المدرس يشتري ويبيع في الطالب وأهله
«الهوم وورك» يشعل أزمة داخل التعليم.. وأولياء الأمور: ارحمونا من أعمال السنة
أبدى العديد من أولياء الأمور اعتراضهم على نظام الهوم وورك والتقييمات الأسبوعية والأداءات الصفية، وقالوا إنها تحولت إلى سلاح في يد المدرس ليبيع ويشتري في الطالب وأولياء أموره، إضافة إلى عدم وجود تعليم أو شرح في الفصول كما وعد وزير التعليم.
وكانت وزارة التربية والتعليم أكدت استمرار الواجبات المنزلية لطلاب المراحل الابتدائية والإعدادي والثانوية، ونفت الأخبار التي انتشرت على صفحات السوشيال ميديا حول الغائها.
وأكدت وزارة التعليم عدم صدور أي قرار حول إلغاء الواجبات المنزلية والتقييمات الأسبوعية والأداءات الصفية، وطالبت الطلاب وأولياء الأمور بعدم تصديق الشائعات والتأكد من الأنباء المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أشارت الوزارة إلى أن جميع القرارات المتعلقة بأعمال السنة خلال العام الدراسي كما هي ولا تحتاج إلى أي تغيير، مع متابعة طرق تنفيذ الآليات والقرارات بكافة المدارس على مستوى المحافظات.
وقال وزارة التعليم، إنه يتم احتساب أعمال السنة لكل طالب، عبر التقييمات الأسبوعية والواجبات المنزلية والأداءات الصفية، التي يؤديها الطالب على مدار العام الدراسي.
امتحان الطلاب
ويرى أولياء الأمور أن التقييمات الأسبوعية تعني إجراء امتحان كل 5 أيام، ولكن الواقع غير ذلك، حيث يتم امتحان الطلاب في بعض المدارس كل يومين أو ثلاثة، حسب جدول الحصص، ولذلك تحول العام الدراسي بالكامل إلى جدول من الامتحانات المتواصلة، بالإضافة إلى الامتحانات الشهرية، وامتحانات نصف العام وآخر العام.
وقالوا إن نظام التقييم والامتحانات والهوم وورك بهذا الشكل يتسبب في ضغط نفسى وعصبى على الطالب وولى الأمر، ولذلك طالبوا بتخفيف أحمال الامتحانات، حتى تكون كل شهر، وهو ما يعطي الفرصة للمعلمين للشرح الوافي، ويعطي الفرصة للطلب للفهم والاستيعاب، كما يخفف الضغط من على كاهل أولياء الأمور والأسر.
واشتكى أولياء الأمور من ما تسمى بـ "الكويزات" يتم اجراؤها بشكل مفاجئ بدون مواعيد ثابتهة، وليست موحدة أو حتى من على المنصة، وبالتالي تخضع لأهواء المدرسين، وهي التي تدخل في المجموع، ما يضع الجميع تحت رحمة المعلم وحده.
أما المعلمين، فاشتكوا أيضا من ذلك النظام، وقالوا إنهم لا يجدوا الوقت الكافي لشرح المادة للطلاب في الفصول، وفي إعطاء الهوم وورك ومتابعته وتصحيحه، وفي اجراء امتحانات التقييمات المستمرة وتصحيها، إضافة إلى الأنشطة المطالبين باجراؤها طبقا لتعليمات وزارة التعليم.
ارهاق الأسر المصرية
ويؤكد أولياء الأمور، أن التقييم الأسبوعي مرهق للأسر المصرية، لأن أولياء المور مضطرون إلى مكلف ماديا، طباعته بشكل شبه يومي، في العديد من المواد، والظروف الاقتصادية لا تسمح بذلك، خاصة وأنه لا يتم السماح بتسليم الهوم وورك مكتوبا بخط الأيد، ولكن لابد من طباعته من موقع التعليم الإلكتروني، وهو ما يعني أيضا اجبارهم على الاشتراك في خدمة الإنترنت المنزلي الثابت، وعدم وجود باقات مخفضة للطلاب مثلا.
وقال الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، إن قرار التقييمات الأسبوعية والواجبات المنزلية والأداءات الصفية، يحمل مجموعة من المميزات والسلبيات، وتتمثل أبرز المميزات في ضمان وجود واجبات حقيقية يلتزم بها الطلاب، كما يلزمهم بالحضور إلى المدرسة يوميا، وأيضا إلزام المعلمين بالشرح المستمر في الحصص أثناء اليوم الدراسي. ما يقضي على ظاهرة وجود بعض الدرجات للواجبات دون وجود واجبات حقيقية.
وأضاف الخبير التربوي، أن السلبيات تتمثل في العبء المادي على أولياء الأمور، إضافة إلى لجوء البعض إلى حل الهوم وورك بأنفسهم لأبنائهم الطلاب، وهو ما لا يحقق الهدف من ورائه.
أولياء أمور مصر
اما داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، فقالت إن وزارة التعليم تحاول استعادة دور المدرسة في حياة الطلاب، وخاصة بالمرحلة الثانوية، وذلك من خلال زيادة أعمال السنة إلى 40% والتي يتم توزيعها بين الحضور والسلوك والواجبات والاختبارات الشهرية.
ولكن مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، عادت وحذرت من استغلال بعض المعلمين لأعمال السنة، في إجبار الطالب على أخد درس خصوصي لدى المدرس، أو وضع العملية بكاملها تخضع لأهوائهم.
بينما قالت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، إن أولياء الأمور يشتكون من نظام التقييمات الأسبوعية، وطالبوا بالإكتفاء بالامتحانات الشهرية فقط، لأن التقييمات الأسبوعية مرهقة للمدرسين والطلبة، كما أن المناهج كبيرة وتحتاج إلى وقت كاف للشرح في المدارس.
ولفتت إلى ان التقييم الأسبوعي يمثل ضغط وعبء على الطلاب وأولياء الأمور، وقالت إن أولياء الأمور اشتكوا من استمرار نقص المدرسين في المدارس، وأن العديد من الطلاب يدرسون 3 حصص فقط، ولذلك هناك خشية من استغلال درجات اعمال السنة في استغلال الطالب وولي أمره.
وكانت وزارة التعليم، قررت تطبيق الهوم وورك الواجب المنزلي الموحد للطلاب على الصفوف المختلفة على مستوى جميع المدارس، مع تطبيق التقييم الأسبوعي والملخصات، مع بث الواجب المنزلي والتقييم الأسبوعي والملخصات على الموقع الرسمي لوزارة التعليم على شبكة الإنترنت.
الواجبات المنزلية والتقييمات الأسبوعية
الأداءات الصفية، وهي عبارة عن تكليفات يعطيها المعلم لطلابه أثناء شرح الدرس، ويعتبر بمثابة جزء مهم من التقويم التكويني، أما الواجبات المنزلية، فهي تكليفات يأخذها الطالب لإنجازها في المنزل، وتكون بخصوص الدرس الذي شرحه، لمعرفة مدى التزام الطالب واكتشاف نقاط التميز والضعف ومعالجتها، أما التقييمات الأسبوعية، فتهدف للتأكد من مدى تحقق لوائح التعلم المتضمن في تعلم الدروس التي درسها المعلم خلال الأسبوع، ويتكون من 3 اختبارات متكافئة، ويتم توزيعها على طلاب الفصل، مع مراعاة اعتماد الطلاب على ما لديهم من معارف ومهارات.