نجمة الشموع السوداء
نجاة الصغيرة .. نافست الكبار وحفرت اسمها في قلوب العرب
لم يعرف الغناء العربي مطربة برقة نجاة الصغيرة صاحبة المشوار الفني الحافل، الذى بدأ منذ نعومة أظافرها، وسط أساطير الغناء العربي.
أبدعت نجاة في تقديم الأغاني فحفرت بعذوبتها مكانتها الفنية المميزة في قلوب وأذهان الجماهير العربية، من المحيط إلي الخليج.
ولدت نجاة الصغيرة ذات الأصول السورية، في مدينة القاهرة عام 1938، وهي ابنة الخطاط السوري الشهير محمد حسني البابا، وابن عم والدها هو الفنان أنور بابا، وأخت الفنانة الراحلة سعاد حسني.
كان بيتها ملتقى للفنانين والموسيقيين، ومنهم تعلمت الغناء والتمثيل، وهو ما جعلها تخطو خطواتها الأولى في عالم الفن وهي في الخامسة من عمرها، عندما كانت تغني في التجمعات العائلية، وعندما وصلت لسن الثامنة شاركت في أول فيلم لها بعنوان "هدية".
استمرت نجاة الصغيرة في الظهور في السينما والمسرح، إذ قدمت أعمالاً ناجحة، من خلال التعامل مع كبار المخرجين والممثلين والمؤلفين.
شعلة الشموع السوداء
من أشهر أفلامها التي قادتها إلى النجومية، فيلم "الشموع السوداء"، و"بنت البلد"، و"القاهرة في الليل، و"سبعة أيام في الجنة"، و"المصير"، و"المرأة الثانية"، و"ابنتي العزيزة".
كان للفنانة نجاة الصغيرة ظهور خاص علي الشاشة الصغيرة، من خلال المشاركة في مجموعة من المسلسلات الناجحة، منها "الملك فاروق" و"المصراوية".
كان الغناء بالنسبة لنجاة الصغيرة هو شغفها الأكبر، فقد قدمت باقة كبيرة من الأغاني الناجحة، التي جعلت اسمها يلمع إلى جانب نجوم جيلها، خصوصاً أنها جاءت في نفس الحقبة، التي كانت تعرف نجاح أصوات مهمة في مصر، مثل أم كلثوم، وفريد الأطرش، وعبد الحليم حافظ.
وبالرغم من أن بدايتها الفنية كانت من خلال إعادة غناء أغاني أم كلثوم، إلا أن الأمر لم يطل، بعد تدخل محمد عبد الوهاب، الذي تقدم بشكوى ضد والدها، الذي كان يجبرها على تأدية هذه الاغاني، كنوع من التدريب لصوتها، الشيء الذي جعلها تصدح بصوتها من خلال أعمال خاصة بها.
كبار الملحنين والمؤلفين
غنت نجاة الصغيرة بألحان كبار الملحنين، مثل زكريا أحمد ومحمد عبد الوهاب، وبليغ حمدي، ومحمد الموجي، ورياض السنباطي، وسيد مكاوي، وحلمي بكر، وكمال الطويل.
كما كتب لها كبار الشعراء في عصرها، مثل أحمد رامي وبيرم التونسي ومأمون الشناوي، ونزار قباني، هذا الأخير الذي كان من بين المهتمين بصوتها.
حصلت نجاة الصغيرة على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرتها الفنية الحافلة والغنية بالأعمال القوية الراسخة في عقول محبيها.
ومن بين هذه التكريمات، كان حصولها على وسام من الزعيم جمال عبد الناصر، ووسامين من تونس، الأول من الرئيس الحبيبة بورقيبة، والثاني من زين العابدين بن علي.
كما حصلت على وسام آخر من الدرجة الأولى من ملك الأردن، إضافة إلى جائزة "الشاعر الإماراتي سلطان بن علي العويس"، عن فئة "هؤلاء أسعدوا الناس"، وذلك بعد 4 سنوات من اعتزالها.