الأولى و الأخيرة

مع الدراويش

أحمد عمر هاشم يدعو لتعليم التصوف للأطفال.. وعلي جمعة: إنكاره جهل

موقع الصفحة الأولى

شرح الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، سبب احتياج المسلمين إلى شيوخ التصوف، وقال إنها تتمثل في الحاجة إلى كل من يدربنا ويرشدنا بخبراتهم من تجاربهم الروحانية، ولكن التصوف ليس معناه أن يتم اللجوء إلى شيخ طريقة ما، مع ترك الصلة بالله، لأنه إذا كان الطريق إلى الله مستقيما، وشيخ الطريقة وليا صالحا، فإن ذلك فهو الطريق القويم.

وأكد أحمد عمر هاشم، في برنامج مملكة الدراويش تقديم الإعلامية قصواء الخلالى المذاع على قناة الحياة خلال موسم رمضان 2024، أن أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل، وهم علماء المذاهب الأربعة، كانوا من الصوفية، وكذلك أئمة الإسلام وأعلامه الذين نعيش الآن على علمهم، جميعهم من الصوفية، فنجد أن الإمام البخاري ومسلم والسبكي والنووي كانوا من الصوفية.

 

أحمد عمر هاشم:  التصوف قديم

وأشار أحمد عمر هاشم إلى أن التصوف قديم قدم دين الإسلام، ويمثل الإسلام في مثالياته ووسطيته، وهناك الكثير من الآراء في التصوف والصوفية، فالبعض ينكرها ويقول عنها إنها بدعة وفسق وكفر، وهؤلاء من الغلاة الذين يذهبون بعيدا عن الحقيقة بإجحاف، وأيضا هناك البعض الآخر الذي يغالي في مدحه للصوفية لدرجة اقترابهم ممن درجة الأنبياء، وهؤلاء أيضا من الغلاة، لأن الكتاب والسنة هما أقرب الطرق إلى الله عز وجل، ولذلك فإن كل طريقة صوفية تتخذ منهج الكتاب والسنة، مرحب بها وبشيخها ومريديها.

وشرح أحمد عمر هاشم مراتب الصوفية، والتي توضح لنا الحقيقة بوضوح شديد، لأن التصوف يتمثل في زيادة العبادة والتقوى وكثرة السنن والنوافل، ولذلك هناك من يصل إلى قمة العبادة، والبعض الاخر ممن يمكن وصفهم بالمتوسطين الذين أدوا ما يجب عليهم، وهؤلاء من الناجين أيضا، فالتصوف في عباداته الحقيقة، يمثل السلوك الصحيح للإسلام بوسطيته واعتداله، وليس ضروريا الاتجاه إلى طريقة صوفية ما، ولكن على الإنسان الإكثار من العبادات والنوافل والتقرب من الله، ليزداد قربا منه عز وجل.

وضع التصوف في المناهج الدراسية

ودعا هاشم إلى تعليم الأطفال التصوف ووضعه في المناهج الدراسية، وقال إن ذلك سيحمي المجتمع المصري من التطرف، كما يحرره ويحفظ الوسطية في مستقبلنا، وطالب بنهضة صوفية روحية خلال الفترة المقبلة، حيث نعيش ثورة تكنولوجية هائلة، ولذلك علينا مواكبة ذلك التطور الحضاري، من خلال نهضة صوفية حضارية، تعيد الاعتدال إلى العالم، وتتخذ الوسطية طريق الله الحقيقي.

 

علي جمعة: إنكار التصوف جهل

وخلال نفس البرنامج، وفي حلقة سابقة، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن انكار التصوف جهل، لأن الصوفية من أسس الدين الذي جاء به جبريل عليه السلام ليعلمنا أمور ديننا، فالتصوف جزء رئيسي من الدين، ويمثل ثلث الدين، وهو الهدف الرئيسي له، حسب قاعدة أن نعبد الله كأننا نراه فإن لم نكن نراه فإنه يرانا.

وأشار علي جمعة إلى أننا لا نعيش زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، عليه الصلاة والسلام، ولذلك فإن الأمر النبوي بالذكر والدعاء يكون على السعة وليس التضييق، وأن من يخالف ذلك مبتدع، وكل مبادئ أهل الصوفية مؤسسة على دليل من الكتاب والسنة، والكلام عن أن الصوفية يتساهلون في الدين هو من الجهل الذي لا واقع له، لأن التصوف عبادة والتزام ببرامج، أما الالتزام بالأحكام فهو يخص عموم المصريين.

وأكد علي جمعة أنه يوجد جماعات تشوه صورة الإسلام، مثل تنظيم داعش، ومثل الخوارج، الذي لا يرتبطون بالإسلام بأي صلة، وذلك هو الفرق بين التصوف والمتصوفة، فالفارق كبير بينهما، والتصوف منتشر، ولكن علمه لم يشع، وذلك سبب ارتكاب بعض المتصوفين أخطاء، أبرزها ما يحدث في الموالد، ولكن مشايخ الصوفية أنكروا التصرفات التي تحدث في الموالد من مُنكرات، تماما مثلما أنكر مشايخ الإسلام وعلماءه ما يرتكبه الدواعش من إرهاب.

تم نسخ الرابط