الأولى و الأخيرة

حرب السوشيال ميديا

شركة ميتا تحارب منشورات الـ«صهيونية» على فيسبوك وانستجرام ❌

فيسبوك
فيسبوك

حذرت شركة ميتا من استخدام بعد الكلمات على منشورات فيسبوك وإنستجرام، كا تبحث الشركة عن ما إذا كانت ستزيل بعض منشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تحتوي على عبارة "صهيونية" بقوة أكبر لمواجهة موجة معاداة السامية عبر الإنترنت، ما يؤدي إلى صدام محتمل حول الرقابة خلال الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، وفقا لأشخاص على دراية بالمداولات الخاصة والتوجيه الداخلي الذي اطّلعت عليه صحيفة واشنطن بوست.   

تسببت أحداث السابع من أكتوبر في اشتعال معركة حامية على منصات التواصل الاجتماعي، حول التضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وحرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير، ودخلت مواقع السوشيال ميديا بثقلها في تلك المعركة، وأصبحت كلمات مثل فلسطين، إسرائيل، المقاومة، طوفان الأقصى، حماس، القدس، أبو عبيدة، محظورة على منشورات فيسبوك وانستجرام، وتعرض صاحبها إلى اجراءات عقابية تصل إلى حد تعطيل الحساب أو حذفه نهائيا.

شركة ميتا

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن شركة ميتا أخبرت بعض جماعات المجتمع المدني بالتفكير في توسيع كيفية فرض حظر خطاب الكراهية ليشمل المزيد من استخدامات المصطلح، خاصة عندما قد يبدو كبديل بغيض عن "اليهود" أو "الإسرائيليين"

وقال جوناثان جرينبلات، الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير، إنه لم يتم استشارته بشأن التغييرات المحتملة في سياسة شركة ميتا، وسواء كان الجاني مناهضا للصهيونية أو قوميا أبيض، غالبا ما يستخدم مصطلح "صهيوني" كمرادف قبيح ل "يهودي".  

الحرب الاسرائيلية علي غزة

وحذرت واشنطن بوست من ارتفاع وتيرة ما يسمى بمعاداة السامية على منصات التواصل الاجتماعي في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، ثم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في صراع دموي أودى بحياة عشرات الآلاف وشرد الغالبية العظمى من السكان.

وقال جرينبلات: "المشاركات المعادية للسامية، تستدعي مباشرة عبارة "صهيونية" أو "صهيونية" بطريقة ليست مجرد ازدرائية ولكن معادية للسامية وتهديدية ومخزية".  

ناقوس خطر

وفي الوقت الذي قد تلقى خطوة شركة ميتا تأييد الجماعات اليهودية، التي تتهم الشركة منذ فترة طويلة بالبطء في معالجة معاداة السامية، إلا أنها تدق ناقوس الخطر بين نشطاء الحقوق الرقمية والجماعات المؤيدة للفلسطينيين، الذين يقولون إن هذه الخطوة من شأنها أن تخنق الانتقادات السياسية المشروعة للحكومة الإسرائيلية وقواتها المسلحة والصهيونية خلال حرب كارثية.    

اسرائيل 

ويقول نديم ناشف، المؤسس المشارك لمجموعة الحقوق الرقمية المؤيدة للفلسطينيين 7amleh: "في رأيي، هذا منحدر زلق، فمن هناك، يمكنك إزالة الكثير من المحتوى الذي ينتقد إسرائيل والصهيونية التي تعد جزءا من المناقشة السياسية المشروعة."  

وقالت المتحدثة باسم ميتا إيرين ماكبيك في بيان إن الشركة لا تسمح للمستخدمين بمهاجمة الأشخاص على أساس الدين أو الجنسية، ولكن الشركة تحتاج إلى فهم كيف "يستخدم الناس اللغة للإشارة إلى تلك الخصائص".  

وأضافت ماكبايك: "في حين أن مصطلح "الصهيوني" غالبا ما يشير إلى أيديولوجية الشخص، وهي ليست سمة محمية، إلا أنه يمكن استخدامه أيضا للإشارة إلى الشعب اليهودي أو الإسرائيلي، وبالنظر إلى الزيادة في الخطاب العام المستقطب بسبب الأحداث في الشرق الأوسط، نعتقد أنه من المهم تقييم إرشاداتنا لمراجعة المشاركات التي تستخدم مصطلح الصهيونية".

حذف المنشورات والمشاركات

وبموجب القواعد الحالية، تحظر شركة ميتا مهاجمة الأشخاص على أساس العرق أو الدين أو الجنسية أو التوجه الجنسي، كما قد تزيل الشركة أيضا المشاركات التي تنشر "القوالب النمطية الضارة" أو تلعن أو تجرد مجموعات من الناس من إنسانيتهم بشكل عام.  

وتعتبر شركة ميتا معظم المحتوى الذي يناقش الأيديولوجيات السياسية أو الحكومات أو المؤسسات "لعبة عادلة"، حسبما تؤد صحيفة واشنطن بوست، ومع ذلك، فإنه ستزال بعض المنشورات التي تنتقد الصهيونية، عندما تجد أن المصطلح يستخدم كمرادف بغيض للشعب اليهودي أو الإسرائيلي.

وعلى سبيل المثال، ووفقا للتوجيهات الداخلية، فتزيل شركة ميتا حاليا منشورات مثل: "هذه المدينة مليئة باليهود. أكره هؤلاء الصهاينة." "الصهاينة هم مجموعة من الفئران." و"اقتل الصهاينة."  

وهناك عبارات افتراضية أخرى قيد التقييم، مثل: "الصهاينة مجرمو حرب، فقط انظر إلى ما يحدث في غزة". "أنا لا أحب الصهاينة." و"لم يسمح للصهاينة في اجتماع الليلة لجمعية الطلاب التقدميين."

وبموجب السياسة الحالية، قد تتم إزالة هذه المنشورات إذا أشارت إلى "اليهود" أو "الإسرائيليين"، بدلا من "الصهاينة". 

وتاريخيا، تفضل شركة ميتا في كثير من الأحيان اتباع نهج عدم التدخل في الإشراف على المحتوى على الرغم من مناشدات جماعات الدعوة المدنية.

زوكربيرج وإنكار الهولوكوست

وكان الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرج، دافع عن حق المستخدمين في نشر إنكار الهولوكوست عبر الإنترنت في عام 2018، بعد عام من تجمع قاتل للنازيين الجدد في شارلوتسفيل، ولكن ميتا غيرت سياستها في عام 2020 بعد سنوات من الانتقادات من الجماعات اليهودية.    

وفي الوقت نفسه، تجادل الجماعات المؤيدة للفلسطينيين منذ فترة طويلة بأن ميتا وشركات التكنولوجيا الأخرى فشلت في حمايتها من خطاب الكراهية مع قمع الانتقادات المشروعة للسياسة الإسرائيلية.

وسجلت حشود من المؤيدين الفلسطينيين، شكواها من أن ميتا كانت تقمع عدد المشاهدات وإعجابات الفيديو على فيسبوك وإنستجرام أثناء تعليقهم على أحداث العنف في المنطقة.  

ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يؤثر فيها خلل في المحتوى في المنطقة، فخلال حرب استمرت أسبوعين على قطاع غزة في عام 2021، اقتحمت الشرطة الصهيونية المسجد الأقصى، وهو موقع مسلم مقدس في القدس، ما دفع حركة حماس إلى إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة.

تقييد المحتويات على انستجرام

ولكن قوات الاحتلال ردت إسرائيل بحملة قصف أسفرت عن استشهاد أكثر من 200 فلسطيني، ووقتها تم تقييد المحتويات على منصة إنستجرام التي تحتوي على الهاشتاج #AlAqsa ، ولكن شركة ميتا ألقت باللوم في البداية على خلل في نشر البرامج الآلي.  

ولكن مراجعة خارجية كشفت عن أن هاشتاج #الأقصى أضيف عن طريق الخطأ إلى قائمة المصطلحات المرتبطة بالإرهاب من قبل مقاول ثالث، ولفت التقرير إلى أن أنظمة ميتا، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، من المرجح أن تشير إلى المحتوى العربي على أنه مرتبط بجماعات إرهابية.  

تم نسخ الرابط