و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

القاسمي ابن مصر

الشيخ سلطان .. قصة فدائي فجر معسكر الانجليز أيام العدوان الثلاثي 🇦🇪 🇪🇬

الشيخ سلطان القاسمي
الشيخ سلطان القاسمي

الإسم: سلطان بن محمد بن صقر القاسمي
تاريخ الميلاد: 2 يوليو 1939
المؤهل : بكالوريوس الزراعة من جامعة القاهرة والدكتوراة في التاريخ من جامعة إكستر 
الوظيفة: حاكم إمارة الشارقة
في مثل هذا اليوم “25 يناير” من عام 1972، تولي الشيخ سلطان القاسمي مسئولية الحكم في إمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، ليصبح الحاكم الثامن عشر من أسرة القواسم للإمارة التي يعود حكم أسرته لها لعام 1600، حيث كانت واحدة من أقدم القبائل العربية التى حمت التجارة بالخليج العربي، وتصدت للغزو الخارجي.
يحفظ المصريون مواقف نبيلة للشيخ القاسمي، لا تنتهي بموقفه بعد حريق المجمع العلمي في القاهرة عام 2011، عندما أتت النيران على كنوزه، فسارع القاسمي بالإعلان عن احتواء مكتبته الخاصة علي العديد من المخطوطات الأصلية التي طالها الحريق في تلك الأحداث المؤسفة، ومنها كتاب "وصف مصر"، وإصدارات وخرائط نادرة سيقدمها هدية محبة لمصر وشعبها. 
كما تكفل بترميم المجمع العلمي ودار الكتب المصرية والمتحف الإسلامي بباب الخلق، حفاظا علي تاريخ مصر.
دعم القاسمي لمصر لم يكن حديث عهد، وإنما يضرب بجذورة في التاريخ، فقد شارك في عام 1956، في تفجير معسكر للإنجليز بالشارقة، برفقة عدد من الفدائين، ردا علي العدوان الثلاثي علي مصر.

 

 


حديث الذاكرة


لم تغب مصر عن كتب حاكم الشارقة، "حديث الذاكرة" و"سرد الذات"، بداية من مشاعره حينما علم بالعدوان الثلاثي على مصر في عام 1956، وما صنعه حينها وهو في هذا العمر المبكر وبعدها زيارته للقاهرة في عام 1965 من أجل الالتحاق بكلية الزراعة، وتفاصيل الطالب الذي آثر الزراعة على الطب وغيرها من كليات القمة، والمحطة المفصلية في عام النكسة.
ويروي القاسمي، إنه طلب التطوع للقتال في صفوف الجيش المصري عقب نكسة عام 1967، ولكن طلبه قوبل بالرفض، مشيرا الي إنه حاول مع عدد من زملائه خلال دراسته بكلية الزراعة، الالتحاق بالجيش المصري، وعندما تم رفضهم وقف أمام المعسكر باكياً ثم قال لهم إنه مستعد لمعاونة الجيش في نقل الجنود، حيث يستطيع قيادة مركبة عسكرية أو يقوم بأي أعمال تساعد الجنود في مهامهم.
كان القاسمي مصمماً حينها على الالتحاق بالجيش المصري، حيث ذهب مرة أخرى للمنطقة العسكرية التي توجه إليها من قبل، وطلب من المسؤولين هناك قبول انضمامه للجيش، وجلس على الأرض حتى يخرج له أي مسؤول عسكري يقابله..
ويلخص الشيخ سلطان القاسمي كل مواقفه الداعمة لمصر بكلمته الشهيرة: " مصر أمدّتني بالثقافة التي كان لها الأثر الكبير بحياتي، والتي انعكست بدورها على بلدي."


عاش هنا


سلطان القاسمي ليس الوحيد من بين الحكام العرب الذي تلقي تعليمه في القاهرة، غير أنه أكثرهم ولعا بمصر وحبا للمصريين، وهو ما دعا وزارة الثقافة إلي اعتباره واحدا من الشخصيات التاريخية والثقافية المصرية التي احتفي بهم مشروع "عاش هنا".
ففي لمسة وفاء نادرة، أدرجت الحكومة، محل الإقامة السابق للشيخ القاسمي، أثناء دراسته في القاهرة، ضمن مشروعها الرائد "عاش هنا" الذي يحتفي بأهم الشخصيات التاريخية والثقافية، وأسهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في البلاد، فكانت اللافتة علي العقار رقم 7 أ شارع أبي إمامة بالدقي، الجيزة.
يأتي هذا التكريم تقديراً لدوره المتفرد بوصفه شاعرا وأديبا ومسرحيا، في دعم كافة المبادرات العلمية والثقافية والإنسانية على الصعيدين المادي والمعنوي في مصر.

جامعة القاهرة


ولد الشيخ سلطان عام 1939، وهو الابن الثالث للشيخ محمد بن صقر القاسمي، وتلقى تعليمه الإبتدائي والثانوي متنقلًا بين الشارقة والكويت، ثم توجه إلى مصر لإكمال تعليمه الجامعي حيث نال شهادة البكالوريوس من كلية الزراعة بجامعة القاهرة.
أكمل تعليمه العالي في جامعة إكستر في المملكة المتحدة وحصل منها في عام 1985على شهادة الدكتوراه في التاريخ، وفي عام 1999 التحق بجامعة درم في المملكة المتحدة وتخرج منها حاملًا شهادة دكتوراه في الجغرافية السياسية للخليج عن أطروحة بعنوان صراع القوى والتجارة في الخليج خلال الفترة من سنة 1620 وحتى سنة 1820.

 

مدرس الرياضيات


عمل الشيخ سلطان لمدة عامين منذ فبراير عام 1961 وإلى سبتمبر 1963 كمدرس لمادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات بالمدرسة الصناعية بالشارقة، ثم تسلم رئاسة البلدية عام 1965، وبعد عودته إلى الشارقة بعد إتمامه دراسته الجامعية عام 1971 تسلم إدارة مكتب الحاكم بإمارة الشارقة.
وبعد أيام قليلة من قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971، تشكًّل مجلس الوزراء وعين الشيخ سلطان القاسمي وزيراً للتربية والتعليم.
شهدت إمارة الشارقة منذ توليه مقاليد الحكم تطوراً ملحوظاً وازدهاراً كبيراً، حيث أولى اهتماماً كبيراً لإحداث نهضة تنموية فاعلة وسريعة، كما قاد مسيرة التطورات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في الإمارة، وبذل جهوداً كبيرة لدعم التفاعل والحوار الثقافي بين شعوب العالم في مجالات العلم والمعرفة والثقافة والاجتماع والتاريخ والسياحة والعمل الإنساني، ويعد أحد أبرز المهتمين بالعلم والبحث العلمي والثقافة العربية والاسلامية.
 

تم نسخ الرابط