الدراسات الأفريقية لعام 2024 ، من مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة.
وبحسب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الجائزة تتنافى مع رسالة الدكتورة إيمان عبد العظيم، المقدمة لنيل درجة الماجستير في الدراسات الإفريقية من جامعة القاهرة عام 2016 عن موضوع أصل المصريين لدي الشيخ «أنت جوب»، والتى تؤكد أن الحضارة المصرية أصلها زنجي. وطال الهجوم جامعة القاهرة، بدعوي أنها تروج لمزاعم «الأفروسنتريك» المناهضة لحقائق التاريخ الفرعوني.

ملخص رسالة الماجستير

ووفقا لملخص الرسالة المنشور على موقع كلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، يعد الشيخ «أنت جوب» أحد أهم الباحثين فى مسألة أصل المصريين القدماء: فضلا عن أنه أحد رواد تيار الزنوجة الذى تصدى لإشكالية أساسية تتمثل فى مواجهة ثقافة الاستيعاب الفرنسية ورفض كل اشكال التمييز ضد السود لا سيما التمييز الحضارى و الثقافى.
وهذا ما دفع الشيخ «أنت جوب» الى إثبات أن التاريخ الإفريقى لا يقل عظمة عن التاريخ الأوروبى من أجل التصدى لكافة أشكال التمييز الحضارى ضد السود، لذا كرس حياته فى سبيل مشروعه الفكرى المتمثل فى البحث عن مرجعية تاريخية حضارية لإفريقيا، فوجد ضالته فى حضارة مصر الفرعونية التى أثبت أنها كانت حضارة زنجية مستندا الى العديد من الحجج و الأدلة إلا أن أطروحه قوبلت بحالة من الرفض فى العديد من الأوساط الفكرية العربية.
و لم يختلف الحال كثيرا فى مصر، إذ قوبلت تلك الأطروحة أيضا برفض فى العديد من الأوساط الفكرية المصرية، الأمر الذى يحمل فى طياته عدم قبول أو عدم إدراك الهوية الإفريقية لمصر.
ومن الملاحظ أنه لا توجد إشارة الى الإسهام الذى قدمه «أنت جوب» فى هذا الصدد، وذلك يعود إما إلى عدم علم بما قدمه الشيخ «أنت جوب» أو عدم رغبة فى إعطائه حقه فى هذا المسار، و بغض النظر عن هذا الموقف، تشغل الدراسة فى جزء منها بتوضيح دور الفرعونية فى إعادة تشكيل الهوية الإفريقية لمصر.

الشيخ السنغالي أنت جوب

 والشيخ «أنت جوب» هو أحد المؤلفين السنغال، والذي بدأ فكرة إدعاء أن أصل الحضارة المصرية القديمة زنوج. وفي عام 1954 حاول الشيخ «أنت جوب» نيل درجة الدكتوراة عن نفس الاطروحة التي اقترحها وهى أصل الحضارة الفرعونية الأفارقة الزنوج ولم يجد وقتها من يناقش فكرته التي طرحها وحاول الالتفات على الموضوع بنشر الفكرة في إحدى المجلات المهتمة بالشأن الإفريقي.

وبعد عقود، ناقشت إيمان عبد العظيم في عام 2016 رسالة الحصول علي درجة الماجستير في الدراسات الإفريقية بعنوان "الفرعونية" في الفكر السياسي للشيخ «أنت جوب» دراسة في الهوية الإفريقية لمصر" وعرضت الباحثة في الرسالة العوامل المؤثرة في فكر العالم على حسب قول الباحثة  الشيخ «أنت جوب» التى أطلقت عليه فرعون المعرفة.
فقبول مثل هذه الأفكار قد يغير ميزان القوى الثقافية المتمثل في سيطرة وتغليب الهيمنة الفكرية للنموذج الغربي، فضلا عن ظهور إتجاهات جديدة في حالة علم الآثار وعلم الأنثروبولوحيا وقتها حالت دون قبول أفكار الشيخ الشيخ «أنت جوب»، في حين أن الرفض المصري للأطروحة كان نابعا من رفض فكرة الإنتساب للزنوج الأفارقة في حد ذاتها، فضلا عن غلبة أو سيطرة العروبة على العقل المصري، ويعد التكوين الفكري لبعض المثقفين الأفارقة الدافع وراء رفضهم الأطروحة فضلا عن عدم قدرتهم علي التخلص فكريا ونفسيا من الأفكار المسبقة التي روج لها الغرب بشأن العقلية الإفريقية التقليدية السابقة، وهو ما جعل المثقفون الأفارقة أنفسهم غير قادرين على تقبل أو عدم التجاسر بالاعتراف بمثل هذه الأفكار.

رفض المصريين للفكرة

و قالت الباحثة في رسالتها: يعبر رفض المصريين لفكر استخدام الشيخ «أنت جوب» ، للفرعونية كمرجعية لإفريقيا من خلال عدة أدلة متنوعة حاول من خلالها إثبات أن حضارة مصر الفرعونية إفريقية زنجية، أو علي الأقل كان للزنوج الدور البارز في تكوينها وتطويرها، ومن ثم تشكل الفرعونية الراية والإطار المرجعي والمصدر الحضاري والثقافي الإفريقيا وهي نقطة البداية لدراسة التاريخ الإفريقي.
وذكرت الباحثة أن أطروحة الشيخ «أنت جوب» حول الهوية الإفريقية لمصر قوبلت بالرفض من كثير من الباحثين الغربيين والمصريين وحتى الأفارقة أنفسهم رغم ما قدمه من أدلة مختلفة يمكن أن توصف بالعلمية أو غلب على معظمها صفة العلم.
وقد مثلت هذه النقطة إشكالية أساسية في هذه الدراسة وسعت للبحث في الأسباب التي أدت لذاك الرفض، وقد تبين من خلال عملية البحث أن رفض أطروحة الشيخ «أنت جوب» على المستوى الغربي لم يكن لعيب في الفكرة أو لقصور في أدلتها، وانما أرتبط الأمر بفكرة المركزية الأوروبية .

تم نسخ الرابط