ثورة المسلمين ضد باريس:
الأزهر: الإساءة للمسيح تطرف وهمجية طائشة.. وروسيا تصفها بالإلحاد
تتواصل الانتقادات لحفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس، والذي وصفه نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف بالمثير للشفقة، مطالبا الجماهير حول العالم بإطفاء أجهزة التلفزيون وعدم متابعة عروضه المخجلة على الإنترنت لأنها تثير الاشمئزاز.
وقال مدفيديف في تصريحات صحفية "إن فرنسا، تحت قيادة الرئيس إيمانويل ماكرون، انحطت إلى مستوى الفتاة الرخيصة التي تتدلع تحت صراخ حشد مجنون ملحد.
ومن جانبه أعلن نائب رئيس وزراء سلوفاكيا توماس تارابا على منصة "فيسبوك" يوم الأحد/ 28 يوليو 2024/ "كان من المفترض أن أمثل سلوفاكيا في الحفل الختامي، ولكن هذه الألعاب الأولمبية، ستظل إلى الأبد رمزا للانحطاط مثيرا للاشمئزاز في العالم الطبيعي، وإساءة إلى جمال الرياضة. لذلك قررت عدم المشاركة في الحفل الختامي".
وقد تعرض حفل الافتتاح لانتقادات شديدة ووصف بأنه يهين الديانة المسيحية بسبب تجسيد لوحة العشاء الأخير، لليوناردو دافينشي من قبل مجموعة من الفنانين المتحولين جنسيا، وكذلك ظهور المغني فيليبي كاترين في العشاء الأخير عاريا وهو يجسد الرب الإغريقي ديونيسيوس.
ومن جانبه دان الأزهر الشَّريف هذه المشاهد، التي تُصَوِّرُ السَّيِّدَ المسيح عليه السَّلام في صورة مُسيئة لشخصِه الكريم، ولمقام النُّبوَّةِ الرَّفيع، وبأسلوبٍ همجيٍّ طائشٍ، لا يحترم مشاعرَ المؤمنينَ بالأديان، وبالأخلاق والقِيَمِ الإنسانيَّة الرفيعة.
وأكد الأزهر في بيان له عبر صفحته على فيسبوك رفضه الدائم لمحاولات المساس بأيِّ نبيٍّ من أنبياءِ الله، فالأنبياء والرُّسُل هُم صفوة خلق الله، اجتباهم وفضَّلَهم على سائرِ خلقِه ليحملوا رسالة الخير للعالمين، ويُؤمن الأزهر ومِن خلفِه ما يَقرُب من ملياري مُسلم بأنَّ عيسى عليه السلام هو رسول الله ﴿وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾ [النِّساء: 171]، وسَمَّاه الله في القرآن الكريم: ﴿وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ [آل عمران: 45]، وَعَدَّهُ مِن أُولي العَزم من الرُّسُل، ويُؤمن المسلمون بأنَّ الإساءة إليه عليه السلام أو إلى أيِّ نبيٍّ من إخوانِه عليهم السَّلام؛ عارٌ على مُرتكبي هذه الإساءة الشَّنيعة ومن يَقبلونها.
الأزهر يحذر من تطبيع الإساءة بالدين
وحذِّر الأزهر العالَم من خطورةِ استغلالِ المناسبات العالميَّة لتطبيع الإساءة للدِّين، وترويج الأمراض المجتمعيَّة الهدَّامة والمخزية كالشذوذ والتحول الجنسي، ويُنادي بضرورة الاتِّحاد للتَّصدِّي في وجْه هذا التيَّار المنحرف المتدنِّي، الذي يستهدف إقصاء الدِّين، وتأليه الشَّهوات الجنسيَّة الهابطة التي تنشر الأمراض الصِّحيَّة والأخلاقيَّة، وتفرض نمط حياة حيوانيَّة تُنافي الفطرة الإنسانيَّة السَّليمة، وتستميت في تطبيعِه وفرضه على المجتمعاتِ بكلِّ السُّبُل والوسائل الممكنة وغير الممكنة.
وفي سياق متصل دعا عضو الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ حسين غبريس، فرنسا بـالعودة عن هذا الخطأ الفادح والكبير الذي حصل في افتتاحية الالعاب الأولمبية بحق الديانة المسيحية، معربا عن أسفه بتحول مثل هذه المناسبات الرياضية إلى مكان لدس السم بالعسل.
وأشار غبريس في حديث إذاعي أن هذه ليست المرة الأولى التي تنحاز فيها فرنسا بصورة فاضحة لصالح مواجهة الديانات المختلفة كما حدث من قبل بالإساءة للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) من خلال الرسومات الكاريكاتيرية، واليوم يتم التعرض للديانة المسيحية وهو أمر غير مقبول ونحن نحترم من يعتنقها.
وتسأل الشيخ غبريس في حديثه لإذاعة "سبوتنيك" الروسية: "لا أدري كيف يمكن أن يسكت العالم عما حصل من فضيحة مزلزلة خلال أولمبياد باريس من مهزلة وإساءة إلى الأديان"، مناشداً كل "الغيارى والأحرار في العالم بالقيام بحملة عارمة حول ما حصل، لأن ما جرى معيب وغير مقبول ويجب على كل الأصوات التي تحرص على الإنسانية والدين أن يهبوا لرفض ذلك والمطالبة بالكشف عمن يقوم بهذا الأمر"، معتبراً أن "هناك جهات معينة تحرك هذه الملفات من حين لآخر".
وكانت الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية قد أصدرت بيانا تستنكر فيه العروض المهينة للمسيحيين بعد الجدل الواسع الذي اثارته عروض حفل افتتاح باريس والتي تصور السيد المسيح عاريا مع متحولين جنسيا.