الأولى و الأخيرة

بعيدا عن الحسابات الفلكية

5 مراصد تاريخية لاستطلاع هلال العيد في مصر

موقع الصفحة الأولى

اعتمدت مصر على رؤية هلال العيد والأشهر العربية، وتحديد مواعيد شهر رمضان، من خلال مراصد فلكية منذ مئات السنين .
وواكبت مصر التطور العلمى في مجال المراصد الفلكية منذ إنشاء مرصد نابليون على يد علماء الحملة الفرنسية، ومن بعدها لم تتوقف عملية التطوير حتى يومنا هذا.
كان أول مرصد فلكى في مصر هو مرصد نابليون، الذى سيدته الحملة الفرنسية عام 1789، إبان فترة إقامتها بالقاهرة.
وبحسب بعض المصادر التاريخية كان مرصد الحملة الفرنسية الذى أطلق عليه مرصد نابليون، مرصدا فلكيا صغيرا وتم بنائه في إطار محاولات العلماء الفرنسيين من الاستفادة من الموقع الجغرافي للقاهرة في الأرصاد الفلكية، ولكن التجربة لم تدم طويلا مع رحيل الحملة.
فقد كان الرصد الفلكي في مصر أو علم فلك الهواة أحد أهم الهوايات التي تتمتع بها مصر عن غيرها من الدول، فمصر لديها بعض من أفضل مواقع النجوم في العالم كما أن بها مساحات شاسعة من الصحراء والتي تمكن الراصد أو هاوي الفلك من التحديق في السماء المظلمة والتفكير في إبداعات الطبيعة.
شيد المصريون في أواخر عهد محمد علي، وتحديدا عام 1839 المعهد المصري للفلك، ليكون من بين الأقدم بالشرق الأوسط ولتتبعه الرصدخانة المختصة برصد الظواهر الفلكية واستطلاع هلال العيد والأشهر العربية ولتستقر بمنطقة بولاق، غير أنها استمرت نحو 20 سنة فقط قبل إغلاقها.


الرصدخانة بالعباسية


ووقع الاختيار لاحقا على منطقة ميدان الرصدخانة بالعباسية ليكون مرصدا جديدا ليستمر بالعمل على الأرصاد الفلكية لأكثر من 30 سنة، قبل أن تأثر حركة قضبان القطارات والتلوث الضوئي على المرصد ما أدى لإغلاقه.
يعد المرصد الملكي من أقدم المراصد في الشرق الأوسط وأفريقيا، إذ صنفته اليونسكو عام 2010 من بين الأماكن التراثية في مصر وتم إنشائه عام 1903 وكان يحوي تيلسكوبا قطر مرآته ربع متر ولكن بعد عامين تم تزويده بتيلسكوب إنجليزي قطر مرآته 75 سنتي متر إذ أهدته مجموعة هواة الفلك البريطانية.
ضم مرصد حلوان أيضا محطة للأرصاد الشمسية ومحطة للزلازل وعمل لفترة على استطلاع هلال رمضان وتحديد مواقيت الصلاة.

أما مرصد القطامية، الذي بدأ عمله عام 1964 في استطلاع هلال العيد والأشهر العربية لاسيما هلال رمضان والعيد فهو صاحب أضخم تيلسكوب بإفريقيا والوطن العربي، إذ يبلغ وزن التيلسكوب 250 طنا وطوله 9 أمتار وقطره 19 مترا، وسمك مرآته 30 سنتي متر وقطرها 1.88 متر والتي تزن 100 كيلو جرام.
تمت صناعة أنبوب التيلسكوب من الفولاذ بينما تحمله 26 عجلة ويمر من أسفله مياه جارية لمنع وصول الغبار له بينما لا تتجاوز درجة الحرارة داخله 3 درجات مئوية.
يقع تيلسكوب القطامية بموقع متميز أعلى جبل بارتفاع يقارب الـ500 متر على مسافة 80 كيلو متر من مدينة القاهرة، في إتجاه مدينة السويس، طريق العين السخنة، فوق جبل بارتفاع 480 متر عن مستوى البحر . 
أنشئ هذا المرصد عام 1964 وهو امتداد لمرصد حلوان الذي أنشئ عام 1903 وهو من أقدم المعاهد البحثية في مصر والشرق الأوسط، التي كانت تحدد مواعيد الأشهر العربية وتستطلع هلال العيد وشهر رمضان.
يجري الإعداد لتحويل مرصد القطامية لمركز تدريبي للباحثين من شتى دول العالم، بينما سيتم استخدام تيلسكوب جديد يتم وضعه فوق جبل الرجم بمحافظة جنوب سيناء والذي سيصبح قطر مرآته 3 أضعاف قطر مرآة تيلسكوب القطامية؛ ليكون أضخم تيلسكوب على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا وحوض البحر المتوسط.

ورغم أهمية المراصد الفلكية العلمية فى مجالات مختلفة، إلا أن استطلاع هلال العيد يظل أهم أنشطتها لدى عامة المصريين.

تم نسخ الرابط