من يحكم غزة؟
قادة حماس في مواجهة الحرب الإسرائيلية.. قتال فوق الأرض وتحتها
تستمر الحرب الصهيونية على قطاع غزة، مع عدم الوصول إلى أي أفق سياسي أو تسوية لوقف نزيف الدماء في الأراضي الفلسطينية سواء في القطاع أو في الضفة الغربية المحتلة، والهدف المعلن والأبرز لاستمرار حرب الاحتلال هو القضية على حركة حماس، وتصفية قادتها، وتحرير الأسرى الإسرائيليين في القطاع المنكوب، وهو ما لم ينجح فيه جيش الاحتلال حتى الآن.
ولكن، من هم قادة حماس الذي يستهدفهم الكيان الصهيوني، وهل هناك قادة مجهولون غير الذين نعرفهم ويظهروا في وسائل الإعلام؟
فالجميع يعرف أن هناك اختلاف بين المكتب السياسي لحركة حماس، والذي يترأسه حاليا إسماعيل هنية المقيم في دولة قطر، وبين الجناح العسكري للحركة، والمتمثل في كتائب الشهيد عز الدين القسام، بقيادة محمد دياب إبراهيم المصري، الشهير باسم محمد الضيف، وكذلك القائد العام للحركة ورئيس مكتبها السياسي في القطاع، وهو يحيى السنوار، وهناك غيرهم الكثير من القادة العسكريين والسياسيين داخل غزة وخارجها.
يحيى السنوار
هو يحيى إبراهيم السنوار، المولود في قطاع غزة عام 1962، والذي أسس جهاز الأمن الخاص بحماس والمعروف باسم "مجد"، ووقع في أسر قوات الاحتلال ثلاث مرات، أولها عام 1982، وبقي وقتها قيد الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر.
واعتقل السنوار عام 1988، وصدر عليه حكم بالسجن المؤبد أربع مرات، ولكنه خرج من السجون الإسرائيلية خلال صفقة تبادل للأسرى سمتها المقاومة "وفاء الأحرار"، وشملت الإفراج عن الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، مقابل عدد كبير من أسرى حركتي فتح وحماس، وأبرزهم يحيى السنوار، الذي خرج من سجون الاحتلال عام 2011، ليعود إلى مكانه بين القيادات البارزة في حماس، وفي 13 فبراير 2017، انتخب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، ليخلف إسماعيل هنية، وبعدها أدرجته الولايات المتحدة في سبتمبر 2015 على لائحتها السوداء "للإرهابيين الدوليين".
محمد الضيف
اسمه الأصلي محمد دياب المصري، وكنيته "أبو خالد"، ويلقب "الضيف"، وهو قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، والمولود في غزة عام 1965.
ويعرف محمد الضيف بـ "العقل المدبر" على الساحة الفلسطينية، اما الصهاينة فيطلقون عليه "رجل الموت" أو"المقاتل ذو التسعة أرواح".
ومحمد الضيف حاصل على شهادة البكالوريوس في علم الأحياء من الجامعة الإسلامية في غزة، والمثير انه كان معروفا عنه حبه للتمثيل والمسرح، لدرجة أنه كون فرقة فنية من قبل.
وعندما انضم على صفوف حركة حماس، اعتقلته سلطات الاحتلال عام 1989، وبقي لمدة 16 شهرا في السجون دون محاكمة.
ولكن، رب ضارة نافعة، فخلال أسره، اتفق محمد الضيف مع كل من زكريا الشوربجي وصلاح شحادة، على البدء في تأسيس حركة منفصلة أو موازية لحماس، هدفها الأول أسر جنود الاحتلال، لتتشكل كتائب القسام.
ومعروف عن محمد الضيف أيضا أنه من مهندسي بناء الأنفاق الشهيرة والحصينة في قطاع غزة، وهو أيضا من أصحاب استراتيجية إطلاق عدد أكبر من الصواريخ على الأراضي المحتلة.
وبالطلع، تعرض محمد الضيف للعديد من محاولات الاغتيال الإسرائيلية، وكانت أبرزها عام 2002، والتي نجا منها بمعجزة، ولكنه فقد فيها واحدة من عينيه، ويزعم الاحتلال أنه فقد أيضا قدما ويدا، إضافة إلى معاناته من صعوبة في الكلام.
وخلال حرب عام 2014 على قطاع غزة، تكرر الفشل الإسرائيلي في اغتيال الضيفً، ولكن في هذه المرة استشهدت زوجته واثنين من أولاده.
ومحمد الضيف مشهور بلقب "أبو خالد" والذي أخذه من دوره الذي أداه في مسرحية "المهرج"، وأدى فيها دور "أبو خالد"، تلك الشخصية التاريخية التي تنتمي لفترة ما بين العصرين الأموي والعباسي.
أما كنية "الضيف"، فسببها أنه لا يبقى في مكان واحد لكثر من ليلة واحدة، حيث يبيت في منازل مختلفة، للإفلات من الاستهداف الصهيوني المستمر.
إسماعيل هنية
اسمه بالكامل إسماعيل عبد السلام هنية، ويكنى بأبو العبد، وهو رئيس وزراء فلسطين السابق، ورئيس المكتب السياسي لحماس داخل قطاع غزة سابقا.
تعرض للأسر في سجون الاحتلال، عام 1989 وسجن لمدة ثلاث سنوات، ثم جرى نفيه بعدها إلى مرج الزهور على الحدود اللبنانية الفلسطينية مع عدد من قادة حماس، وبعد عام في المنفى عاد إلى غزة، ثم تولى في عام 1997 رئاسة مكتب الشيخ أحمد ياسين قائد حماس، وفي 16 فبراير 2006 رشحته الحركة لتولي منصب رئيس وزراء فلسطين.
وفي 6 مايو 2017، أنتخب رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس، بالخارج، من جانب مجلس شورى الحركة، خلفا لخالد مشعل.
خالد مشعل
خالد مشعل، وكنيته "أبو الوليد"، والمولود في قرية سلواد عام 1956، وهاجر مع أسرته إلى الكويت، ليكمل تعليمه الابتدائي والثانوي هناك.
وخالد مشعل أحد مؤسسي حركة حماس، واختير عضوا في المكتب السياسي للحركة منذ تأسيسه، وتولى رئاسته بين عامي 1996 و2017، واختير قائدا لحماس بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين عام 2004.
تعرض لمحاولة اغتيال شهيرة عام 1997 من قبل الموساد الإسرائيلي، بأوامر مباشرة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث قد دخل 10 عناصر من الموساد إلى الأردن بجوازات سفر كندية مزورة، وكان خالد مشعل يحمل الجنسية الأردنية، وجرى حقنه بمادة سامة أثناء سيره في الشارع بالعاصمة عمّان.
وبعد كشف السلطات الأردنية لمحاولة اغتيال خالد مشعل، تم ضبط اثنين من عناصر الموساد المتورطين، وطلب عاهل الأردن الراحل الملك حسين بن طلال من نتنياهو المصل المضاد للسم.
ولكن نتنياهو رفض في البداية، لتتحول محاولة اغتيال مشعل إلى فضيحة سياسية إسرائيلية، ليتدخل الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بعدها، ويجبر نتنياهو على تقديم المصل المضاد للسم لإنقاذ "أبو الوليد".
محمود الزهار
محمود الزهار مولود عام 1945 في مدينة غزة من أب فلسطيني وأم مصرية، كما قضى فترة طفولته الأولى في مدينة الإسماعيلية، ثم تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في غزة، ليحصل بعدها على البكالوريوس في الطب العام من جامعة عين شمس عام 1971.
والزهار من قادة حركة حماس البارزين وعضو القيادة السياسية في الحركة، كما دخل سجون الاحتلال لمدة ستة أشهر عام 1988، بعد ستة أشهر من تأسيس حركة حماس، وكان من بين المبعدين إلى مرج الزهور عام 1992.
وتولى محمود الزهار وزارة الخارجية في حكومة رئيس الوزراء إسماعيل هنية
وتعرض محمود الزهار لمحاولة اغتيال صهيونية عام 2003، بعدما ألقت طائرة "أف 16" قنبلة وزنها نصف طن على منزله في حي الرمال بمدينة غزة، ولأكنه نجا من الهجوم وأصيب بجروح طفيفة، واستشهد ابنه الأكبر خالد ومرافقه.
عبد الله البرغوثي
عبد الله البرغوثي مولود بالكويت عام 1972، ثم انتقل للإقامة في الأردن بعد حرب الخليج الثانية عام 1990، ويحمل الجنسية الأردنية، ثم دخل جامعة كورية جنوبية لدراسة الهندسة الإلكترونية لمدة 3 سنوات، ليبرع بعدها في صناعة المتفجرات.
لم يكمل دراسته بسبب حصوله على تصريح دخول إلى فلسطين.
وعمل عبد الله البرغوثي على إنتاج العبوات الناسفة، وبرع في إنتاج مواد سامة من "البطاطا"، وكذلك صناعة الصواعق، وأقام وأنشأ معملا خاصا للتصنيع العسكري في مخزن في مدينته.
تعرض عبد الله البرغوثي للأسر عام 2003 بالصدفة، على يد قوات خاصة صهيونية، وحقق معه لمدة 3 أشهر متتالية.
أما بالمحاكمة الثانية، فحكم عليه بأطول حكم على أسير في التاريخ، حيث أصدرت محكمة صهيونية حكما على عبد الله البرغوثي بالسجن المؤبد 67 مرة، مع 5200 سنة سجن إضافية!!
مروان عيسى
يلقب مروان عيسى برجل الظل، ومعروف عنه أنه اليد اليمنى لمحمد الضيف، باعتباره نائب القائد العام لكتائب عز الدين القسام، كما يشغل عضوية المكتب السياسي لحركة حماس.
وقع مروان عيسى في أسر قوات الاحتلال في الانتفاضة الأولى، التي عرفت بانتفاضة الحجارة، وتعرض للسجن مدة خمسة سنوات.
ووصفه الاحتلال بأنه طالما ظل على قيد الحياة فإن حرب العقول مع حركة حماس مستمرة، ستبقى متواصلة، ويقول عنه الصهاينة إنه رجل "أفعال لا أقوال"، كما يتمتع بذكاء شديد لدرجة أنه "يمكنه تحويل البلاستيك إلى معدن".
استهوت مروان عيسى لعبة كرة السلة وبرع فيها، وأطلق عليه لقب "كوماندوز فلسطين"، مع ذلك لم تكتب له مسيرة رياضية، كما اعتقلته السلطة الفلسطينية عام 1997، وخرج بعد اشتعال انتفاضة الأقصى عام 2000، ليلعب دورا بارزا في تطوير الأنظمة العسكرية لكتائب القسام.
حاول الاحتلال اغتياله خلال اجتماع هيئة الأركان عام 2006 مع محمد الضيف وقادة الصف الأول في كتائب القسام، لكنه نجا من تلك المحاولة، خورج منها مصابا، وبعدها دمرت مقاتلات حربية صهيونية منزله مرتين خلال الحرب على قطاع غزة عامي 2014 و2021، واستشهد فيها شقيقه.