مناشدات للخارجية المصرية بالتدخل
استياء كبير بعد عرض بنات مريم مجدي للتبني في سويسرا
لم تنته أحزان أسرة مريم مجدي، عقب دفنها، مساء أمس، بمسقط رأسها في مدينة شربين بمحافظة الدقهلية، وإنما تعاظت الاحزان بعد الإعلان عن عرض ابنتيها للتبني في سويسرا.
ولايزال التحقيق في قضية مريم مجدي مستمرا، بعدما أعلنت الشرطة السويسرية العثور على جثتها على ضفاف نهر الراين بالقرب من إحدى بلديات كانتون زيورخ السويسرية، عقب سفرها لإعادة ابنتيها من زوجها سويسري الجنسية.
تم إلقاء القبض على زوج مريم، وكذلك القبض علي شخص مشتبه به، يرجح أن يكون اتفق مع زوجها لقتلها والتخلص منها، كما تحفظت الشرطة علي البنتين وأودعتهما إحدي دور الرعاية، كما تم عرضهما للتبني، وفقا لإحدى الصحف السويسرية التى تتابع التحقيق.
عرض البنتين للتبني بحسب القانون السويسري، أكده أحمد مجدي، شقيق مريم ضحية حادث سويسرا، قائلا: بنات شقيقتي الآن في مركز رعاية، ومعروضين للتبني في سويسرا، مضيفًا: السلطات السويسرية لم تستطع حماية شقيقتي عندما سافرت وتعرضت للغدر.
مناشدة الخارجية المصرية
وناشد شقيق المجني عليها، الخارجية المصرية، بالتدخل لإنقاذ الطفلتين، مؤكدا أن عائلة مريم على استعداد حاليًا للذهاب إلى سويسرا لإنقاذ الطفلتين من المصير المأساوي، بعد أن حاولت أمهما الراحلة العودة بهما إلى القاهرة قبل قتلها، مشيرا الي أن العائلة تحتاج من الجهات المعنية مساعدتهم في عودة البنات.
وأوضح أن حياة الطفلتين كانت في مصر بالأساس، حيث عاشوا في مصر7 سنوات من عمرهم.
وأشار إلى أن مريم وثقت في السلطات السويسرية ولكن السلطات لم تستطع حمايتها، لافتا الي أن أقل واجب نستطيع أن نقوم به وفاءً لمريم هو عودة البنات قبل أن الذهاب لأي أسرة أخرى.
وأضاف أنه سوف يستعين بمكتب محاماة على دراية بالقانون السويسري، مشيراً أن الأهم هو أن تتواجد والدة مريم في سويسرا حتى تتمكن من حضانة البنات.
وأضاف أن زوج أخته كان متشددًا دينًيا وسبب الخلافات بينهما، خلعها للنقاب، وحياتها كلها في سويسرا كانت مقتصرة وقت عيشها مع الزوج لفترة على علاقتها بإحدى صديقاتها المقيمة في منزل يبعد مسافة 4 ساعات سيرًا بالسيارة.
بداية مأساة مريم
وبدأت قصة واقعة مقتل مريم مجدي، ابنة مدينة شربين بمحافظة الدقهلية، بعد أن تزوجت من شاب سويسري، وأنجبت منه طفلتين هما، فاطمة "8 أعوام"، وخديجة "6 أعوام"، كانت مريم قد تعرفت عليه من خلال أصدقاء مقربين تربطهم به علاقة قرابة، وبعدها أعلن إسلامه ثم زار مصر لزيارة أقاربه، وقررا الزواج، وبعد فترة نشأت مشكلة بينهما إثر إصراره علي أن ترتدي النقاب، لأنها قررت خلعه بسبب كونها مريضة سكر وكانت تشعر بالاختناق عند ارتداء النقاب.
بسبب الخلافات بين الزوجين، قررا الانفصال ومحاولة الاتفاق على أن تظل الطفلتان بحضانة والدتهما.في النهاية قررا الانفصال ومحاولة الاتفاق على أن تظل الطفلتان هما فاطمة "8 أعوام"، وخديجة "6 أعوام"، بحضانة والدتهما، لكن الخلافات تعمقت بينها وبين طليقها بسبب حضانة البنتين، فلجأت لرفع دعوى قضائية إلى أن صدر لها حكم بضم حضانة البنتين وأمرت المحكمة بحق الرؤية لوالدهما.
تمكن الزوج من السفر بابنتيهما دون علم زوجته بعد مشاكل كبيرة بينهما، في مارس 2023، وانقطعت العلاقة بينهما لمدة 7 أشهر، قبل أن تتواصل "مريم" مع جمعيات أهلية ومنظمات وجهات حكومية ساعدوها بالفعل في السفر ورؤية ابنتيها.
وقررت المحكمة في سويسرا السماح لها برؤية ابنتيها لثلاثة أيام في الأسبوع، حيث تقضي معهما يوم كامل، واستمر هذا الوضع منذ منتصف أكتوبر حتى نهاية ديسمبر.
يذكر أن بيان الشرطة أعلن العثور على المفقودة البالغة من العمر 27 عاما ميتة، موضحا أن الزوج الذي يبلغ من العمر 32 عاما، بات رهن الاحتجاز.
فضائح التبني بسويسرا
يعاني المجتمع السويسري من مشاكل عديدة بسبب قانون التبني، وأقرت السلطات السويسرية، بأن آلاف الأطفال الأجانب تم تبنيهم بطريقة غير قانونية في البلاد، من جانب عائلات سويسرية، الأمر الذي سيترك أثرا دائما على حياة الأشخاص المعنيين، ويفتح بابا من الشكوك حول عمليات اتجار بالبشر.
وأعلن المجلس الاتحادي، الكشف عن تقرير جديد، أنه أمر بمراجعة القانون الدولي للتبني، بعد انتشار شهادات مؤثرة لأشخاص جرى تبنيهم بشكل غير قانوني من سريلانكا، فقد كشف تقرير أولي عن ما وصفه بأنه تقاعس من السلطات السويسرية، رغم مؤشرات مسبقة وواضحة عن أخطاء يرتكبها الوسطاء في عمليات تبني الأطفال.
ولفتت الحكومة السويسرية إلى أن الوثائق المتوفرة لا تسمح بمعرفة العدد الدقيق للأشخاص المعنيين، لكن عدد تصاريح الدخول إلى سويسرا يظهر أن آلاف الأطفال الذين تم تبنيهم خلال الفترة موضوع التحقيق ربما تأثروا بمخالفات" في هذا المجال.