رسالة حمص وحماة
«أصوات قوية تُسمع في سماء دمشق» آخر كلمات الإعلامية صفاء أحمد قبل الإستشهاد
الإسم: صفاء أحمد
تاريخ الميلاد:28 يوليو 1978
تاريخ الوفاة: 1 أكتوبر 2024
المهنة: مذيعة بالتلفزيون السوري
استشهدت الإعلامية السورية صفاء أحمد فجر يوم الثلاثاء، 1 أكتوبر 2024، إثر غارة جوية من جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدفت العاصمة دمشق، الغارة وقعت في منطقة الفيلات بمحيط حي المزة، مما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص وإصابة آخرين، وكانت صفاء من بين الضحايا الذين سقطوا نتيجة هذا الهجوم، حيث كانت تتواجد في المنطقة عند وقوع الغارة، مقتلها خلف صدمة كبيرة في الوسط الإعلامي السوري وأثار موجة من الحزن والأسى على فقدان هذه الإعلامية التي كانت تمثل رمزًا من رموز الإعلام السوري.
نشأة صفاء أحمد
وُلدت صفاء أحمد عام 1978 في محافظة حمص، وتخرجت من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة " البعث " عام 2000، وبدأت مسيرتها الإعلامية كمذيعة في التلفزيون السوري، حيث برعت في تقديم البرامج الحوارية والثقافية، وسرعان ما اكتسبت شهرة بفضل أسلوبها الهادئ والمميز في التقديم، وكانت صفاء قادرة على إدارة حوارات عميقة حول مواضيع اجتماعية وثقافية حساسة، مما جعلها واحدة من المذيعين الذين يُعتمد عليهم في تغطية الأحداث الكبرى.
البرامج التي قدمتها
على مدار مسيرتها، قدمت صفاء أحمد العديد من البرامج التلفزيونية المعروفة، ومن بين هذه البرامج " رسالة حمص " برنامج حواري شمل القضايا الاجتماعية والثقافية في محافظة حمص، " رسالة حماة " الذي استمر في نفس السياق بتسليط الضوء على محافظة حماة، أما " في أروقة المحاكم " فهو برنامج قضائي عرض أبرز القضايا المثارة في المحاكم السورية وسلط الضوء على الجوانب القانونية، " صباح سوري " برنامج صباحي يعرض مواضيع متنوعة من المجتمع السوري.
وتميزت صفاء بأسلوب حواري خاص، حيث كانت تطرح الأسئلة الاستفزازية بذكاء، ما جعل ضيوفها يدخلون في نقاشات معمقة تكشف جوانب جديدة من الموضوعات المطروحة، وكانت معروفة بأسلوبها الهادئ والمتزن، الذي منحها القدرة على مناقشة المواضيع الحساسة بطريقة مهنية راقية، وكانت تحرص على إشراك الجمهور في برامجها من خلال طرح آرائهم و مناقشة قضاياهم، مما ساعد في زيادة شعبيتها وتعزيز مكانتها كإعلامية متميزة.
ولم تكن صفاء مجرد مقدمة برامج، بل كانت ناقدة للوضع الإعلامي في سوريا والعالم العربي، ففي العديد من مقابلاتها، تحدثت عن صعوبة تحقيق إعلام حر ومستقل في ظل الضغوطات السياسية، وكانت تؤكد دائمًا على أهمية تعزيز حرية التعبير وتقديم محتوى إعلامي يخدم المجتمع بعيدًا عن التوجهات السياسية، كما انتقدت تهميش دور المذيعات في الإعلام، ودافعت عن حقوق المرأة في هذا المجال.
آخر ما كتبته على مواقع التواصل
وقبل وفاتها بساعات قليلة، شاركت صفاء على حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي منشورًا قصيرًا قالت فيه: " أصوات قوية تسمع في سماء دمشق "، وتعكس هذه الكلمات اللحظات الأخيرة التي عاشتها قبل الغارة الإسرائيلية، وكأنها كانت تشعر بأن شيئًا مروعًا على وشك الحدوث، مما جعل هذه الكلمات تأخذ طابعًا مأساويًا بعد وفاتها، وتركت صفاء أحمد إرثًا إعلاميًا مميزًا، وسيمثل غيابها خسارة كبيرة للإعلام السوري والعربي.