الأولى و الأخيرة

موقع الصفحة الأولى

في بيان أقل ما يوصف بالمتخاذل خرجت نقابة الصحفيين تؤكد أنها علي موعد لاجتماع مع نقابة المهن التمثيلية لوضع ضوابط تغطية جنازات الفنانين، وهو التصريح الذى استبقته نقابة الممثلين برفض حضور الصحفيين لمراسم عزاء صلاح السعدني.
تغاضت نقابة الصحفيين عن بيان الممثلين الذى جاء خاليا من أى لياقة، وتمسكت بعقد الاجتماع، دون الالتفات لمنع الصحفيين من ممارسة عملهم في تغطية عزاء الراحل صلاح السعدني، وهي الموافقة الضمنية منها على وضع أبناء المهنة في سلة واحدة مع “أدمن” صفحات التواصل الاجتماعي ومنتحلي الصفة من رافعي الموبايلات في الجنائز.
كان من الأولي بنقابة الرأي أن تعلن عن معايير واضحة لتغطية العزاءات والجنازات بما يحفظ كرامة الصحفي ويمكنه من ممارسة عمله الإعلامي، فى أى مكان، لاسيما وأن مشكلة الاعتداء علي الصحفيين في الجنائز وسرادقات العزاء تكررت مرات عديدة، وفى كل مرة كانت تعلن فيها النقابة عن سعيها لوضع معايير وضوابط، لكنها لم تضع شيئا.
الغريب ان النقابة لم تستشعر حرجا من بيان نقيب الممثلين أشرف زكي الذى صاغه برغبة من أسرة الفنان الراحل صلاح السعدني، ولكن يبدو أن الحرج استشعره أشرف زكي نفسه، الذى عاد وأعتذر لصحفيي مصر، “إذا كان هناك في البيان ما أغضبهم أو تسببت لهم في أي ضيق”. 
ولأن الإهانة كانت ثقيلة، فقد عبر نقيب الممثلين عن تقديره واحترامه لصحفيي مصر، مشيرا إلي ان المشكلة كانت مع منتحلي صفة الصحفيين الذين ينتهكون حرمة الجنائز، وأن مثيري أزمة عزاء صلاح السعدني ليسوا صحفيين، واصفا هذه المشاهد بأنها سرطان استشرى وأن الفنانين ينتهكون ويتم التحرش بهم في الجنازات دون تقدير لجلال الموت من أشخاص ليس لهم علاقة بالصحفيين. 

لا لاجتماع الممثلين


كان يمكن أن نعتبر ذلك اعتذارا عن استباق الاجتماع المعلن عنه لولا توقف نقيب الممثلين عند هذا الحد، ولكن في نفس المداخلة التى أجراها أشرف زكي، تناسي اعتذاره في المقدمة وعاد يؤكد أن مشهد عزاء صلاح السعدني كان كبيرا للغاية بسبب منع حضور الصحفيين ما شجع الفنانين على الحضور، وهو ما نسف أى اعتذار منه. 
وراح يناشد الصحفيين بوضع ضوابط ومعايير لتغطية الجنازات والعزاءات الخاصة بالفنانين، لافتا إلي أنه سيضع تصورا مع نقيب الصحفيين لتقنين التغطية الصحفية وعلاج السرطان الذي يطاردهم.  
لم يكن لأشرف زكي أو غيره من الممثلين أن يتحدثوا بهذه اللهجة الاستعلائية عن الصحفيين، لو كان هناك تصريح واحد قوي من نقابة الصحفيين يلجم هذا الممثل وغيره.
بيان أو تصريح يتجاهل كل هذا الهراء يستعيد كرامة الجماعة الصحفية، ويؤكد أن النقابة وحدها ستضع مع شيوخ المهنة ضوابط تغطية الجنازات الخاصة بالشخصيات العامة دون الحاجة للاجتماع مع الممثلين، لأن ضوابط عمل الصحفيين تضعها نقابة الصحفيين وحدها، وإن كان ولابد أن تشارك نقابة الممثلين فى مثل هذا اجتماع، فليكن عنوان الاجتماع وضع ضوابط ومدونة سلوك للصحفيين والممثلين خلال تغطية الجنائز، وليس للصحفيين وحدهم.
أتمني من الزملاء والأصدقاء في مجلس نقابة الصحفيين - وعلي رأسهم الكاتب الصحفي خالد البلشي نقيب الصحفيين - ألا يشاركوا في هذا الاجتماع المزعوم حفاظا على ما تبقي من شرف المهنة التي يمثلون هيئتها اليوم في المجلس المنتخب.

تم نسخ الرابط