و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

سؤال مشروع حول مليارات مصر المنهوبة

«فتنة 25 يناير».. تشعل الحرب بين حسن هيكل وعلاء مبارك

موقع الصفحة الأولى

حدوث مشادة كلامية بين حسن هيكل وعلاء مبارك على مواقع التواصل الاجتماعي، ففي يناير من كل عام تتجدد الذكري، ويتجدد معها الخلاف بالهجوم علي الرئيس الأسبق حسني مبارك وتأييد ثورة 25 يناير التى أطاحت بنظام حكمه، أومناهضة الثورة بوصفها بـ "الموآمرة" والدفاع عن مبارك وأسرته.
الدفاع والهجوم لا يتوقف علي المصريين المؤيدين والمعارضين للثورة فقط، وإنما يمتد كذلك لمعظم الجنسيات العربية التى تري في الأحداث الجارية المصرية محورا لحركة التاريخ في المنطقة بالكامل.
ومع وقائع التراشق المستمر بين المؤيدين والمعارضين مع كل ذكري لثورة 25 يناير، تظل ثروة مبارك وأسرته لغزا محيرا وموضوعا مثيرا للجميع.


هيكل ومبارك


علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" نشبت مشادة كلامية تطورت الي حد التلاسن، بين رجل الأعمال حسن هيكل ابن الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، وعلاء مبارك ابن الرئيس الراحل محمد حسني مبارك حول ثروة الأخير.
البداية كانت مع نشر أحد الحسابات المؤيدة للرئيس الراحل تدوينة تحتوي علي فيديو للدكتور حسام بدراوي آخر أمين عام للحزب الوطني المنحل  يتحدث فيه عن الرئيس حسني مبارك قائلا: أن "الرئيس حسني مبارك قال «مستعد أموت علشان بلدي» وقال أكثر من مرة لايمكن جمال ييجي رئيس الجمهورية، وهيكل هو اللي نشر الشائعة دي واستفاد منها المفسدين اللي هدفهم إسقاط النظام" .
علاء مبارك النجل الأكبر للرئيس الأسبق تفاعل بدوره مع التغريدة والفيديو قائلا: أفاق كبير هيكل ده وأكاذيبه لا حصر لها صاحب شائعة التوريث، وهيكل الذى قال إن بالمستندات والمعلومات الموثقة والتي قرأها بنفسه إن ثروة مبارك تتراوح بين 9 و11 مليار دولار، وعندما استدعاه جهاز الكسب أنكر ولم يقدم أي مستند".
ولأن تعليق علاء مبارك جاء طعنا في الكاتب محمد حسنين هيكل، دخل حسن هيكل على نفس التويته ليرد قائلا: " سأتولى الرد مع إني بحاول أفرّق بين العام والخاص. 
وجاء رده: فيما يتعلق بالتوريث فكل حد يقدر يحكم برأيه؛ وأضاف حسن هيكل: اما فيما يتعلق بالثروة فيمكن الرقم خطأ أو مش باسمك، مع أن الجارديان قالت رقما أكبر، ولكن كيف لحد لم يعمل يوما واحدا (أيوة واحدا) في حياته عنده وديعة موثقة في سويسرا ب300 مليون دولار؟:)!!"
توالت التعليقات بين مؤيد ومعارض لكل فريق، بينما لم يعلق علاء مبارك علي استفسار حسن هيكل عن مصدر ثروته الشخصية التي تقدر رسميا بحسب ما هو معلن بـ 300 مليون دولار في بنك سويسري تم الإفراج عنها بإعلان رسمي من البنك.


ثروة آل مبارك


رغم كل ما يثار حول ثروة آل مبارك منذ الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق، لم  يحاول الورثة بوصفهم شخصيات عامة كان والدهم موظف عام بدرجة رئيس جمهورية الإعلان عن حجم ثروتهم ومصادرها من باب الشفافية وإبراء ذمة والدهم.
كانت هناك محاولة من الرئيس الأسبق مبارك، كشفت عن جزء من ثروته، وذلك من خلال الدعوى القضائية التى أقامها في مارس من عام 2017، واختصم فيها وزير العدل والنائب العام وآخرين للحصول على 61 مليون جنيه، للمطالبة بإلغاء قرار الحجز الصادر من المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة، فى 8 يناير الماضى، والذى نص على توقيع الحجز الإدارى على أسهم الرئيس الأسبق لدى شركة مصر المقاصة، والتى تقدر بنحو 61 مليون و934 ألف و173 جنيها
الدعوى التى أقامها الرئيس الأسبق، جددت في حينها نشر أقوال الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل فى تحقيقات جهاز الكسب غير المشروع، حول ثروة الرئيس الأسبق مبارك عندما قال وقتها، أنه استند فى معلوماته عن ثروة الرئيس مبارك من تقارير الاستخبارات الأمريكية ودوريات دولية منشورة عن وكالات عالمية، ومن بين تلك التقارير تقرير صادر عن اتحاد البنوك السويسرى، يشير إلى أن ثروة مبارك تقدر بنحو 512 مليون فرنك سويسرى، وهو تقرير متوافق تماما مع التقرير الصادر عن وكالة الاستخبارات الأمريكية.
وأضاف هيكل فى أقواله أمام جهاز الكسب غير المشروع وقتها، أنه بحث ودقق للوقوف على حقيقة الرقم، فتوصل إلى أن المبلغ يتراوح ما بين 9 إلى 11 مليار دولار.


ولا مليم برة مصر 


"مبارك ما عندوش ولا مليم برة مصر ولا يملك إلا فيلا شرم الشيخ"، كان هذا هو رد المحامى الراحل فريد الديب محامي أسرة مبارك، وهو ما ثبت بالدليل القاطع عدم صحته.
كان الديب يقلل من قيمة تصريحات الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل، حينما علَّق على معلومة أن أموال "مبارك" تصل إلى 70 مليار، وقال إنها تعادل ميزانية دولة.
أما المحامى محمد حمودة، فقد أكد هو الآخر على أنه لا توجد أموال لمبارك في الخارج على الإطلاق، وكل ما يمتلكه لا يزيد عن 6 ملايين جنيه وهى مودعة فى بنوك داخل مصر.
هيئة الفحص والتحقيق بجهاز الكسب كان لها كلمة أخري عندما استعجلت خبراء الكسب غير المشروع لإرسال تقاريرهم النهائية حول ثروة مبارك وأسرته سواء السائلة أو العقارية والمنقولة والأسهم والسندات بالبورصة والشركات، تمهيدًا للتصرف فيها، إما بالإحالة إلى محكمة الجنايات أو التصالح ورد ما عليه من مستحقات، مؤكدة أن الخبراء أرسلوا أكثر من 43 تقريرًا إلى الجهاز تؤكد امتلاك مبارك أكثر من 3.5 مليار جنيه فى الداخل فقط.


أسئلة مشروعة


كل هذه الحقائق أثبتت أن هناك محاولات مستمرة منذ عام 2011، لإخفاء ثروة مبارك الحقيقية وأسرته في الداخل والخارج، مع التشكيك المستمر في الأرقام المعلنة، حتى وإن كانت أرقام هيكل مبالغ فيها.
فبحسب بيانات وزارة الخزانة البريطانية، قامت السلطات في لندن بتجميد أصول وحسابات مصرفية بقيمة 85 مليون جنيه إسترليني باسم مبارك الأب وعائلته، ووفق بيانات البنك السويسري، فقد تم الإفراج عن 300 مليون دولار لصالح نجلي الرئيس الأسبق علاء وجمال، إذن المعلن فقط وفق الجهات الرسمية يؤكد بالفعل أن ورثة مبارك يملكون المليارات.
هذه المليارت تستدعي طرح الأسئلة المشروعة من قبيل من أين لهم بهذه الأموال وهم أبناء لموظف عام كان بدرجة رئيس جمهورية؟.
 

تم نسخ الرابط