الأولى و الأخيرة

100 عام من العلاقات

مصر والبرازيل.. دبلوماسية الجنوب تقود التحالف بين العملاقين

موقع الصفحة الأولى

تدخل العلاقات المصرية البرازيلية مرحلة جديدة من التعاون، مع زيارة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إلى القاهرة، ولقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي خاصة في ظل احتفال البلدان بمرور 100 عام على بدء العلاقات بينهما.

وكان الرئيس البرازيلي وصل إلى مطار القاهرة الدولي صباح الأربعاء، في زيارة رسمية، يلتقي خلالها مع الرئيس السيسي وعدد من المسئولين، كما يزور مقر جامعة الدول العربية، وذلك ضمن جولة إفريقية تشمل إثيوبيا أيضا، يستهدف من خلالها توسيع التحالفات بين البرازيل ودول الجنوب.

شراكة تجارية

والبرازيل أكبر شريك تجاري لمصر في أمريكا اللاتينية، بينما تحتل مصر المرتبة الثالثة كأكبر شريك تجاري للبرازيل في أفريقيا، وبلغ حجم الميزان التجاري بين البلدين 2.4 مليار دولار خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2023، بعدما سجلت الصادرات البرازيلية إلى مصر حوالي 1.89 مليار دولار، في حين صدرت القاهرة إلى برازيليا حوالي 440 مليون دولار، وتعد البرازيل بوابة المنتجات المصرية إلى أمريكا الجنوبية، كما أن مصر ثاني أكبر مستورد للحوم البرازيلية عالميا، كما أن مصر تمثل بوابة المنتجات البرازيلية إلى السوق الأفريقي والشرق الأوسط.

وينتظر تشغيل خط الطيران المباشرة القاهرة - ساو باولو، ضمن احتفالات مرور 100 عام على العلاقات بين البلدين، لزيادة وتعزيز الاتصال وتيسير حركة انتقال الشخاص والتجارة.

العلاقات المصرية البرازيلية 

وشهدت العلاقات الاقتصادية المصرية البرازيلية نموا متسارعا، منذ عام 2017، بعد دخول اتفاقية مصر مع دول تجمع الميركسور حيز النفاذ، والذي يضم مع البرازيل، دول الأرجنتين و الأورجواي والأورجواي، ما ساهم في  إعفاء الكثير من المنتجات المصرية من الرسوم الجمركية عند دخولها إلى السوق البرازيلي.

كما تمكنت شركات مصرية عدة، عاملة فى مجال الرخام و الأدوات الطبية للجراحة و التمريض، من الدخول بمنتجاتها إلى أسواق بعض دول القارة الجنوبية، مثل شيلى وكولومبيا وكوستاريكا، عبر المشاركة فى المعارض الدولية المتخصصة المقامة في البرازيل.

وأهم صادرات البرازيل إلى مصر هي الذرة وخامات الحديد وسكر القصب وفول الصويا والدواجن والفلفل والأدوية والبن والتبغ والثلاجات وورق الطباعة.

أما أهم الصادرات المصرية إلى البرازيل، فهي الأسمدة الفوسفاتية، وحديد التسليح والخضروات المحفوظة واليوريا والبوتاسيوم والخزف الزجاجي وشمع البرافين.  

تاريخ العلاقات بين مصر والبرازيل

والعلاقات المصرية البرازيلية قديمة، وتعود إلى القرن الثامن عشر، فترة حكم الخديوي إسماعيل، مع زيارة الملك دوم بدرو الثاني، في أول زيارة رسمية بين البلدين عام 1871، مع والده الملك بدرو الأول، وصاحبهما وفد رفيع المستوى لدراسة مشروعات التحديث والعمران المصرية في تلك الفترة، والاستفادة من التجربة ونقلها إلى قارة أمريكا اللاتينية.

ثم كانت الزيارة الثانية للملك بدرو الثاني، عام 1876، والتي أهداه فيها الخديوي بعض الأثار المصرية، ليتم وضعها في المتحف الوطني البرازيلي بالعاصمة السابقة ريو دي جانيرو، وأنشئ ذلك المتحف بناء على فكرة الملك بدرو لمصر، والتي خطرت له بعد لقائه مع العالم الأثري ميريت باشا، والذي قدم للملك فكرة انشاء المتحف المصري في ميدان التحرير وأعجب الملك البرازيلي بالفكرة ويقرر انشاء المتحف الوطني في ريو دي جانيرو على غرار المتحف المصري، ومازالت الأثار المصرية موجودة في المتحف الوطني البرازيلي، شاهدة على تاريخ العلاقات بين البلدين.

مواقف مشهودة

وللبرازيل العديد من المواقف المشهود لها مع مصر، ومنها وقت العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وكانت البرازيل من أوائل الدول التي نددت بالعدوان وطالبت بانسحاب كافة القوات الأجنبية من الأراضي المصرية، كما طالب مندوبها في الأمم المتحدة باحترام السيادة المصرية، كما صوتت لصالح مصر في اجتماع الأمم المتحدة المخصص لمناقشة العدوان الثلاثي  

وفي 14 ديسمبر 1956، طرحت البرازيل مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتطهير قناة السويس، كما أدت دورا قياديا في تطهير القناة.

وحديثا، تشهد العلاقات المصرية البرازيلية زخما كبيرا وتطورا متسارعا، في ظل الاتفاقات التجارية الموقعة بين القاهرة والدول اللاتينية، وخاصة اتفاق التجارة الحرة مع الميركوسور عام 2010، والذي دخل حيز التنفيذ عام 2017، حيث منحت الاتفاقية 47% من الصادرات المصرية لدول المجموعة إعفاء من الرسوم الجمركية، لتفتح الأسواق اللاتينية أبوابها أمام المنتجات المصرية، إضافة إلى خفض تكلفة الواردات المصرية وعلى رأسها اللحوم وزيت الصويا.

وينتظر أن يعطي انضمام مصر رسميا إلى تجمع دول البريكس مع بداية العام الجاري 2024، زخما جديدا للعلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع البرازيل.

تم نسخ الرابط