بعد 88 عاما
ثورة المصريين ضد ظلم الولاة كتبت نهاية الدولة الأموية
كانت الدولة الأموية هي أكبر دولة وثاني خلافة في تاريخ الإسلام، وواحدة من أكبر الدول الحاكمة في التاريخ، التى حكمت العالم الإسلامي من سنة 41هجرية - 662 ميلادية إلى 132 هجرية إلي 750 ميلادية، وكانت عاصمة الدولة في مدينة دمشق.
وبلغت الدولة الأموية ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك؛ إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وتمكنت من فتح إفريقيا والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر.
شهد عصر الدولة الأموية ثورات وفتنا كثيرة، وكان منفذو أغلب هذه الثورات أنصار علي بن أبي طالب، حيث اعترض الحسين بن علي، على حكم يزيد فلم يبايعه، بل قاومه وخرج إلى العراق مستجيبا لمن بايعوه من أهل العراق، فإلا ان جيوش الأمويين تصدت له في معركة كربلاء التي انتهت باستشهاده رضوان الله عيله.
الثورة ثأرا للحسين
قامت بعد استشهاد الحسن بن علي ثورات كثيرة علي الدولة الأموية للثأر له؛ منها ثورة التوابين وثورة المختار الثقفي، ثم هدأوا بعد قمعهما أكثر من نصف قرن حتى ثورة زيد بن علي.
وقد كان لأشهر ولاة الأمويين الحجاج بن يوسف الثقفي دور كبير في إخماد هذه الثورات وتهدئتها خلال أواخر القرن الأول الهجري، خصوصا أنه كان والي العراق والمشرق، الذي كان مركز ألد أعداء الحكم الأموي، فيما كانت الشام تعد حليفة الأمويين وعاصمة الدولة، وكان من أشرس الثورات التي قامت على الدولة الأموية ثورتا عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الأشعث.
سقطت الدولة الأموية على يد القائلين بأحقية آل البيت بالخلافة، وبعد فشل ثورات القائلين بأحقية سلالة علي بن أبي طالب بالخلافة تحولت الدعوة إلى القائلين بأحقية سلالة العباس بن عبد المطلب عم النبي محمد صلي الله عليه وسلم بالخلافة.
تطور حركة العباسيين
تطورت حركة العباسيين تطورًا تدريجيًا، والتزموا الهدوء طوال عهود قوة الدولة الأموية، واستغلوا ضعف الاقتصاد لتفجير ثورتهم.
كما استغل العباسيون أيضًا التمييز العنصري والطبقي الذي كان يمارسه الأمويون بين العرب وغير العرب في الوظائف والضرائب وداخل الجيش، فكونوا بذلك قاعدة شعبية عريضة، خصوصًا في أوساط فلاحي الريف المصري ومعظم الدول وعمال المدن الفقراء.
وعندما اكتمل تشكيل الحركة، قام أبو مسلم الخراساني بإعلان قيام الدولة العباسية في خراسان، وحارب نصر بن سيار الوالي الأموي فيها، وانتصر عليه، ثم احتل مدينة مرو، ومنها انتقل زعيم الحركة أبو العباس إلى الكوفة في أغسطس سنة 742ميلادية بشكل سري، وظل مختفيًا حتى 29 أكتوبر من عام 750، الموافق فيه 12 ربيع الأول سنة 132هجرية حين بايعه أهل الكوفة بالخلافة.
وبدأت عملية خلق الدولة العباسية مرحلتها الأخيرة؛ إذ التقى على إثر ذلك الجيش الأموي بقيادة مروان بن محمد وجيش العباسيين بقيادة أبي العباس قرب نهر الزاب شمال العراق بين الموصل وأربيل، وكانت الغلبة للعباسيين، الذين أتموا فتح العراق وانتقلوا منها إلى بلاد الشام ومصر؛ حيث طاردوا فلول الجيش الأموي، وقتلوا الخليفة مروان بن محمد في معركة بوصير.
مصر تحت الحكم الأموى
كان فتح مصر ذات أهمية قصوي للعباسيين حيث دانت لهم سائر الأمصار التي كانت تابعة للأمويين، وتأسست الدولة العباسية، ثالث مراحل تاريخ الخلافة.
حكم مصر في العصر الأموي 25 واليا أولهم كان عمرو بن العاص و آخرهم كان عبد الملك بن مروان.
ساد الضعف في عهد عبد الملك بن مروان، الذي استمر آخر سبع سنوات من عمر الدولة، فقد تميز بالصراع بين أمراء البيت الأموي، الأمر الذي وصل لخروج بعضهم على بعض، وتدبير المؤامرات، وقد أثمر ذلك إهمال مرافق الدولة والجيش، وبالتالي توقف حركة الجهاد، وفساد الأوضاع في أنحاء الدولة ككل، والانشغال عن إجهاض تحركات العباسيين؛ حتى سقطت الدولة على أيديهم بمقتل مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين سنة 132هجرية.
بينما عاني المصريون في أواخر عصر الدولة الأموية من الاضطهاد وكثرة فرض الضرائب وإهمال الشئون العامة للناس وهو ما أثار سخط علي الدولة الأموية وساعد في انهيارها.
وبحسب المقريزي في كتابه "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار"، فقد حدثت عدة ثورات في مصر ضد السلطة الأموية لأسباب تتعلق بالشريعة وظلم الحكام، قتل فيها عشرات الآلاف من المصريين الثائرين والرافضين للحكم الجائر، هذه الثورات كتبت نهاية عصر الدولة الأموية بالتزامن مع انتصارات العباسيين.