الأولى و الأخيرة

لا تخلو من اللهو المباح

احتفالات المسلمين الأوائل بعيد الفطر بمكة المكرمة والمدينة المنورة

موقع الصفحة الأولى

رغم ان العرب عرفوا مظاهر الاحتفالات بالأعياد قبل ظهور الإسلام، إلا أن مفاهيم المسلمين تغيرت تماما نحو اللهو واللعب خلال الاحتفالات، بما يتناسب مع الشرع واحكام الدين الإسلامي التي تنزه المسلمين عن مظاهر الشرك فضلا عن الوقوع في المحرمات.
كان العرب يشربون الخمر في الاحتفال باعيادهم القديمة وهو ما حرمه الإسلام، كما ألغى الإسلام بعض الأعياد الجاهلية، وأجاز اللهو المباح، وجعل له ضوابط، تراعى العادات والتقاليد والأعراف، فتغيرت أفكار العرب الذين أسلموا، ودخلوا في دين الله افواجا. 


عيد الفطر والأضحى


احتفل المسلمون ومنذ صدر الإسلام وحتى الآن بالعيدين عيد الفطر وعيد الأضحى. وكانت مظاهر الاحتفالات فى مكة والمدينة تظهر فى لبس أجمل الثياب، ورفع الصوت بالذكر والتهليل والتسبيح والتكبير والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر الفاكهى ما كان يفعله أهل مكة من احتفالات فى عيد الأضحى وأيام الحج تحت عنوان ذكر التكبير بمكة فى أيام العشر، وما جاء فيه والتكبير ليلة الفطر وتفسير ذلك. 
وذكر أن الناس كانوا يكبرون الله فى الطرقات والأسواق وبمنى، كما ذكر الإمام البخارى في باب: التكبير أيام منى، أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان يكبر فى قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى من التكبير. 
وكان احتفال المسلمين بعيد الفطر بتوزيع الأطعمة والهدايا، وفى عيد الأضحى بذبح الأضاحى تقربا لرب العالمين، وابتهاجًا بقدوم العيد.

المسلمون فى المدينة

وبحسب صحيح البخارى، احتفل المسلمون بالمدينة فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقامة بعض الألعاب، والحفلات الغنائية المباحة، وتجملوا وذبحوا الذبائح.
أخرج البخارى حديث عن عائشة رضى الله عنها، قالت: دخل على النبى صلى الله عليه وسلم وعندى جاريتان تغنيان بغناء بُعاث، فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرنى وقال: أمزمار الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأقبل عليه صلى الله عليه وسلم فقال: دعهما. فلما غفل غمزتهما فخرجتا. فكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب. 
فإما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإما قال: تشتهين تنظرين؟ فقلت: نعم. فأقامنى وراءه، خدّى على خدّه وهو يقول: دونكم يا بنى أرفدة. حتى إذا مللت قال: حسبك؟ قلت: نعم، قال: فاذهبى
بينما كان المسلمون فى جميع الأمصار الإسلامية بعد الفتوحات، يقيمون احتفالات كبيرة فى عيدى الفطر والأضحى، حيث كانوا يتزينون فى أعيادهم بأحسن الثياب، ويتسابق فرسانهم فى هذه الأعياد على الخيل.
واحتفل أهل الذمة بأعيادهم فى جو من الحرية والتسامح، وكان المسلمون يشاركونهم فى أعيادهم خاصة النصارى منهم، فقد كانت هذه الأعياد فرصة طيبة لنزهة المسلمين، وخاصة أن الأديرة كانت تحفل بالحدائق الغَنَّاء، والبساتين اليانعة.
وكان أبرز ما يميز الأعياد مواكب الخلفاء والولاة، وكانت المواكب معروفة عند ملوك العرب فى العصر الجاهلي، فلما ظهر الإسلام كان الخلفاء الراشدون يمشون بين الناس كسائر المسلمين، لا حرس أمامهم، ولا حاجب خلفهم، وأول من اتخذ المواكب ولاة الأمصار تقليدًا لحكام الروم والفرس حتى لا يشعر الأهالى بأنه تغير شيء مما اعتادوه من أبهة، وأقام معاوية حرسًا يرفعون الحراب بين يديه، أو يقفون بالسيوف عند المقصورة التى يصلى فيها خوفًا من الاغتيال، واقتدى به ولاته، فاتخذ زياد بن أبيه فى العراق رجالًا يمشون بين يديه بالأعمدة أو الحراب، ثم أصبح المسير بالحربة تقليدًا.

تم نسخ الرابط