و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

كنوز عمرها 3600 سنة

«حواس» يعلن عن أول كشف أثري في عام 2025 بالبر الغربي بالأقصر

موقع الصفحة الأولى

شهد البر الغربي بمحافظة الأقصر، في محيط معبد الملكة حتشبسوت، صباح اليوم الاربعاء مؤتمرًا صحفيًا عالميًا أعلن خلاله الدكتور زاهي حواس ، عالم الآثار ورئيس البعثة الأثرية المشتركة بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار ووزارة السياحة، عن اكتشافات أثرية جنائزية تعود إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة والدولة الحديثة ويتضمن الكشف مجموعة من الاكتشافات الهامة، من بينها عدد من الأواني والمقابر واللوحات الرائعة الحجرية وأهمها مقبرة جيحوتي ميس بالاضافة إلى توابيت مزخرفة تحمل نقوشًا دقيقة.

وأكد حواس خلال المؤتمر الصحفي على أن هذه المكتشفات تسلط الضوء على أهمية البر الغربي كمركز ديني وجنائزي رئيسي خلال عصر الدولة الحديثة، مما يعزز فهمنا للعقائد والطقوس الجنائزية.

مشيرا إلى أنه على مدار ثلاث سنوات من أعمال البحث والتنقيب التي بدأت في شهر سبتمبر من عام 2022م تمكنت البعثة من تحقيق عدد من الاكتشافات الأثرية في محافظة الأقصر، حيث تم اكتشاف جزء من أساسات معبد الوادي الذي كان يقع عند مشارف الوادي وهو بوابة الدخول الرئيسية للمعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت المسمى «جسر جسرو» والذي يعتبر من أجمل المعابد الفرعونية على الإطلاق.

تفاصيل الاكتشاف الجديد

وأوضح حواس أن البعثة عثرت على عدد كبير من نقوش معبد الوادي التي تعد من أندر وأجمل نماذج فن النحت في عصر الملكة حتشبسوت وتحتمس الثالث، والتي لا يوجد لها مثيل سوى نماذج قليلة في متحفي الأقصر والمتروبوليتان.
لافتا إلى ان مجموعة النقوش الملكية المكتشفة حديثاً تعتبر هي الأكمل على وجه الإطلاق من بقايا معبد الوادي، الذي تعرض للهدم خلال عصر الرعامسة والأسرة ال19.

قصر الملكة تتي شيري

وفي نفس السياق كشفت البعثة عن مقبرة المشرف على قصر الملكة تتي شيري جدة الملك أحمس محرر مصر من الهكسوس وأم والده الملك سقننرع أول ملك شهيد في حرب الكفاح والتحرير والتي تعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية التي تلقي كثير من الضوء على تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر والتي لم يعثر لها على كثير من الأثار، كما ان تلك المقبرة تؤرخ بالعام التاسع من حكم الملك أحمس الأول "1550 – 1525 قبل الميلاد" وذلك حسب التاريخ المكتوب على اللوحة الجنائزية لجحوتي مس التي عثر عليها بالمقبرة.

مقابر صخرية

كما عثرت البعثة على عدد من المقابر الصخرية من عصر الدولة الوسطى في الفترة من "2050 ألى   1710 قبل الميلاد"، وتلك المقابر كشفت بموقع معبد الوادي عن التسلسل التاريخي للموقع الذي بدأ إشغاله في عصر الدولة الوسطى، واستمر حتى بداية الأسرة ال18 عندما أمر المهندس الملكي سنموت بوقف الدفن في المنطقة واختاره لها كموقع لتشييد معبد الوادي وجزء من امتداد الطريق الصاعد الذي يربط بين معبدي الوادي و الجنائزي.

كما تم اكتشاف عدد من المقابر الصخرية التي تعود لعصر الأسرة الدولة الوسطى وعثر بها على عدد من القطع الأثرية المهمة ومنها موائد القرابين المصنوعة من الفخار وعليها مجسمات للقرابين من خبز ونبيذ ورأس وفخذ الثور، وتعد هذه الموائد من الأثار المميزة لعصر الدولة الوسطى.

أبيار الدفن

كما نجحت البعثة في اكتشاف عدد من أبيار الدفن الخاصة بعصر الأسرة ال17 في الفترة ما بين "1580 – 1550 قبل الميلاد" وتلك الابار منحوته في الصخر وعثر بداخلها على عدد من التوابيت الخشبية بالهيئة الإنسانية والتي تعرف بالتوابيت الريشية وتلك التوابيت المميزة لعصر الأسرة ال17 وجاء من ضمن تلك التوابيت تابوت لطفل صغير مغلق وموثق بالحبال والتي لا تزال على هيئتها منذ دفنها منذ 3600 عام.

حصير ملفوف

واشار حواس إلى انه خلال اكتشاف تلك التوابيت تم العثور بجانبها على حصير ملفوف لايزال بهيئتة المكتشف عليه مضيفا ان البعثة تعمل حالياً على برنامج خاص لترميمة ونقله للعرض بمتحف الحضارة.

لافتا إلى ان البعثة المصرية نقلت واحد من أهم مكتشفاتها وهو سرير من الخشب والحصير المجدول الى متحف الحضارة في موسم الحفائر الماضى 2023 : 2024 والذي يعود الى تلك الفترة وكان يخص أحد حراس الجبانة حيث عثر عليه في حجرة صغيرة مخصصة لإعاشة حرس الجبانة.

أقواس الرماية الحربية

ونوه حواس إلى إنه تم العثور على أقواس رماية حربية والتي تعتبر من أهم مكتشفات البعثة المصرية والتي توضح وظيفة أصحاب هذة القبور وخلفيتهم العسكرية وكفاحهم لتحرير مصر من الهكسوس.

كما تم أكتشاف مقبرة المدعو جحوتي مس، المشرف على قصر الملكة تتي شيري الجدة الكبرى لملوك الأسرة الثامنة عشرة التي توصف بالعصر الذهبى للحضارة المصرية القديمة.

موضحا ان الملكة تتي شيري هي جدة الملك أحمس محرر مصر من الهكسوس وأم والده الملك سقننرع أول ملك شهيد في حرب الكفاح والتحرير من أهم الإكتشافات الأثرية التي تلقي كثير من الضوء على تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر والتي لم يعثر لها على كثير من الأثار، وتؤرخ المقبرة بالعام التاسع من حكم الملك أحمس الأول "1550 – 1552 قبل الميلاد" كما أوضح التاريخ المكتوب على اللوحة الجنائزية لجحوتي مس التي عثر عليها بالمقبرة.

جبانة بطلمية

وقال حواس في نهاية كلمته بالمؤتمر الصحفي انه تم الكشف عن جزء من جبانة بطلمية ممتدده شغلت موقع الطريق الصاعد ومعبد الوادي وشيدت مقابرها من الطوب اللبن وأجزاء من حجارة معبد الملكة حتشبسوت هذة الجبانة كان قد تم الكشف عن بعض من أجزائها عن طريق بعثات أجنبية في بدايات القرن الماضي ولم يتم توثيقها بشكل مناسب كم تم العثور على عدد كبير من الأثار من تلك الفترة ومنها عملات برونزية تحمل صورة الإسكندر الأكبر وتعود لعصر بطلميوس الأول (٣٦٧ - ٢٨٣). وكذلك تم العثور على آلعاب أطفال من التراكوتا (الطين المحروق) وبأشكال أدمية وحيوانية، وكذلك عدد من قطع الكارتوناج والماسكات الجنائزية التى كانت تغطي المومياوات وعدد كبير من الجعارين المجنحة والخرز والتمائم الجنائزية.

100 لوحة حجرية

ومن جانبه قال الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في كلمته خلال المؤتمر الصحفي ان البعثة عثرت على أكثر من 100 لوحة حجرية من الحجر الجيري والرملي مسجل عليها أسماء وخراطيش الملكة حتشبسوت "أسم الميلاد وأسم التتويج على العرش" وتعتبر جزء من ودائع الأساسات التي تؤكد على ملكية صاحب المعبد وهي المعروفة بـ Stone Name.

تم نسخ الرابط