الأولى و الأخيرة

حارس الازدهار وحماية أمن إسرائيل

لماذا ترفض مصر الانضمام إلى تحالف حماية الملاحة في البحر الأحمر؟

موقع الصفحة الأولى

لماذا ترفض مصر الانضمام إلى تحالف حماية الملاحة في البحر الأحمر؟ سؤال يتردد في دوائر صنع القرار العربية والأجنبية، خاصة وأن غياب دولة بحجم مصر عن "حارس الازدهار" سيكون له تأثير كبير على ذلك التحالف الذي تشكل لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر في مواجهة هجمات الحوثيين، ومن المؤكد أيضا اهتمام مصر وقلقها مما يحدث في البحر الأحمر لتأثيره المباشر والمصيري على الملاحة وحركة التجارة في قناة السويس.

 

دولة عربية واحدة في تحالف البحر الأحمر

وكانت الولايات المتحدة أعلنت زيادة عدد الدول المنضمة إلى تحالف حارس الازدهار، والذي يستهدف تأمين الملاحة في البحر الأحمر، ولم تنضم له رسميا من الدول العربية، سوى البحرين.

ولكن، الإعلان عن التحالف الجديد يأتي وسط تحذيرات متعددة من الخبراء مما وراء ذلك التحالف، وما يحيط به من حسابات معقدة وغموض، خاصة فيما يتعلق بأهدافه وآلياته.

 

مصر تفضل الأطر الأخرى لحماية الملاحة في البحر الأحمر

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، قد تحدث عن "أطر أخرى" لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وذلك خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني، في القاهرة، حيث قال: "نشترك في المبادئ الخاصة بحرية الملاحة وضرورة الحفاظ عليها، والدول المشاطئة للبحر الأحمر تضطلع بمسؤولية في إطار تأمينه، ونتعاون مع شركائنا لتوفير حرية الملاحة في البحر الأحمر، وتيسير النفاذ إلى قناة السويس".

ثم عاد "شكري" ليؤكد أن "مصر تتعاون مع شركائها في أطر أخرى، وأن القاهرة مستمرة في التنسيق والحديث بشأن أفضل الوسائل لتوفير حرية الملاحة، وضمان نفاذ المنتجات، ومنع أي تأثيرات سلبية على سلاسل الإمداد"، وهو ما اعتبره الكثير من الخبراء تلميحا برفض مصري للمشاركة في ذلك التحالف.

ومن المرجح أيضا عدم مشاركة الدول العربية الكبرى في التحالف لجديد لحماية الملاحة في البحر الأحمر، بسبب غموض أهداف التحالفات الأميركية تحديدا التي تتشكل في المنطقة، كما أن التردد الأمريكي المستمر في الوجود بالمنطقة ثم الخروج منها ثم العودة من جديد يثير السؤال حول مدى وجود رؤية ثابتة عند الإدارة الأمريكية للتعامل مع أزمات الإقليم.

 

مخاوف من مواجهة مصرية إيرانية

وتأتي تحفظات الدول العربية، وعلى رأسها مصر، ومخاوفها من تحالف حارس الازدهار من عدم وجود ضمانات واضحة بعدم التورط في مواجهات مباشرة سواء مع الحوثيين أو مع داعميهم في إيران أو حتى مع أذرع طهران المتعددة في المنطقة.

 

حارس الازدهار يحمي أمن إسرائيل

أما عن توقيت تشكيل ذلك التحالف، فهو يأتي في خضم العدوان الصهيوني على غزة، ثم هجمات الحوثيين ضد السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل، كما أعلنوا، ولذلك فتحالف حارس الازدهار مشكل أساسا لحماية أمن إسرائيل، حتى ولو لم تنضم تل أبيب إليه بشكل رسميً للحلف، ولكنها المستفيد الأول منه.  

كما يأتي الرفض المصري للانضمام إلى تحالف حارس الازدهار، في إطار سياسة القاهرة برفض الانضمام لأي تحالفات عسكرية، والتي قد تشكل خطرا على أمنها القومي، خاصة مع احتمال أن يطلب التحالف دخول سفنه الحربية إلى الموانئ المصرية.

 

اتصالات مصرية مع الفصائل اليمنية

ولا يخفى على أحد أن مصر على اتصال مع الفصائل اليمنية كلها، وهو ما يجعلها قادرة على التواصل مع الحوثيين لوقف هجماتهم على السفن، ولكن ذلك لن يحدث إلا بعد توقف العدوان على غزة، لن الجرائم الإسرائيلية تهدد بجر المنطقة كلها إلى حرب شاملة.

كما أن القاهرة لا يمكن أن تدخل عضوية تحالف قد يستهدف اليمن كدولة، وهي سياسة مصرية ثابتة، بعدم الدخول في أحلاف عسكرية غامضة، وعدم المشاركة في استهداف أي دولة عربية، باعتبار أن الأمن القومي العربي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

تم نسخ الرابط