الأولى و الأخيرة

حكاية كل سنة

روشتة السيطرة على العجول الهربانة في عيد الأضحى

موقع الصفحة الأولى

يتكرر في كل عام مشهد هروب العجول قبل الذبح، أو أثناء نقلها من مكان إلى آخر، ولتي تحدث بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك، ورغم انتشار فيديوهات العجول الهربانة والتي يتفاعل معها الكثير لطرافتها، إلا أنها قد تتسبب في إصابات تصل للوفاة أحيانا عند محاولة السيطرة على الحيوان الهائج، إضافة إلى الخسائر الاقتصادية، التي تحدث حال موت الأضحية قبل ذبحها، ويعرض موقع الصفحة الأولى في التقرير التالي، روشتة للسيطرة على العجول قبل هروبها، للوصول إلى عملية ذبح آمنة وسليمة.  

 

سر هروب العجول

ويتساءل الكثير عن سر هروب العجول المتكرر، لمعرفة كيفية السيطرة عليها ومنع فرارها، حيث يتسبب الخوف والضغط الشديد على الأضاحي في هروبها، خاصة وأن الحيوان يتعرض للإرهاق والتوتر عند نقله وقبل وأثناء الذبح، الأمر إلى زيادة نسبة الأدرينالين في الدم، والذي ينعكس في صورة رد فعل قوي وهستيري من البهيمة، والتي تحاول الهروب وهي في حالة من الهياج.

وتؤدي الظروف البيئية إلى زيادة فرص هروب العجول، لأن الحيوان يحس بالاختناق، عندما يتم وضعه في مكان به اكتظاظ كبير للأضاحي، ما ينعكس على شعوره بالتوتر من الضوضاء والزحام، ما يدفعه إلى محاولة الهروب.

وتنتشر حالات هروب الأضحية حسب حجمها، فكلما زاد وزن الحيوان كلما زادت فرصة فراره، ولذلك فإن العجول والجمال هي الأكثر ميلا للهروب، وهو ما يؤدي إلى العديد من الإصابات الخطيرة، التي قد تصل إلى الوفاة، لذلك لابد من التأكد من أن من يتعامل مع الأضحية لديه خبرة كبيرة في التعامل مع الذبيحة.

 

السيطرة على الهياج

وعند هروب الحيوان قبل عملية الذبح، يجب عدم الاقتراب منه، مع الابتعاد بآلة الذبح عنه، للسيطرة على حالة الهياج التي يمر بها، وبعد الإمساك بالذبيحة يجب نقلها إلى مكان آخر لتهدئتها.

ويقول الدكتور أحمد البنداري، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، مقرر لجنة الثروة الحيوانية، إن هروب الأضاحي بشكل عام، يحدث بسبب عدم تقييدها بشكل جيد، لأنه في الكثير من الأحيان يكون المضحي أو الذي يقوم بالذبح من غير المربيين المتخصصين، ولذلك لا يعرف الطريقة الصحيحة لربط العجل أو الذبيحة، أن بعض تجار الاضاحي يعطونها مياه مخلوطة بملح كثير لزيادة وزنها عند البيع، وهو ما يدفعها للهروب بحثا عن الماء بسبب العطش.

وأضاف أن هروب العجول يحدث أيضا عندما ترى حيوانات تذبح قبلها، فيتولد داخلها حالة من الخوف والهلع، فبعضها يحاول الهرب وهو في حالة من الهياج الشديد، والبعض الآخر يبكي، لذلك لابد من اتباع السنة النبوية الشريفة وعدم إظهار السلاح للحيوان قبل الذبح.

تخدير العجول

وحذر أيضا مما يلجأ إليه البعض من تخدير العجول أثناء نقلها أو قبل ذبحها، لأن المخدر يقلل من إراقة الدماء عند الذبح، حيث أوجب الشرع نزول الدم بكثرة، ولكن عند تخدير الذبيحة، يتخزن الدم في جسمها، لتكون عملية الذبح سيئة، وهو ما يؤثر على جودة اللحم أيضا.

وكشف البنداري عن الشروط التي يجب توافرها في الأضحية قبل الذبح، للتأكد من سلامة وجودة اللحوم، بالنسبة للجمال يجب ألا يقل عمر الذبيحة عن 5 أعوام، اما الأبقار والجاموس فلا يقل عن عامين، والماعز عام واحد، والأغنام 6 شهور، ولابد أيضا أن تكون الأضحية سليمة، وليس فيها عيوب ظاهرة، مثل أن تكون عوراء أو عرجاء أو مريضة أو مصابة بالهزال، كما نصح بالذبح في المجازر التي توفرها الدولة، تحت إشراف بيطري لضمان سلامة وجودة لحوم الأضحية، وعدم الذبح في المنازل او في الشوارع.

 

خطوات قبل ذبح الأضحية

أما الدكتور محمد سيف، الأمين العام لنقابة الأطباء البيطريين سابقا، فنصح بعدة خطوات قبل ذبح الأضحية لمنع هروب العجول والسيطرة عليها، وأبرزها ضرورة إراحة الحيوان قبل ذبحه بيوم على الأقل، مع منعه من الأكل لحوالي 12 ساعة وشرب الماء فقط، حيث يساعد ذلك على عملية الادماء والسلخ وتقليل القاذورات والفضلات في الأمعاء.

كما نصح بضرورة نقل الأضحية قبل ذبحها بيوم على الأقل، وخلال عملية الذبح يجب التأكد من أن السكين حاد، وعدم ذبح الأضحية أمام حيوانات أخرى، حتى لا يحدث ضغط نفسي على الحيوان، ما يؤثر على عملية الإدماء وتصفية الدم بعد الذبح، وهو ما يؤثر على جودة اللحوم ويجعلها تفسد بسرعة.  

 

ذبح الحيوانات أمام بعضها

ويحذر الدكتور محمد مصباح، الطبيب البيطري، من ذبح الحيوانات أمام بعضها، لأنه يجب ألا ترى الأضاحي السكين أو أدوات الذبح، كما أنه مخالف للسنة النبوية الشريفة، فالسُنة بينت طريقة الذبح الصحيحة، وتتمثل في عدم رؤية الحيوانات لبعضها أثناء الذبح، وأن يتم الامساك برأس الذبيحة بدون أن تشاهد السكين، والذي يجب أن يكون حاد حتى لا يتألم الحيوان، مع ضرورة الرحمة بالحيوانات عند شرائها، ومعاملتها برفق وعدم تعنيفها لعدم دفعها للهروب. 

تم نسخ الرابط