أمريكا تسعي لإنقاذ إسرائيل في غزة
تحت رعاية مصر وقطر.. صفقة لوقف النار وإطلاق سراح 250 فلسطينيًا
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حكومة الحرب الإسرائيلية "الكابنيت" تناقش صفقة برعاية مصر وقطر بشأن التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لمدة 45 يومًا، بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس.
وتضمن الصفقة، التي ترعاها مصر وقطر بدعم من الولايات المتحدة، إطلاق سراح ما بين 100 - 250 أسيرًا فلسطينيًا مقابل كل أسير إسرائيلي لدى حركات المقاومة، علي أن تشمل المرحلة الأولى من الصفقة الإفراج عن 35 محتجزًا إسرائيليًا، بحسب الشروط التى وافقت عليها تل أبيب بشكل مبدئي، وتنتظر عرض المسودة على حركة حماس.
من جانبه قال الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، إن الدوحة ستنقل إطار اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين إلى حركة حماس، مؤكدًا أن بلاده دورها هو التوسط وليس ممارسة الضغوط على الأطراف فلا نفوذ لديها على أحد
اجتماع أمني
وبينما أبدي مسئولي المخابرات الإسرائيلية موافقتهم المبدئية علي الصفقة، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الصفقة تتضمن شروطا غير مقبولة لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب ما ذكرت شبكة إن بي سي الأمريكية، شارك بيل بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، في مشاورات مع رئيسي المخابرات الإسرائيلية والمصرية ورئيس الوزراء القطري لمناقشة الصفقة المرتقبة بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة.
وقالت مصادر أمنية أن المفاوضين من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، اتفقوا خلال اجتماعهم في باريس، على إطار عمل لصفقة جديدة للأسرى والمحتجزين، وأن الاتفاق سيشهد إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين والإسرائيليين المتبقين على مراحل تبدأ بالنساء والأطفال، يرافقه توقف تدريجي للقتال وتوصيل المساعدات إلى غزة، إلى جانب تبادل الأسرى الفلسطينيين.
الجيش مع التهدئة
وفي موقف لافت، نقلت تقارير صحفية عبرية، عن مصادر داخل جيش الاحتلال الاسرائيلي تفيد بأن الجيش يؤيد التهدئة في قطاع غزة لفترة ليست قصيرة، لالتقاط انفاسه..
وأكدت أن الجيش يؤيد هذا الأمر بل يدعو إليه حيث يحتاج لهذه التهدئة والاستراحة من أجل نقل قوات من الجنوب إلى الشمال وبالعكس، وإخراج قوات إسرائيلية من قطاع غزة إلى القواعد الإسرائيلية داخل الخط الأخضر بالاراضي المحتلة، وكذلك من أجل تسريح أعداد إضافية من جنود الاحتياط واستبدالها بقوات أخرى، لتقليل الضغط علي الاقتصاد.
بعدها بساعات أفادت هيئة البث العبرية بأن الجيش يسحب لواء كرياتي من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
إلحاح من واشنطن
وتأتى الصفقة بإلحاح من الإدارة الأمريكية لإنقاذ اسرائيل من مستنقع غزة، حيث أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن، اتصالين هاتفيين منفصلين، بكل من الرئيس عبدالفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفق ما أعلن البيت الأبيض، وذلك لبحث التطورات في غزّة، ووقف إطلاق النار وإتمام صفقة لتبادل الأسرى.
. وذكر البيت الأبيض أن بايدن والسيسي شددا على بذل كل الجهود للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إطلاق سراح جميع الأسرى لدى حماس مع وقف إنساني طويل الأمد للقتال وضمان وصول المساعدات الي غزة.
وخلال الاتصال، ناقش الطرفان مجريات العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع لليوم 113، إضافة إلى بحثهما تكثيف الجهود لزيادة إيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة.
واتفقت كل من واشنطن والقاهرة والدوحة على مواصلة التنسيق بينها في هذه الملفات وتهيئة الظروف لسلام دائم ومستدام في الشرق الأوسط، على حدّ تعبير البيت الأبيض، إضافة إلى إقامة دولة فلسطينية.
وفي تطور جديد للموقف البريطاني، قال وزير الخارجية دايفيد كاميرون، إن إسرائيل مسؤولة عما يحدث في غزة وعليها تجنب تفاقم الكارثة الإنسانية.
وأشار كاميرون إلى أن إسرائيل تدرس مقترح بلاده لفتح ميناء أسدود، بهدف دخول المساعدات إلى القطاع، مؤكداً أن الأمر سيتطلب الكثير من الضغط، داعيا الي وقف القتال في غزة من أجل إطلاق سراح الأسرى.