الأولى و الأخيرة

تسرب النفط الأكثر انتشارا

ملف الكوارث البيئية فى بحر العرب من «الناقلة زينب» الي «السفينة روبيمار»

موقع الصفحة الأولى

أثار غرق السفينة "روبيمار"، في البحر الأحمر ذعرا بيئيا بسبب المواد التي تحملها السفينة من أسمدة فوسفات الأمونيا التى ذابت في مياه البحر، ومن شأنها أن تؤدي إلى انخفاض نسبة الأكسجين الذائب في الماء، مما سيؤدي إلى موت الكائنات البحرية، بحسب خبراء البيئة.
حمولة روبيمار الغارقة تبلغ 41 ألف طن، منها 20 ألف طن من الأسمدة الكيميائية الخطرة، ولم يتم الاعلان عن نوعية باقي الحمولة للباخرة، والتى من المرجح أن تكون مواد كيماوية أشد خطورة، فضلا عن مشتقات نفطية مكونة من المازوت بنحو 200 طن والديزل بنحو 80 طناً.
كل هذه المعطيات انهيار الثروة السمكية في المياه الإقليمية اليمنية، ومع إبادة الشعاب المرجانية ستضطر الأسماك إلى الهجرة إلى المناطق الآمنة حيث تتوفر مراجين حية، ما سيؤثر على مصائد الأسماك وفقدان 126 ألف صياد يمني مصدر دخلهم في مناطق الصيد الطبيعي يعولون أكثر من 4 ملايين يمني.
أما المشكلة الأكبر فتتمثل في أن الرخويات والأسماك، ستحمل هذه السموم وستنتقل عبر الصيد إلى السلسلة الغذائية العليا، مما سيؤثر في المجتمعات الساحلية وحتى المناطق الداخلية باليمن، وربما تؤدي إلى انتشار أمراض سرطانية.
فمن الثابت علميا أن التلوث البحري له عواقب وخيمة على الإنسان وعلى البيئة البحرية بمكوناتها المختلفة، فالإنسان قد يتعرض للإصابة بأمراض خطيرة عندما تنتقل المعادن الثقيلة لجسمه عند تناول الأسماك الملوثة.
كما ان التلوث البحري قد يتسبب في حدوث أزمة غذائية، لأن ملايين البشر أصبحوا يعتمدون بشكل كبير على الأسماك مصدرا غذائيا.


الباخرة روبيمار


الباخرة روبيمار تم تصنيعها في 1997، أي أنها تعمل منذ 27 عاما، ولذا هي أيضا تعد نفايات وفقا لعمرها الافتراضي الذي لا يتجاوز 30 عاما.
يعود تاريخ بناء السفينة إلى عام 1997 من قبل شركة أونوميتشي اليابانية، وتعتبر روبيمار سفينة شحن ضخمة خاصة بالبضائع السائبة، حيث يبلغ طولها 171 متراً وعرضها 27 متراً، وهي مجهزة بمحركات من نوع ميتسوبيشي الذي يوفر 7059 كيلوواط من الطاقة.
وقد أطلقت على السفينة خلال فترة عملها عدة مسميات وهي كين شين في عام 1997، جزيرة تشاتام في عام 2009، وجزيرة إيكاريا في عام 2020، ثم أعيد تسميتها باسم روبيمار.
وفي عام 2022، شاركت السفينة في مبادرة حبوب البحر الأسود، حيث نقلت 35 ألف طن من القمح من أوكرانيا إلى مصر أثناء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وفتح غرق السفينة روبيمار ملف اهم الكوارث البيئية في بحر العرب الذى يشهد أحد أكبر معدلات التلوث البحري في العالم وهو ما يهدد البيئة البحرية في مياه الخليج العربي .
وتعرضت منطقة الخليج العربي على مدى السنوات الماضية لعدة كوارث بيئية كان أكبرها بسبب التسرب النفطي كون الخليج أحد أهم الممرات المائية لتصدير النفط.


تسرب النفط


في عام 1980 وقع حادث في حقل الحصبة في السعودية تسرب نتيجته حوالي ألف برميل من النفط انتشرت على الساحل الغربي للبحرين.
وفي نهاية عام 1980 جنحت ناقلة النفط الليبيرية "فورتشن" غرب مدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة مما أدى الى تدفق خمسة آلاف و500 طن أي ما يعادل حوالي 40 ألف برميل من النفط الخام في مياه الخليج العربي. 
في عام 1982 غرقت احدى السفن اليونانية في خليج عمان ولم تعرف كمية النفط المتسربة منها، مما أدى الى أضرار بالغة للبيئة البحرية.
وفي مارس 1983 اصطدمت إحدى السفن بمنصة نفط بحرية تابعة لإيران وفي ابريل من العام نفسه قصفت طائرة هيلوكوبتر عراقية حقل نوروز البحري الإيرانى، مما أسفر عن تدفق ما بين 150 الى 200 ألف برميل من النفط الخام في مياه الخليج وانتشرت على سواحل البحرين وقطر والإمارات وتوقف العمل في كثير من محطات تحلية المياه في دول الخليج كلها باستثناء سلطنة عمان .
خلال الحرب العراقية الإيرانية، أدت الغارات على الناقلات والمنشآت النفطية الى تسرب ملايين البراميل من النفط في مياه الخليج، وما زال العالم كله يتذكر كارثة انسكاب النفط في مياه الخليج العربي التي قام بها النظام العراقي ابان حرب تحرير دولة الكويت عام 1991 في محاولة لعرقلة تقدم قوات التحالف عن طريق البحر والتى قدرت كمياتها بنحو 11 مليون برميل .
واستنفدت هذه الكارثة البيئية قدرا هائلا من الموارد وكان لها تأثير سلبي على ساحل الخليج العربى حيث أحدثت أضرارا هائلة بالحياة المائية وتلويث خطير للبيئة البحرية والحياة الطبيعية بالمنطقة.
وفي 30 مارس عام 1994 اصطدمت ناقلة النفط البنمية "سيكي" مع الناقلة "بيتونه " الإماراتية على بعد حوالي تسعة أميال من شواطىء امارة الفجيرة المطلة على بحر عمان لتلقي الناقلة الأولى وعلى مدى ثالثة أيام بحوالي 16 الف طن من النفط الخام أي ما يعادل 115 ألفا و 200 برميل من النفط الخام انتشرت على مساحة 40 كيلومترا من الشواطىء وبعمق نصف متر داخل الرمال. 


محطات التحلية


وفي عام 1994 أيضا اجرت المنظمة البحرية الدولية مسحا بحريا تبين من خلاله غرق ناقلة النفط العراقية "عمورية" على مسافة 140 ميال من المياه الإقليمية الكويتية والسعودية وكان الحادث هو الأكثر خطورة على البيئة البحرية حيث تقدر حمولتها بنحو 700 ألف برميل.
أما في نوفمبر عام 1994 انقلبت سفينة تحمل 1120 طنا من السولار العراقي قبالة جزيرة خرج الإيرانية في شمال الخليج العربي .
وفي 11 يوليو 1997 جنحت السفينة "صفا 255" المسجلة في دولة الإمارات العربية المتحدة وهي تحمل أكثر من خمسة آلاف طن من زيت الديزل العراقي قبالة سواحل الشارقة وتسرب منها نحو 2500 طن الى مياه الخليج ونتيجة لهذا التسرب اغلقت محطة تحلية المياه في امارة الشارقة. 
وفي 7 يناير 1998 تسرب نحو 4000 طن من زيت الوقود الى مياه الخليج بعد جنوح سفينة نفط وسط رياح عاتية قبالة سواحل دولة الامارات، وغرقت السفينة التي تحمل زيت وقود عراقي في قاع الخليج على عمق 20 مترا وهي تحمل 11 ألف طن من الزيت مما أدى الى إغلاق محطات تحلية المياه في امارتي الشارقة وعجمان لمنع تسرب النفط الى امدادات المياه.
وفي 24 يناير 2000 غرقت ناقلة النفط "الجازية " المملوكة لشركة اماراتية وترفع علم هندوراس بحمولتها التي تزن 9800 طن من النفط الخام بعد انطلاقها من الميناء الحر في ابوظبي متوجهة الى الصومال وغرقت السفينة على بعد سبعة كيلومترات من سواحل أبوظبي وبلغت كمية النفط المتسرب من الناقلة ما بين 200 الى 300 طن. 


الناقلة زينب


وفي 14 ابريل 2001 تعرضت الناقلة العراقية "زينب" التي ترفع علم جورجيا الى حادث على بعد 16.5 ميل بحريل شمال منطقة جبل علي في امارة دبي أدى الى شقوق في خزانات النفط على متنها وهي محملة بحوالي 1300 طن من الديزل المهرب من العراق، وأدى الحادث الى تسرب ما بين 400 الى 500 طن من الديزل قبالة شواطىء الإمارات وانتشرت على مسافة 15 ميل .
وفي 5 أغسطس 2001 غرقت ناقلة النفط "جيرجيوس" التي ترفع علم هندوراس في مياه شمال الخليج العربي وهي تحمل 2083 طنا من النفط العراقي المهرب وكان على متنها 12 بحارا عراقيا تم انقاذهم .
وامتدت بقعة النفط المتسربة من الناقلة بطول 50 كيلومترا وعرض 3 كيلومترات قبالة السواحل الإيرانية مهددة مياه الخليج العربي بالتلوث، مما أدى الى استنفار لجان مكافحة التلوث البحري في دول مجلس التعاون لمواجهة بقعة الزيت.

تم نسخ الرابط