الأولى و الأخيرة

أول انتصار عسكرى

غزوة بدر الكبرى .. أعظم أحداث التاريخ الإسلامى فى رمضان

موقع الصفحة الأولى

في صبيحة يوم الاثنين السابع عشر من رمضان فى السنة الثانية من الهجرة، كانت غزوة بدر الكبرى، اعظم انتصارات المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، على المشركين وحجافل الكفر فى قريش.
كانت أرض بدر هى ميدان المعركة الفاصلة بوصفها محطة لمرور القوافل المتجهة إلى الشام والعائدة إلى مكة، وكانت تمثل سوقا من أسواق العرب المشهورة ساعدها في ذلك موقعها الجغرافي بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء.
بعد الإذن بالجهاد للمسلمين في المدينة المنورة، بلغ المسلمون تحرك قافلة كبيرة تحمل أموالا عظيمة لقريش عائدة من الشام بقيادة أبي سفيان، صخر بن حرب، فأمر النبى أصحابه للخروج، ولم يكن خروج المسلمين بكامل طاقتهم العسكرية في معركة بدر، ففقد خرجوا لأخذ القافلة، ولم يكن في حسبانهم مواجهة جيش قريش.

أعظم أحداث التاريخ


فى غزوة بدر، أعظم أحداث التاريخ الإسلامى، خرج من المسلمين نحو ثلاثمائة رجلا، وسبعون بعيرا يتعاقبون على ركوبها، وعلم أبو سفيان بخروج المسلمين لأخذ القافلة، فسلك بها طريق الساحل، وأرسل لاستنفار أهل مكة، فاستعدت قريش للخروج دفاعا عن قافلتها، وحشدت كل طاقتها، فقد رأت قريش في ذلك تهديدا صريحا لاقتصادها وتجارتها وامتهانا لكرامتها وسط العرب، وبلغ عددهم نحوا من ألف مقاتل.
اختلف المشركون بعد نجاة القافلة، إلا أن أبي جهل أصر على القتال لتأديب المسلمين، وتأمين طرق التجارة، وإعلام العرب بقوة قريش وهيبتها. 
ولما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم نجاة القافلة، وإصرار قريش على القتال شاور أصحابه من المهاجرين والأنصار، الذين قرروا القتال خلف رسول الله.
وصل المسلمون إلى بدر قبل المشركين، وأشار الحباب بن المنذر رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل ماء بدر خلفه، فقبل النبي صلى الله عليه وسلم مشورته وأخذ برأيه. 
في صبيحة يوم بدر جعل صلى الله عليه وسلم جيشه في صفوف للقتال، وبقي النبى في عريش لإدارة المعركة، وجعل صلى الله عليه وسلم يكثر من دعاء ربه، حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر، وقال: يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك؛ فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عز وجل: إذ تستغيثون ربكم فٱستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين "سورة الأنفال".
وبدأت معركة بدر بتقدم عتبة بن ربيعة، وتبعه ابنه الوليد، وأخوه شيبة طالبين المبارزة، فخرج لهم شباب من الأنصار، فرفضوا مبارزتهم طالبين مبارزة بني عمومتهم من المهاجرين، فأمر النبى، علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم، فقتل حمزة عتبة، وقتل علي شيبة، وأثخن عبيدة والوليد كل واحد منهما صاحبه، ثم مال علي وحمزة على الوليد فقتلاه، وحملا عبيدة، وتأثرت قريش بنتيجة المبارزة، وبدأ الهجوم.

أول انتصار عسكرى 

ثم التقى الجيشان، وبعد المواجهة قتل من المشركين سبعون رجلا، منهم الذين ببن صلى الله عليه وسلم مصارعهم من أهل بدر بأسمائهم قبل المعركة، ما أخطأ أحد منهم الموضع الذي حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من بين القتلى عدد من زعماء قريش، منهم: أبو جهل، عمرو بن هشام، قتله معاذ بن عمرو ابن الجموح، ومعاذ بن عفراء وهما غلامان، وأجهز عليه عبد الله بن مسعود، وأمية بن خلف وإبنه، قتلا على يد بلال بن رباح. 
وفر بقية المشركين، تاركين وراءهم غنائم كثيرة في أرض المعركة، ودفن صلى الله عليه وسلم شهداء المسلمين، وهم أربعة عشر شهيدا.
كان الانتصار العسكرى للمسلمين فى غزوة بدر ، الأول من نوعه كما كان فاتحة جديدة عززت من مكانتهم بين قبائل الجزيرة العربية، وارتفع نجم الإسلام فيها، وازدادت ثقة المسلمين بالله تعالى وبرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. 
ودخل عدد كبير من مشركي قريش في الإسلام، وقد ساعد ذلك على رفع معنويات المسلمين الذين كانوا لا يزالون في مكة، فاغتبطت نفوسهم بنصر الله، واطمأنت قلوبهم إلى أن يوم الفرج قريب، فازدادوا إيمانا على إيمانهم، وثباتا على عقيدتهم.
كانت غزوة بدر وبحق يوم الفرقان التىفرق بها سبحانه وتعالى بين الحق والباطل، فأعلى فيها كلمة الإيمان على كلمة الباطل، وأظهر دينه، ونصر نبيه والمسلمين. 

تم نسخ الرابط